اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

قهوتنا للأجوادِ..

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/17 الساعة 20:05
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

بقلم: جميلة عويصي السرحان

ياكليب شب النار ياكليب شبه..

عليك شبه والحطب لك يجابي..

وعلي أنا ياكليب هيله وحبه..

وعليك تقليط الدلال العذابي..

تلك أطلال البادية حين يلمحها المرء من بعيد يشعر بنهاية التيه والضياع في بحرٍ متلاطم من الرمال ، إلا أنّ البدوي عشقها وتواصى بالصبر عليها فبقي سعيداً في أرجائها لا يرضى عنها بدلاً.
فبيوت الشعر إرث البقية من البدو فلقد أصبحت منظراً نادراً في بوادينا ، ولم يبق إلا عينة من هذه البيوت مع نفرٍ قليل من البدو الذين لم تستهويهم مغريات التحضر ولا عجلة التغيير.

إذْ يولي البدويّ إهتماما خاصاً في مجالس الضيافة في هذه البيوت (الربعة) فتأخذ مساحة كبيرة من الجهة الشرقية من بيت الشعر كعرفٍ سائد من أعراف البادية في تصميمها.

إذ كانت دائما مفتوحة من الجهة الأمامية ، ولا يوضع لها (الرواق) حتى أن البدو قديما يعتبرون إغلاق الجهة الأمامية من بيت الشعر عيباً ، إذ لا بد أن تكون مفتوحة (مشرّعة) دوماً لاستقبال الضيوف.
بيت الشعر مفتوح للضيف باب..

رمز الكرم يبقى على مر الأجيال..

والطيّب اللي شيّده واعتنابه..

عساه ما يشكي من الوقت لا مال..

حيثُ تحتوي على جميع أدوات القهوة ومستلزماتها ، فللقهوة العربية في نفوس البدو مكانة لا تدانيها مكانة ، فهي لديهم ذات صلة وثيقة بالإحساس القومي العربي ، الذي يتمسكون به.

وظلَّت شامخة البنيان متحدية لكلّ قوى التغيير والتطوير حتى الآن، فهي لم تؤدِ وظيفة اجتماعية فحسب ، وإنما جعلت كل الوظائف الاجتماعية تتمحور حولها حتى ارتبطت بكل المواقف ، والأوضاع الاجتماعية المختلفة، فهي ترتبط بالضيافة والكرم والالتزام الشخصي والجماعي ، فبأنفاسها الحارة نلاقي ضيوفنا ، وبعبق هيلها نودعهم ، وبحضرتها تتهادى الآراء والأفكار ، ونحل كثيراً من قضايانا اليومية ، ورشف فنجان القهوة يتضمن توقيعاً على اتفاق مصالحة ، إذا كان هناك خلاف ، أو فتح بوابة الألفة لتعايش أكثر دفئاً وحميمةً بين الناس.

إذْ يفخر البدوي بقهوته ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمحبوبته السمراء ، فيتفنن في صنعها وإعدادها

والادوات(المعاميل) التي يستخدمها في إعدادها وهي:

- المحماسة : وتستخدم لحمس أو تحميص القهوة.

-الملقط أو المخدام.

-المنصب او الرويكب.

- المبرادة : وتستعمل لتبريد القهوة المحموسة·

- النجر أو المهباش (عبدان) أو(الضبوح) أو (العزّام) : ويستخدم لطحن ودق القهوة ويصنع من خشب البطم.

فهو أمر يعتز به صاحب البيت ويطرب له ويُعتبر في الوقت نفسه وسيلة نداء لمن يسمعه من الجيران أو عابري سبيل للضيافة. ولدق الجُرن نغمٌ يتفنن به كثير من الناس فهو بالإضافة إلى عملية طحن البن والهيل فإن عميلة الطحن هذه تتم بإيقاعات متناسقة.

- الدلة المطباخة أو الطبّاخ: تطبخ بها القهوة·

-الدلة الوسطى:المصفاية او الملكمة (أو الثنوه) ويتم فيها تلقيم القهوة.

- الدلة المبهارة : أو المزلّة (المصب) وهي عبارة عن دلة صغيرة تبهر بها القهوة·

وسميت الدلة ، لأنها موضع افتخارهم واعتزازهم ، ولأنها أيضا مدللة عندهم ، ويشبهونها بالفتاة الجميلة ذات الاغتناج والدلال ، أو (بالغرنوق) وهو طائر صحراوي أبيض مشهور بجمال عنقه وطوله.
وكما أن هذا الاسم عندهم مأخوذ من الإرشاد والهداية ففي اللغة: دل إلى الشيء وعليه أي أرشده وهداه ، وأحسن الدلال عند البدو ما كانت طويلة كطول ساق الفتاة الجميلة بيضاء من نظافتها كالشاش الأبيض ، واسعة كبيرة ، جميلة المنظر كأنها طائر الغرنوق الصحراوي ! شامية (أي مصنوعة بالشام) يطرب لرؤيتها من نظافتها وحسن صنعها وحجمها ، كل من يراها أو يجلس إليها.

-الصباب:وهو بكرج نحاسي لصب القهوة للحضور.

- المنفاخ : يستعمل لزيادة إشعال النار.

- الليف : هو الذي يحجب الهيل من النزول في الفنجان عند صبه·

- البيق : تمسك به الدلة إن كانت حارة.

-الجراب: ويصنع من جلد الماعز لوضع البُن فيه.وبعضهم يصنعه من الغزل فتسمى مزودة أو مزهبة.

-الهاون وهو من الفخار ويُطلى بالنحاس.

-الزبادي والفناجيل والمصافي.

احمـس ولقـم بالعجل يالسنافـى بشاميـة طـرف لها الجمر تطريـف حماسها قرم مـن الغـوش شافـى دايـم يقلبهـا حريص علـى الكيف

حيثُ تعدّ القهوة العربية بالطريقة التقليدية منذ البدء بإشعال النار إما حطباً أو جلة أو (بعر) الإبل ، ثم وضع المحماسة عليها ووضع القهوة، ثم نقوم بحمسها جيداً ثم نضعها فورا في المبرادة لبضع دقائق حتى تبرد ، بعدئذ نضعها في النجر ونطحنها جيداً ، ثم نضعها على كمية الماء المغلي في المطباخة، ونتركها حتى تغلي بهدوء ، وفي هذه الاثناء نقوم بطحن الهيل في النجر ونضعه في المبهارة الفارغة ونبعد المطباخة عن النار ونتركها تهدأ قليلا، ثم نصب القهوة في المبهارة المحتوية على الهيل فقط ، ونضعها على النار ونتركها حتى تغلي قليلا وننزلها عن النار.

وتسمى القهوة في بداية صنعها بكر أو (راس) أما إذا أضيف على الدلة ماء وبن وطُبخ من جديد فتسمى (ثنوة) ، وقيل في ذلك:(ما يعرف الثنوة من الراس).

لاضــاق صــدري جـبـت نـجـر ودلــة..

وسويـت مايطفـي لهـيـب بجـاشـي..

وان جا المسير عمس عندي دوى له..

فنـجـال مـاسـواه خـطـو الخـداشـي..

بـكـر عـلـى بـكـر لـيــا جـيــت ازلـــه..

يشبـه خضـاب مردوعـات النقـاشـي..

أمّا تقديم القهوة فابتداءً بالميمنة – أي الجالس من جهة اليمين للمعزب خوفًا من الانتقاد ، وإن حضر أحد هؤلاء فله الفنجال بالشيخ أو بالكريم أو بالفارس أو بالغريب. وإذا حضر شيخان أو فارسان أو شيخًا وفارسًا ، المضيف يتوسطهما بالفنجال الأول وعندها يكون لهما الاختيار . فيصب القهوة باليد اليسرى بعد أن يضرب الفنجال بفم الدلة ، وهذه العادة منتشرة جدا بعد الانتهاء من صب القهوة وقبل تقديمه للضيف مباشرةً وهي حركة جميلة وتصدر صوتاً موسيقياً ، وتدلل الضيف بأنه الفنجال جاهز ،ثم يقدم فنجال القهوة باليد اليمنى وبعد أن يشرب الضيف القهوة يهز الفنجال علامة الرضى والكيف والكفاية ، وعليه أن لا يضعه على الأرض بل ينتظر المضيف.

كما أنّ كمية القهوة في الفنجال: عادة (صبة الحشمة) المعروفة عند البدو من العادات الأصيلة المرتبطة بحسن الضيافة.

إذ يجب عدم ملء الفنجال على الرغم من صغر حجمه. وذلك بصب القهوة في الفنجال للثلث. وفي حال زادت الكمية عن ذلك ، فهذا يعني أنّ الضيف غير مرحب به وعليه أن يُغادر المجلس سريعًا.

يا مـا حلا الفنجـال مـع سيحة البـال..

فــي مـجلسن ما فيــه نفسه ثقيـله..

هـذا ولــد عـم وهـــذا ولـد خال

وهذا رفيق مـا لـقـيـنـا مـثـيلـه..

أمّا ما يُميِّز عادات شرب قهوتنا البدوية ، فهي المسميات الخاصة التي تُطلق على كل فنجال يشربه الضيف..

-فنجال الهيف: وهو أول فنجال يُقدّم ويشربه المضيف ليُثبت للضيف أن القهوة لا تشكو من سوءٍ يُؤذيه.

-فنجال الضيف: ثاني فنجال ويشربه الضيف ويدل على الكرم.

-فنجال الكيف: الفنجال الثالث الذي يدل على أن الضيف يستمتع بالطعم والمجلس .

-فنجال السيف: يرمز إلى أن الضيف يقف مع مُضيفه في حال تعرض لأذى أو اعتداء.

فإذا لم يكن بالبيت رجال وصبت القهوة بنت (سيدة أو فتاة) فيكون أول فنجال كرامة للبنت باسم فنجال البنت وبيه يتآخي الضيف مع أهل البيت ويحالفهم والثاني كرامة للضيف والثالث للسيف (للبيت الذي هي فيه أي يعاهدهم على السيف بالدفاع عنهم)، ولا يكون هنالك فنجال الكيف ، ولا يجوز أن يتناول الضيف الرجل القهوة من البنت ، إذا كانت واقفة ويبقى جالس بل يجب عليه أن يقف بمسافة مقبولة ويتناول الفنجال من الأعلى بيده اليمنى من أعلى الفناجيل ويحاذر من لمس يد المعزبه.

كما يتم عمل القهوة في العادة أربع مرات يومياً ، أولها : دلة الصبح وثانيها: دلة حومة الطير ،

وثالثها دلة العصر ، ورابعها دلة أو (بكرج) التعليلة ، ولا تغسل الدلال عند صناعة القهوة بل يتم طبخ الرد وتصفيته ومن ثم تلقيم القهوة.

أما أنواعها..

-فقهوة العزاء: يشربها المعزون قائلين – الله يرحمه، وهنا لا يهز الفنجال بل يغطى بكف اليد دلالة على الاكتفاء.

-قهوة الجاهة: لا يشربها أهل الجاهة إلا إذا وعد المضيف بتلبية طلب الجاهة.

-قهوة الضيف: يصب له من القهوة (الوالمة) فنجال ومن ثم يُعمل له قهوة جديدة إكرامًا له.

ولا يجوز أن يُقال للبدوي بأن (قهوتك باردة) بل يقال بأنها(فاكة أو دافئة).

وعند مغادرة الضيف يقوم المعزب بصب فنجال أخير له ويسمى( فنجال ظهيري).

إن دلال القهوة عند البدوي مرتبطة بشرفه فمس الدلال كمس العذارى بسوء وفحاشة لذلك فإن الدلال يمنع إخراجها من البيت ولا تصب إلا في حمي بيت الشعر. ومن لا يدخل البيت فلا يشرب القهوة ،وإن لم يدخل أي مار طريق فيكتفوا بإسقائه الماء أو البن وليس القهوة.

وفي أحوال طلب الدم والقتل تكفى الدلال على أطراف النقرة أو الموقد دليل طلب الثأر أو أن القتيل عميد قومه ولا يمكن تعويضه.

وللمنزلة الكـبيرة التي تحظى بها القهوة فـي أوسـاط المجتمع الـبدوي قديما ً، فإنهـم كانـوا يحافـظون علـى بـقاياها (الحثل) من أن تدوسه الأقدام ، فيحفرون حفرة بعيدة عن مرور الناس ، ويدفنون الحثل فيها ، ولعل ذلك راجع إلى خوفهم من أن تزول هذه النعمة التي تمثل الجاه والنفوذ ، نتيجة رميها عن الأرض وسير الناس عليها ، أما أهل الأرياف والمدن فإنهم لا يهتمون بذلك إلى حد ما ، ورغم التقدم والتطور الذي أصاب الكثير من مناحي الحياة العربية ، فقد بقيت القهوة المرة شراب العربي البدوي المفضل ، فإنها مربط إلهامه وطربه ، ومبدد همومه وأحزانه ولها عنده مقام رفيع.

وحتى اليوم ، فلا تزال قهوتنا العربية من العلامات المميزة لكل مناسبة في كل منزل عربي ، فهي جزء أساسي من حلّهم وترحالهم ، كما أنها الرفيق الأول في مجالس الفرح والترح ، وأداة مهمة للتعبير عن المشاعر في مختلف المجالس والمناسبات .

ولقد غابت بعض معاني القهوة العربية عن أذهان هذا الجيل الجديد ومقالنا هذا يأتي رصداً لتراثنا الشعبي الذي نعتز ونفتخر به حقاً ، فإن القهوة العربية شراب العرب الأصيل وقد قال الشاعر في حق القهوة:

يا عيد شب النار قم سـو قـم سـو

قم ســـ ــو فــنــجـــالٍ وزيـــ ــن قـــنــــاده..

هـات الــدلال ووســع حـفـرة الـضـو

شــب بحـطـب سـمـراٍ ولـــوعٍ عـــراده..

خــل النشـامـى لا تـلافـوا لــك وجــو

يلـقـون مــن جــدك مـراسـيـم عـــاده..

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/17 الساعة 20:05