تسمين العجول

الكاتب :احمد الهروط
كان على الحكومة أن تلتقط الإشارة ، وأن تعرف أن الشارع هو بوصلتها الوحيدة ، لضبط أي انحراف يُحدثه الساسة.
وعلى الساخرين الساذجين من مواقف الناس ايضاً أن يتذكروا ، أن الجماهير التي تهتف ضد قانون الضريبة هي الحارس الأكثر ثباتًا في الوطن ، وهي الساعية لوضع حد لتسمين عجول الفساد على حساب الأردنيين.
فبعد صولات وجولات الحكومة على المحافظات والتي لازمها الفشل الذريع ، تأكد ان الناس لم تخرج للشارع للتسليّة أو لتزجية الوقت ، بل أن أمراً ما دفعهم للخروج.
خرجوا ضجراً من الوضع العام ورفضاً لبقاء مصيرهم المعلق دون نهاية.
خرج هذا الحشد الكبير من الناس في وجه الحكومة حين استشعروا خللاً ما في الخط السياسي ، والنهج الاقتصادي ، فاحتشدوا لاشعار الرئيس وفريقه بالأمر وذلك أجمل إسناد يقدمه الشارع لمسؤوليه.
نعم ؛ خرجوا لهذا الهدف ، رفعوه عالياً في سماء الوطن ، ورددوه بوضوح ، فإنّ كان المسؤول ذكياً ويحمل الوطن في قلبه ، لاشك أنه سيدرك ذلك قبل فوات الاوان ، وإذ لم يدرك عليه أن يدرك وليس أمامه بعدها سوى أن يحتوي المخاوف المشروعة لهؤلاء المحتجين أو يمضي بعيداً في المكابرة ودفع الضريبة كلها في نهاية المطاف.
لأن الجماهير لم تعد قادرة على السكوت مطولاً تجاه أدنى خلل يستشعرونه في نهج المسؤول وطريقته في إدارة شؤونهم ، لأنهم تعبوا كثيرا إزاء ألاعيب السابقين وباتت حساسيتهم عالية إزاء كل قرار يتخذه المسؤولون الحاليون، وعلى المعنيين بالأمر أن يدركوا ذلك جيداً ، ليتوقفوا فوراً عن العصف بقيم الشراكة في قراراتهم.
ومن الجيّد أيضاً أن يتعامل المسؤول بنباهة وحسّ يقظ إزاء تلك الاشارات التي يرسلها المحتجون المخنوقون والمستاؤن ، وقبلها من المهم أن يصغي إليهم بنفسه وألا يرهن سمعه للحاشية الجديدة التي تجتهد لتضع بينه وبين الناس حجاباً غليظاً من الأوهام ، خاصة وان الجماهير اصبحت تنام بعيون مفتوحة وما من أحد يمكنه تجاوزها واللعب بمصيرها كيفما شاء.
وبعد .. نحن ندرك ان دولة الرئيس الهادىء الذي لم يتلوث كغيره بمال الفساد يعلم انه لا جدوى من اي معارضة او عمل وطني اذا انتفت الوشائج والروابط التي تجمع اي شعب في بوتقة واحدة واهداف مشتركة واحدة ، بعيداً عن التطبيل والتزمير والتسحيج ، وانه لا بد من اعادة النظر بالمواد الجدلية للقانون سيّء الصيت.
وغير ذلك نكون قد صنعنا كذبة كبيرة نضحك بها على انفسنا
( ملاحظة مش مهمة )
أخلاق طلاب الحرية مختلفة تماماً عن اخلاق مريدي الاستبداد والاستعباد ( العين تطرقهم واحد واحد).