الخير والشر في نفوسنا

ان بعض الذئاب والافاعي وغيرها من الوحوش الضارية لم يعد وجودها مقتصرا على الغابات والصحاري , ولكنها للاسف وجدت مرتعا خصيبا لها في حياتنا و مجتمعنا المدني والحضاري متقمصين ومتنكرين بصورة بشرية وكانهم يعترضون على طبيعة خلقهم الانسانية ويأبون إلا ان يكونوا وحوشا مستعرة مع يقيني ان هناك استثناءات.

بعيدا عن موروثات الآباء والاجداد وعن السذاجة التي كانت تتملقني لابقاء بصيرتي في اتجاه بوصلة مضللة حتى لا اسقط الاقنعة عن بعض (شياطن الانس) والذي وصفهم الله ولا اتجنى عليهم , فعلى نفسها جنت براقش.

بعد اكثر من عشرين عاما من السذاجة وطيبة القلب وحسن النية التي تربينا عليها في بيوت الاباء , انغمست في مجتمع كنت اري لزاما على خدمته والتعاون معه انسانيا واجتماعيا وثقافيا والاخذ بيدهم الى الافضل , وفجاءة وجدت نفسي انتقل من العصر الانساني الى العصر الحيواني عندما اخترق سياج انسانيتنا محموعة من الحاقدين والحاسدين والذين لا يريدون الخير لمجتمعهم وبؤثرونه لانفسهم.

هذه الفئة الضالة اخذتها العزة بالاثم، واخترقت مجتمعنا البشري الطيب باقنعة مزيفة مختلف الوانها , فمنهم من اخفى شيطانه خلف لحية بيضاء ودشداشة وشحاطة , ومنهم من اعتلى اكتاف ابيه وجده معتقدا انهم كانوا اسياد القرية، ومنهم من لبس لباس التقوى فيهرع الى الصلاة خلف الامام ليوهم من حوله انه من اصحاب التقوى والفضيلة فيسهل عليه اغوائهم , وتبعم السذج واصحاب البطون الجرباء يملئونها بطبق من الارز والمرق فتغسل بها دماغهم بزيف الكلام, ومنهم من يخاطب القوم بالاصلاح وهو قمة الفساد , ومنهم من يرى الحقائق بعين واحدة لان الله عاقبه بالاخرى.
هؤلاء كانت شخصنة الامور نبراسهم عندما امتلكوا السطوة, وتصفية الحسابات الشخصية مرادهم، وخدمة مجتمعهم اخر.

همهم , لقد كانوا نبراسا للفتنة والنميمة والوقيعة، فافسدوا العباد والبلاد، وفرقوا بين الابن وابيه والاخ واخيه، وما يضيرنا انهم وجدوا من يجرونهم بذيولهم من المنتفعين يطبلون ويزمرون لهم في كل خطيئة ومظلمة، وهم في غيهم يعمهون.

هذه الفئة الضالة اصبحت تعاني منها مجتمعاتنا الانسانية شر عناء وفي معظم الاماكن والحارات، واعتقد انه ان الاوان لمن يريدون خيرا ان ينبذونهم من مجتمعاتنا الفاضلة لا ان يقفوا متفرجين ويكتفون باضعف الايمان , فالساكت عنهم شيطان اخرس.