سميح المعايطة يكتب: نحن وسوريا.. القصة لم تنته

مدار الساعة - كتب الوزير الاسبق سميح المعايطة

حين يتحدث الأردن عن فتح معبر جابر مع الدولة السورية؛ فإنه يتحدث عن خطوة اقتصادية تخدم الاقتصاد الأردني كما تخدم الاقتصاد السوري وان كانت خدمة غير مكتملة لأن الحدود السورية مع تركيا خارج سيطرة الدولة السورية وطريق التصدير إلى أوروبا وتركيا عبر سوريا ليس ممكناً.

وحين يتحدث الجانب السوري عن فتح المعبر فإنه يريدها خطوة سياسية بالدرجه الأولى، ويريد أن يقول من خلالها إنه انتصار على الدول التي لم تقف إلى جانب النظام ضد خصومه، وأن فتح المعبر هو تتويج سياسي وليس خطوة اقتصادية، وهذا مختلف عن الانتصار العسكري للجيش السوري داخل أرضه على التنظيمات المسلحة وهو انتصار حقيقي، لكن الحكومة السورية تريد انتصاراً له بُعد إقليمي، مع ان الاردن لم يخض معركة إسقاط النظام السوري ولم يفتح حدوده للمعارضة كما هو الحال مع تركيا.

من الناحية الفنية فإن فتح المعبر أمر ممكن خلال فترة ليست طويلة، بما في ذلك الإجراءات الامنية التي على الطرفين اتخاذها بسبب حساسية الوضع السوري ومخاطر الارهاب التي مازالت ممكنة من الأراضي السورية.

لكن فتح المعبر يحتاج إلى رؤية مشتركة لفتحه، فالملف السوري ورغم عودة معظم الجغرافيا السورية للدولة الا انه مازال مفتوحاً سواءً ما يتعلق بملف ادلب معقل الإرهابيين او ملف الأكراد ومطالب تركيا وأيضا مصالح أمريكا في سوريا والأهم شكل سوريا الجديدة التي ستنتج عن الحل السياسي الذي لا بد منه للوصول إلى نهاية حقيقية للحرب في سوريا.

وربما نحتاج أن نتذكر أيضا اهمية ملف الوجود الإيراني المباشر وغير المباشر على الأرض السورية وهو ملف معقد لأنه جزء من مصالح ومطالب أمريكا وإسرائيل في الازمة السورية.

صحيح أن الأردن يحتاج إلى فتح المعبر لكن سوريا أيضا تحتاجه لكن على الحكومة السورية ان تنظر للأمر بحجمه بعيداً عن الرغبة في الاستثمار بأبعاد إقليمية.