اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

لماذا تحملون المسؤولية لثقافتنا الاجتماعية؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/10 الساعة 13:40
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

طالب احدهم او بعضهم رئيس وزراء اردني اسبق ، بضرورة اتخاذ اجراءات معينة بهدف تغيير تقليد او بعض التقاليد والانماط الاجتماعية السائدة في حقبة زمنية ماضية ، والتي تخص المكون العشائري تحديدا ، الضاربة جذوره في تاريخ الدولة الاردنية. لتأتي اجابة الرئيس .. دع ذلك واتركه للايام فانها كفيلة باحداث هذا التغيير، مراعيا بذلك الثقافة الاجتماعية والخصوصية الاردنية في تعامله مع احد اهم العناصر والمكونات المجتمعية . ومراهنا في الوقت نفسه على امكانية وقابلية حدوث ذلك على التطور والتغيير الذي سيطرأ في هذا المجال مع عامل الزمن، وذلك بغض النظر عن مدى او درجة ذلك او الفترة الزمنية التي يستغرقها . بدليل تغيير العديد من المظاهر والتقاليد المجتمعية ، وربما انقراض بعضها . ما يؤكد مواكبة هذه الثقافة للتطورات والمستجدات العصرية والحديثة في كافة المجالات الحياتية، وان كان ذلك يتم بشكل بطيء لتقبل الوافد الجديد على المنظومة المجتمعية، والا كان سيواجه مقاومة شديدة فيما لو كانت حركته سريعة او راديكالية ، تستهدف الانقلاب على اي من هذه العناصر او المكونات التي تنطوي على خصوصية ثقافية او اجتماعية اردنية . ولنا في امتلاك الاردن للادوات العصرية والاساليب الحديثة التي ساهمت في تحقيقه للعديد من الانجازات والنجاحات الحضارية والعلمية والفنية والتقنية والتعليمية والصحية والادارية والاقتصادية المختلفة وسط بيئة امنة مستقرة ، بصورة قادته الى ان يحتل مكانة متقدمة في المنطقة، وتجعل منه نموذجا يحتذى في التطور والتقدم ، مثالا يؤشر الى التفاعل المجتمعي الايجابي واندماج كافة العناصر الاجتماعية تدريجيا مع حركة التطور والتغيير التي فرضت نفسها على المشهد الوطني في حقبة السبعينات والثمانينات على سبيل المثال . رافق ذلك وجود ما يسمى بالضوابط والمعايير القيمية والاخلاقية التي كان يحرص الجميع، خاصة من كانوا في مواقع المسؤولية، على احترامها وعدم تجاوزها او الاعتداء عليها ، متخذين منها مرجعية وطنية واداة رقابية ذاتية على تصرفاتهم وممارساتهم الوظيفية . فاذا بنا امام نماذج وطنية في التعاطي المسؤول مع العمل العام ، بعيدا عن الشخصنة واستغلال المنصب او الوظيفة لتحقيق منافع ومكاسب خاصة على حساب مصالح الوطن. وهي النماذج التي نفتقر لمثلها في هذه الايام، الا ما ندر.

عندما اخذ القطاع العام يشهد جنوحا خطيرا عن المسار الصحيح في ظل حالة الانفلات الاخلاقي والقيمي ، التي ضربت الكثير من مؤسسات الدولة ، لتجعل من الفساد المسؤول الاول والاخير عن الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطن الاردني . في تأكيد على اننا نعاني ازمة سلوكية وتربوية واخلاقية ، انعكست سلبيا على تعاطينا مع الوظيفة الرسمية في مختلف المواقع والمناصب والدرجات . وان من يحاول الالتفاف على هذه الحقيقة ، ممثلة بهذه البيئة السلبية المسؤولة مباشرة عن المشاكل والصعوبات التي يعاني منها مجتمعنا ، عبر تحميل هذه المسؤولية الى موروثنا وثقافتنا الاجتماعية ، ومحاولته العبث ببعض مكونات منظومتنا المجتمعية وثوابتنا الوطنية بحجة التغيير ، فان عليه التوقف عن ذلك ، ولينظر الى اين ذهب بعض حملة لواء التغيير ( غير البريء ) بالوطن ، والى اين قادوه بعد ان تجردوا من الضوابط والاخلاق الوطنية ، المستمدة من بيئتنا العروبية والدينية والتاريخية ، التي يحاولون الان الانقلاب عليها . مع انهم احوج ما يكون اليها ، علها تستر عوراتهم الوظيفية ، التي انكشفت وجعلت الجميع يطالب بملاحقتهم والقصاص منهم انتصارا وانتقاما وانقاذا للوطن من تداعيات فسادهم على منظومتنا الامنية والاقتصادية . وان على كل من يحاول ممارسة لعبة الالتفاف على الواقع ، التوقف ايضا عند محطة الانجازات والمكتسبات الوطنية، التي خلدت اسم الاردن في سجل النجاحات الحضارية ، لمعرفة الى اي الفترات الزمنية والتاريخية تنتمي هذه الايجابيات . ويقارن ذلك مع الانحدار الحاد الذي يشهده مسارنا التنموي والاقتصادي، عندما تحولت المناصب الهامة في الدولة الاردنية الى ساحة مستباحة من قبل الدخلاء على منظومتنا القيمية والاخلاقية ، واخذوا يعيثوا فيها الفساد ، ومن بوابة الواسطة والمحسوبية والشللية تحديدا، وعلى حساب الكفاءات واصحاب الاختصاصات والمؤهلات العلمية والعملية . وبما يشبه الاصرار على البقاء في دائرة التعيينات الضيقة في مواقع المسؤولية، لنختزل الوطن .. كل الوطن بكفاءاته ورجالاته واصحاب الاختصاصات المتعددة فيه ، في هذه الدائرة الضيقة المسؤولة عن تراجع الاداء العام والادارة العامة ، بوصفها احدى اهم الثغرات والعيوب في جدار الوطن، التي ينفذ منها الفساد ليضرب في شتى مفاصل الدولة الاردنية.

تعالوا وقارنوا بين رجالات وقيادات الوطن الادارية بالامس ، ممن حظوا بشرف تحمل امانة المسؤولية في ادارة شؤون الدولة عبر المناصب التي تقلدوها ، مستندين في ذلك الى مرجعية قيمية وتربوية وسلوكية وطنية ، وبين بعض القيادات الادارية اليوم ، التي قادتها الواسطة والمحسوبية الى مواقع المسؤولية ، لتعيث بالمنصب العام فسادا، وتزيد من ازمات الوطن ومشاكله ، بعد ان تجردت من اي مرجعية اخلاقية وتربوية .. فتعاملت مع المنصب على انه فرصة ، قد لا تتكرر ، ويجب استغلالها وتوظيفها فر خدمة مصالحها الخاصة.

فهل ما زلنا نصر على تحميل مسؤولية الاخفاق والفشل في قيادة مسيرتنا التنموية والاقتصادية الى بر الامان الى موروثنا التاريخي والثقافي والاجتماعي ، حتى ونحن نزج بالدخلاء على هذا الموروث الى ساحة العمل العام ؟ . ولماذا لا نحترم الخصوصية الاردنية التي يعود لها الفضل في تعزيز الامن والاستقرار في بلدنا ، وتجاوز الكثير من التحديات والظروف الصعبة التي واجهته عبر مسيرته الطويلة؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/10 الساعة 13:40