اقترب تشرين
مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
لارا طماش
ضاعت التفاصيل الصغيرة من بين أيدينا
و شبع الوقت من الشكوى بعد أن كان يقتات من وجه الرضا بلا حساب
مرت الثواني ثقيله و كأن العالم كله بلا فائدة تُرجى منه أو غاية
و تاهت فوق القصص صور بعض الحكايات و صار صوتها أجهش متحشرج بالتفاصيل الهاربة من مواعيد مؤجله.
اعتراف صغير يحتاج الكثير من الثقة..
وعزمنا يدين بالشكر للمصاعب التي حفرت بعناد على وجوهنا بسمة رغم جرح الأيام..
التعثر يُحضِّرنا للقادم و تربينا المحن لنصير أمتن و أقوى
في الحياة هناك دائما طريق لا يكتمل، طريق لا يفارق و لا حتى يمضي
و الخيبات تأتي غالبا مما نظن أنه يدوم للأبد...
ليتنا لا نعتاد شيئا ...
ليت عطر الأحداث يرحل فلا تأتي به ريح الحزن كلما مرّ ليل في البال
و ليت كل روح اشتاقت إلى روح تُرَدُّ فيها أو يسكنها نسيان أو فقد ذاكرة
نرتاح حين ندرك أن ليس كل ما نفقده خسارة فبعض الفقد حياة نزرعها للأخرين دون أن يدروا أن أهديناهم من وجعنا فرح و مخرج أبدي لراحتهم .
أما اذا كان بعض الفقد مخاض للذات فالغاية منه أن نلد شخصا آخر أقل حساسية و حزن و تأثرا و عاطفة و عطاء منا
فهل جربتم أن تتشكلون من جديد ؟
هل جربتم أن تهذبون كل تلك العروق و الأفرع و الأغصان التي تمتد من صدوركم إلى الخارج باحثة مرة أخرى عن من كانوا لكم الحياة؟
هل فكرتم كيف تتحملون ألم قسوة اقتلاع فتيل الربيع من بين أضلاعكم غصبا ثم تبتسمون و كأن شيئا لم يكن؟
هل جربتم أن تكتبون كلما صمتت الأشياء الجميلة من حولكم لتحيا من جديد؟ لأن موت القلم هو موت الحنين و غربة العمق ...
هل عرفتم معنى ظلم النفس بعزة النفس ؟
تخوننا الذاكرة أحيانا ..ربما
لكن لا تخوننا أحاسيسنا أبدا و لا روائح الأرواح التي أحاطتنا يوما
اقترب تشرين فقفوا في الباب و قولوا في النفس أمنية ملونة برائحة عطش التراب إلى المطر
و سربوا الأحلام إلى لياليه الطوال ..اقترب فصل الشتاء و حنت القصيدة إلى القافية.
الدستور
مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
