اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

سماء العقول وفضاء الأفكار

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/29 الساعة 01:12
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

تعاني أمتنا العربية والإسلامية –إلى حد كبير- من ظاهرة جمود الأفكار، حيث تقوقعت في الماضي، وأبحرت في عالم الأشخاص، وغرقت في بحر الأشياء، مما أعاق انطلاقتها إلى فضاء الأفكار. وصارت عملية إيجاد الأفكار وابتكارها وتطويرها «المهمة المستحيلة»، فنحن نعيش زمنَ التقليد والاستهلاك المادي والفكري لما تنتجه عقول غيرنا، مع عدم التفكير في الدخول – معظم الأحيان- إلى سوق المنافسة، وكأننا حصلنا على البطاقة الحمراء التي تمنعنا من الدخول في سوق العقول والابتكار والإبداع، والأفكار، أو لعلنا حصلنا منه على تأشيرة (خروج بلا عودة).

جمود العقول والأفكار يعني جمود الحضارة بالضرورة، فلا إبداع ولا اختراع ولا اكتشاف، مما يجعل هذه الأمة جامدة، وعندها ستضعف مناعتها تجاه الحضارات والثقافات التي أنتجتها العقول والأفكار المتحركة والمبدعة والمنتجة، مما يجعل الأمة الجامدة معرضة لعدوى الثقافات والحضارات الأخرى، وقبول ما يردها منها، انبهارا أو ضعفا أو عجزا، دون تمييز بين غثٍّ وسمين. وهذا يفسر لنا ظاهرة الاستغراب في حياتنا، في كلامنا حيث سادت اللغة الإنجليزية كلغة تمثل رقيّ من يتكلم بها، وفي لباسنا، وتأثرنا بكل (الموضات) الوافدة من الغرب، بغض النظر عن ملاءمتها لديننا أو لثقافتنا أو لعاداتنا وتقاليدنا، إنه تعبير عن الانهزام النفسي الشنيع الذي تمرّ به الأمة الجامدة. وهنا لا أقول: إننا لا نريد أن نستفيد من الغرب، على العكس تماما، أريد أن نستفيد منهم كلّ مفيد: كالديمقراطية، والحرية، ومراعاة حقوق الإنسان، والنظام التعليمي الراقي، والتأمين الصحي، والشوارع النظيفة، والمواصلات المؤمَّنة بطول البلاد وعرضها، ورعاية الأطفال وكبار السن، وغيرها من الأمور المفيدة والمؤثرة، والتي لن نشكّ بفائدتها للمجتمع والدولة. أما أن نأخذ قشور حضارتهم ونحن نحسب أننا نعيش هذه الحضارة وذاك الرقي، فهذا وهمٌ يعيشه بعض الضعاف من المهزومين.

الشيء المؤكد أننا نملك عقولا كغيرنا من الأمم، ومن ثمَّ نستطيع توليد الأفكار الرائعة والآراء البناءة من خلالها، لكنْ لأننا نعيش في عالم الأشياء وحبها، صارت المصالح الشخصية والأنانية والأثرة بحرًا تغرق فيه الأفكار والآراء إلى قاع لا قرار له، ولا يمكن الوصول إليه؛ لأن المصالح الشخصية تبتلع المصالح العامة دون شفقة أو رحمة. وما أكثرَ الأفكار الرائعة التي تمّ إجهاضها؛ لأنها تهدد المصالح الشخصية لبعض الناس.

والشيء الأخطر أن يتبنى الإنسان أفكارا مسمومة وغير صالحة للتطبيق، ولهذا أثره على الفرد والمجتمع، فالأفكار كالطعام، منها النافع ومنها الضار، وكما يستطيع الشخص أن يدس السم في الطعام، فهو يتمكن من تسميم العقول والأفكار، ولذلك أمثلة كثيرة أكتفي باثنين منها: المثال الأول، ما يقوم به المتطرفون من محاولة زعزعة أمن البلاد والعباد من خلال نشر فكرهم المسموم المبني على التكفير والتفجير. والمثال الثاني، محاولة البعض أن يطعن في دين الناس ومعتقداتهم، متأثرا بالتجربة الغربية في ذلك، زاعما أن الإصلاح لا يكون إلا عبر هذا الطريق. إنها أفكار مسمومة ومغشوشة تضر العقول، ولا تولّد إلا أفكارا منتهية الصلاحية لا تصلح للاستهلاك البشري.

إذن، لا بد من إعادة استنهاض الهمم والعقول، وإنتاج الأفكار والإبداعات وتوليدها، وأن نصبغها بقيمنا وثقافتنا، وألا نكتفي باستنساخها واستيرادها من غيرنا، لتكون مسخا غريبا لا هوية لها. إنها طريقة سقراط في الفلسفة، طرح الأسئلة وتوليد الأفكار، فليست أمرا جديدا أو غريبا، لكنّ الغريب حقا ألا نستخدمها؛ لتظل عقولنا مرتاحة. وأخيرا في ظل وجود الجامعات، ومراكز البحث المتخصصة، وعدد لا يستهان به من حملة الشهادات العليا أسأل: أين الأفكار؟

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/29 الساعة 01:12