اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

«الوزير القاتل»

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/10 الساعة 01:29
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

بأمر المهدي المنتظر استقال من وظيفته ثم سافر لمقابلته، فأصدر أمراً بتعيينه وزيراً مفوضاً عنه، ولما عاد أقنع صديقاً له بالانضمام اليه فاقتنع.. وبعد ايام أخبره هذا الصديق أن خاطراً زاره في منامه ووسوس له ان يذبح ابنه، فطلب منه ان يفتديه بدجاجة، لكن الوسواس راوده في الليلة الثانية والحّ عليه، فاستجاب للأمر وقتل ابنه دون ان يرف له جفن.

هذه ليست اسطورة ولا قصة من نسج الخيال، وان كاتب تبدو كذلك، كما أنها لم تحدث في البلاد التي عشعشت فيها الخرافات كما كنا نتسلى ونحن صغار بأحاديث الأمهات والجدات عنها، ربما تكون من باب: صدق او لا تصدق..!، لكنها قصة حقيقية، حدثت في بلدنا، وصاحبها «الوزير القاتل» حكم عليه بـ( 10 ) سنوات سجن، وهو الآن يقضيها في احدى مراكز الاصلاح والتأهيل.

حين قرأت تفاصيل التحقيق وقرار الحكم الذي صدر عن المحكمة، خطر الى بالي على الفور قضية «التطرف»، لكنه تطرف من صنف آخر لم نألفه في بازارات الحديث عن هذه الظاهرة، وان كان ينتسب الى اصولها وجذورها الحقيقية.

هذا التطرف الذي قاد الرجل لقتل ابنه يستند في نسخته الى (الاسطورة)، ويعبر عن حقيقية الذات المتطرفة التي تعاني من امراض نفسية، ومن جراحات عميقة افقدتها الاحساس بأثمن ما يفترض ان تمتلكه وهو عاطفة الأبوة، وبالتالي فنحن أمام حالة قد تساعدنا على فهم بعض الأسس التي يستند اليها المتطرفون، وتحديداً في المجال الديني، لاعتناق التطرف او تقمصه، بناء على هواجس ووساوس داخلية تغذيها أساطير واحلام تأخذ احياناً شكل النص الديني، او تفهمه بشكل خاطىء، او تحوله من خلال المخيال الى الواقع بلا أي تفكير.

سأترك للقارىء الكريم حرية البحث لمعرفة الأساطير الدينية التي أسست لهذه الثقافة المتخلفة وكيف استغرق بعضنا فيها، وانتهت احياناً لبروز انواع شتى من التطرف، واعتقد ان في المكتبة او لدى ( العم جوجل ) ما يلزمه للوصول الى هذه المعرفة اذا اراد.

يكفي ان اشير هنا الى ان «وزير المهدي» استند الى قصتين : الاولى قصة ذبح وافتداء سيدنا ابراهيم لابنه اسماعيل (وردت في سورة الصافات)، وقصة ظهور المهدي في آخر الزمان ( كما جاءت في مختلف الديانات ولدى اتباع المذاهب ايضاً)، وبدون الخوص في تفاصيلهما فقد اقحم الرجل نفسه في سياقات القصتين، وأنزل نفسه مكان «النبي» في احداهما، ثم تقمص دور وزير المهدي في الثانية، فتشكل في وعيه صور «اسطورية» قادته الى ارتكاب جريمته.

بقي سؤال راودني حين قرأت القصة، وهو لماذا وقع الرجل في هذا « الفخ «، بل وظل مصراً على ان ما فعله كان عين الصواب؟

الاجابة وجدتها في اعترافات المتهم عن سبب التحاقه بالمهدي المنتظر، يقول : اخبرني «ان هناك جيوشاً ستحضر من المغرب العربي لمناصرتهم ونشر الفتوحات وقبل ذلك مساندة سوريا واطفاء الفتنة بين السنة والشيعة»، باعتبار ذلك من واجبات المنصور وزير المهدي المنتظر، حين نفهم ما قاله الرجل، نسأل، من له مصلحة في تصميم هذه الأساطير وتغذيتها وتصديرها، عندها سنعرف الاجابة، وفهمكم كفاية.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/10 الساعة 01:29