اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الأردن والصورة المزيفة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/23 الساعة 23:25
الأردن,صورة,مدار الساعة,قانون,

قلت في المقال السابق، أن زيارة الوفود الوزارية لعدد من المدن الأردنية لشرح مشروع قانون ضريبة الدخل كشف أن هناك أخطاراً داخلية محدقة بالأردن، وأولها اهتزازمنظومة القيم التي تحفظ التماسك الاجتماعي، وترسم العلاقات بين الناس على أسس واضحة، أهمها الاحترام كقيمة بدأنا نشعر أننا نفقدها في بلدنا، وأبشع تجليات هذا الفقدان غياب الاحترام للجميع ولكل شيء، ومن ثم التطاول على الجميع وعلى كل شىء، وأبشع نتائج ذلك الإساءة للأردن، ورسم صورة مزيفة ومشوهة له لدى أبنائه، وفي الخارج.

عند الصورة المزيفة والمشوهة للأردن، يجب أن نقف طويلاً لنطرح سؤالاً جوهرياً هو: لمصلحة من يتم تكريس صورة الأردن كدولة يرتع فيها الفساد والمفسدين؟ حتى يكاد المرء يظن من كثرة ما يقرأ خاصة على صفحات التواصل الاجتماعي عن الفساد والمفسدين في الأردن، إن أصلاب الأردنيين وأرحام الأردنيات لا تنجب إلا فاسدين ومفسدين، وهذا ليس صحيح بالمطلق. فالأردن مجتمع بشري ككل المجتمعات البشرية فيه الصالح وفيه الطالح، ولم يزعم أحد في الأردن أننا مجتمعاً مثالياً يخلو من الفساد، فهذا ضد طبائع الأشياء وصيرورة المجتمعات، فلم يخلو مجتمعاً بشرياً على مدار التاريخ من وجود الفساد والمفسدين، بما في ذلك المجتمعات التي عاش فيها أنبياء الله ورسله.

ومثلما أنه ليس هناك مجتمعاً مثالياً يخلو من الفساد، فإنه ما من مجتمع ودولة يكون كل رجالها ومسؤوليها ورجال الأعمال فيها فاسدون ومفسدون، كما يحاول البعض أن يصور المجتمع الأردني والدولة الأردنية، التي صار فيها الفساد تهمة يسهل إطلاقها على أي مسؤول بسهولة ويسر،دون أن يكلف البعض أنفسهم بطرح السؤال الملح وخلاصته:لمصلحة من يتم تعميم تهمة الفساد في الأردن، وعلى المسؤولين الأردنيين؟ هل هي محاولة من بعض الفاسدين الحقيقيين للتعمية والنجاة من خلال خلط الأوراق وإثارة حالة من الفوضى الذهنية، لصرف اتجاه البوصلة عنهم؟ فلا أحد ينكر وجود حفنة محدودة من الفاسدين بين ظهرانينا، من مصلحتهم أن تعمم تهمة الفساد للتغطية عليهم، وليتساوى الجميع أخياراً وأشراراً.

وإذا كان البعض لايسأل لمصلحة من يتم تعميم تهمة الفساد، فإن هذا البعض لا يكلف نفسه عناء السؤال: لمصلحة من يتم تخويف المسؤول الأردني بالتلويح الدائم بتهمة الفساد؟فيتوقف عن اتخاذ القرارات أو تنفيذ الإجراءات خوفاً من تهمة الفساد الجاهزة، فهناك من هو على استعداد لإلصاق هذه التهمة بكل مسؤول بلا دليل،وعن جهل في معظم الأحيان، أو عن قصد وسوء فيه في كثير من الأحيان، لتصفية حساب أو للإساءة لمنافس أو لضرر لحق بالبعض من قرار أو تشريع أو إجراء،مما جعل الكثير من الكفاءات تحجم عن ممارسة العمل العام، وتولي المناصب العامة حفاظاً على سمعتها وتاريخها، وهو أمر يساهم في إضعاف المؤسسات العامة وإرباكها،أي أضعاف الدولة وهز الثقة بها، فلمصلحة من يصر البعض على رسم صورة زائفة ومشوهة للأردن، ولمصلحة من يسعى هؤلاء لأضعاف الدولة الأردنية وهز الثقة بها؟؟ الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/23 الساعة 23:25