اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

نجمٌ من قلب دمشق النابض

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/12 الساعة 00:08
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

شيخ جليل ذو لحية بيضاء، ووجه منير كالبدر، يجلس خلف مكتبه في غرفة متوسطة الاتساع في المسجد الأموي بدمشق، على أقصى الجهة اليمنى من المحراب بجانب غرفة المؤذنين، يسمّع كتاب الله تعالى لحَفظتِه معظم اليوم. إنه شيخنا العلامة القارئ الحافظ الجامع للقراءات العشر، الفقيه الحنفي، المربّي الكبير عبد الرزاق الحلبي رحمه الله تعالى (1925-2012م).

إنه بحق زعيم مملكة (الصمت)، والصمت لغة العظماء، وقد لازمت الشيخ معظم اليوم خلال السنوات التي أمضيتها بدمشق، وكنت أستطيع أن أعدّ كلماته خلال اليوم، كلمات قليلة، مثل: أهلا وسهلا، مع السلامة، الله ييسر لك. يلتفت إلى أول الحاضرين لمجلسه ويقول له: اقرأ يا ابني، وعند إطالة القارئ يبادر الشيخ بقوله: اللي بعده. وإذا خرج الشيخ عن النسق السابق تكلم بآية أو حديث أو متن علمي أو بيت شعر أو حكمة.

تعرفت على الشيخ عام 1996م، بعد الثانوية العامة، وكان اللقاء الأول عجيبًا، فقد نصحني صديقي الشيخ محمد قيلش وهو من حلب، أن ألتزم في قراءة كتاب الله مع الشيخ عبد الرزاق الحلبي، وأخذني إلى مكتبه في المسجد، فنظر إليّ الشيخ من تحت نظاراته نظرة أخافتني وسأل: من أين أنت؟ قلت: من الأردن، فقال: كم تحفظ؟ قلت: أحفظ ثلاثة أجزاء، فقال بلهجته الشامية وبصوت مرتفع غاضب: (ما ني فاضي، مع السلامة) فقلت: لكن يا شيخ، فقال: (اطلع بره). وخرجت أجرّ أذيال الخيبة ولا أدري لِمَ لمْ أحمل في نفسي شيئا على الشيخ، وباغته في اليوم التالي بعد العصر، فقال: (ماذا تريد؟ ما قلت لك ما ني فاضي)، فقلت ببساطة (ابن الصّريح): يا شيخ أمس طردتني، وأنا ما عندي شي غيرك، كل يوم بدي آجي، وإن طلعتني من الباب، بدي أدخلك من الشباك) وصار الشيخ ينظر إليّ من تحت النظارات ويتأملني، وفاجأني بقول بلهجته: (عود اقرأ الفاتحة وأول البقرة) ففعلت، وعندما انتهيت قال: (بكرة بتكمل، اللي بعده) وهكذا دامت العلاقة بيننا ثلاث سنوات متصلة.

كنت أتوجه للمسجد قبل الفجر لأتمكن من أخذ فرصة للقراءة، والعجيب أنني كنت أجد من سبقني وما أكثرهم! وقبل الفجر يبدأ الشيخ بالاستماع للحاضرين واحدًا واحدًا. وفي هذه الأثناء يُقدَّم للشيخ فنجان من القهوة لازلت أحتفظ بذاكرتي بجمال رائحته، فيأخذ منه الشيخ (شفّة) أو اثنتين ثم يعطي الفنجان لمن هو على يمينه، ويتوزع الطلاب الحاضرون الفنجان، وما أُحيْلاه من فنجان!

أذكر أنني كنت عند الشيخ في 11/8/1999م، وكان يوم كسوف للشمس، ولم يحضُرإمام المسجد (الشيخ نزار الخطيب) رحمه الله لصلاة العصر، فأمرني الشيخ بقوله: (قم صلِّ بالناس) فأجبت مسرعًا: ما بعرف أصلي، فرفع صوته قائلا: (أنت طالب علم، قم) فقمت من هول صوت الشيخ وتوجهت إلى محراب جامع بني أمية الكبير، وعندما كبّرت للإحرام وقلت: الله أكبر، كرر المؤذن ورائي وبلّغ بقوله: الله أكبر، وكأنني لأول مرة أسمع هذا التبيلغ، وكاد قلبي يقفز من بين أضلعي، ولكنّ الله سلّم، وتمت الصلاة على خير، وصار يوما محفورا بذاكرتي، الأردني المسكين يؤمّ بهذا المسجد العظيم، ذو التاريخ والحضارة، الذي أمّ فيه كبار أهل العلم والفضل، وأصلي بمعية شيخنا العلامة عبد الرزاق الحلبي، إنه يوم لا يُنسى.

كان الشيخ شديد الاحترام لطلابه، ففي يوم أراد أن يخلع جواربه ليتوضأ، وكان مسنا ومريضا، فقفزت لأعاونه، فصار يضرب على يدي ويقول:( قم.. أنت طالب علم)، رحمك الله يا شيخ الشام.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/12 الساعة 00:08