اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

لكل محمودُهُ!!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/12 الساعة 01:52
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

لا أعرف بالضبط ما اذا كان ذلك قبل عشر سنوات او عشرة شهور او عشر ساعات، فقد صحوت من النوم على رنين الهاتف، وكان الصديق نبيل عمرو السفير في القاهرة وجاري في حي المعادي قد قال لي بصوت يرشح منه الدمع، محمود مات سريريا في هيوستن، فلم تحملني ساقي وسقطت على مقعد قرب السرير، وطلبت الصديق نبيل لأسأله عن ما قاله لي قبل قليل، لأتأكد من انني لم أصحُ من كابوس وارسل لي سيارته وبعد دقائق كنا الثلاثة في حالة من الذهول نبيل وجمال الغيطاني وانا، وتذكرت على الفور عبارة كان محمود يرددها من رواية ليس على رصيف الازهار من يجيب لمالك حداد هي : لا تهيىء افراحك، فقبل اسبوعين فقط من الرحيل هيأنا انا والصديق نبيل امسية شعرية لمحمود في دار الاوبرا وخططنا لعدد خاص في مجلة الهلال يضم اربعين مقالا لشعراء وكتاب من مختلف البلدان العربية عن شعره، وكان الفنان الراحل نور الشريف يدرب صوته على قراءة بعض القصائد، وطلبت منه الفنانة سمية الالفي ان تحقق حلما هو قراءة قصيدة لمحمود عن خبز امه وقهوتها!

كانت زوجتي تدرك جيدا انني لن احتمل ذلك الرحيل وحيدا في القاهرة، فأعدت لي مفاجأة لعلها رد حاسم على الموت، وفي صبيحة اليوم التالي دق جرس الباب فوجدت امامي حفيدتي التي عمرها شهور
ولم ارها من قبل، وحين احتضنتها احست انها تحملني وتمنيت لو ان محمود حي لأقول له بأن حفيدتي هي جدتي !

بعد ايام قليلة بدأت مجلة الهلال تجمع المادة لنشرها في عدد ذلك الشهر، لكن محمود لم يقرأها، وخصصت ليلة في دار الاوبرا لمحمود لم يشهدها! كان ذلك قبل عشر سنوات او عشرة شهور او عشر دقائق، لا اذكر فالزمن لا يعترف بالتقاويم الداجنة في عقارب الساعات ، والموتى يصبحون بلا اعمار، ومنذ تلك اللحظات بدأت اشعر من خلال ما ينشر عن محمود بأن لكل منا محموده ، وهناك من احبوه ببراءة، ومن اقتربوا منه ليبتعدوا بعد ذلك لأنه اذكى من ان يخدع، وهناك من حسدوه وظنوا ان غيابه يفتح ما انسد من آفاقهم، لهذا قال بالحرف الواحد لن يشهدوا خريفي ، وكان محمود حيا وميتا احد الاختبارات الاخلاقية لثقافتنا وما تبقى على قيد الفروسية من قيمنا!

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/12 الساعة 01:52