اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

مرض خبيث اسمه الحسد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/02 الساعة 01:19
مدار الساعة,مال,كريمة,حلاوة,نعي,

الحسد صفة ذميمة، وهي من أقبح الصفات، ومعناه: الأسف على الخير عند الغير، وتمني زواله عنه. وكان معاوية رضي الله عنه يقول: كُل إِنْسَان أقدر عَلَى أَن أرضيه إلا الحاسد فَإِنَّهُ لا يرضيه إلا زوال النعمة.

وأمّا تمني مثل النعمة مع بقائها لصاحبها فهي الغِبطة، وهي أمر مقبول غير مذموم.

وقد ذم أهلنا في أمثالهم الحسد، وشنعوا على صاحبه، ومن ذلك قولهم: الحاسد جاحد؛ لأنه لا يرضى بقضاء الْوَاحِد , ومنه قولهم: الحسود لا يسود.

إنّ أول خطيئة هي الحسد، حسد إبليس آدم عليه السلام على رتبته، فأبى أن يسجد له، وعصى أمر الله تعالى بسبب حسده وكِبره.

وللحاسد شرٌّ يوصله للناس، وربنا سبحانه يعلمنا أن نستعيذ من شرّه في سورة الفلق..ويعلمنا أيضًا أن نلجأ إليه ونستعيذ به من كل الشرور. يقول الله تعالى:

قل أعوذ برب الفلق أي أعتصم بالله، والفلق: الصّبح.

مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ أي من الشرور كلّها.

وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وهو الليل إذا دخل.

وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ ، وهنّ الساحرات اللواتي ينفخنَ في عقد الخيط، ويوهمن إدخال الضرر بذلك.

وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ فللحاسد شر يوصله.

يحتاج الإنسان إلى دفع البلاء عن نفسه وأهله وأولاده وماله، لأنه لو تُرك لحَوْله وقوته فهو ضعيف، لا يملك دفع البلاء عن نفسه، ولا تحويله عنها، فيعلّمنا الله تعالى بهذه الآيات الكريمة أن نلجأ إليه، وهو الركن الشديد، الذي ما خاب من التجأ إليه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

الناس يقاتل بعضهم بعضًا، ويلعن بعضهم بعضا، ويخاصم بعضهم بعضا، وسبب ذلك كله الحسد. ولو تأملوا قول الله تعالى: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) لتركوا الحسد، وشكروا الله على نعمه؛ لأن الله تعالى هو الذي قسّم الأرزاق والأخلاق، وهو أحكم الحاكمين.

وللحاسد ثلاث علامات تعرفه من خلالها وهي: أَن يتملقك إِذَا كنت أمامه، فيعطيك من طَرف اللسان حلاوة، ويغتابَك إِذَا غبت عنه، بسبب حقده وغلّه، ويشمتَ بالمصيبة إِذَا نزلتْ بك؛ لأنّ زوال النعمة عنك، وحلول المصيبة بك هي أقصى أمانيه.

المؤمن الحقيقي، لا يكون حسودًا؛ لأن قلبه عامر بنور الإيمان بالله، فأورثه ذلك محبة لله وخلقه، والرّضا بقضاء الله وقسمته، فصار يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويتمنى الخير لكل الناس، فكيف يكون حسودا؟

ربما تنال ثاء الناس ومدحهم وحبهم، فيطلّ الحسود برأسه على الساحة، ويتمنى زوالَ تلك النعمة عنك، فلا يجدُ سبيلا إليه إلا بالقدح فيك، ليسقط ماء وجهك عند الناس حتى يكفوا عن إكرامك والثناء عليك؛ لأنه يثقلُ عليه أن يسمعَ كلام الناس وثناءهم عليك وإكرامهم لك، وهذا هو عين الحسد الذي قد يكون مع الصديق المحسن والرفيق الموافق.

يغتابُكَ الحسود ليذمَّك الناس، وهو بهذه الغِيبة جمع بين عذابين؛ لأنه حسدك على نعمة الدنيا فكان فيها معذّبا بالحسد، فما رضي بذلك حتى أضاف إليه عذاب الآخرة؛ بسبب معصيتي الحسد والغيبة، فكان خاسرًا نفسه في الدنيا والآخرة، إلا أن يتوب الله عليه، نسأل الله أن يتوب علينا.

وعلاج الحسد أنْ يعلم الإنسان أنّ الواهب لكل نعمة هو الله، وأن لله حكمة في كل مَنْع أو عَطاء، وأنّ الرضا بقضاء الله هو عين الغنى.

والعجيب أن الناس لا يتحاسدون ولا يتنافسون إلا في شؤون الدنيا وزينتها، لكنْ ما أحسنَ أنْ نوجّه هممنا للآخرة، كي نحبَّ بعضنا، ونعيشَ بسلام.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/02 الساعة 01:19