اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

إعدام الفيل

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/08 الساعة 11:05
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

قيل إن فيلاً دخل إلى قرية هندية هارباً من الأدغال في يوم حار، فاجتمع الناس حوله وحاولت مجموعة من الساسة السيطرة عليه، ولفزعته منهم ومن الناس، حطم أعظم طفل تحت قدميه وهو يستفز الناس ويستفزونه، فاحتدم الجدل في القرية حتى تحول سريعاً إلى عراك حول الواجب فعله إزاء هذه الحادثة .

فريق من الناس انبرى دفاعًا عن ساسة الفيلة وحقوقهم كثروة وطنية ودعوا للتجاوز عن فعلة الفيل لأجل مكانة الساسة وأهميتهم، وفريق ذهب يوبخ أبوي الطفل على إهمالهم، وفريق ثالث طالب بالقصاص من الفريقين الآخرين، لقلة إنسانيتهم وفساد أخلاقهم، إذ فضلوا مصالحهم الشخصية على العدل والقصاص للطفل آخرون تساءلوا وغيرهم حرموا عليهم السؤال.

تدخلت الشرطة البرطانية عندما كاد أن يتحول العراك لفوضى عارمة، وقف الشرطي مستمعًا للجميع وهو ينظر إلى الفيل، يصغي للصياح يحاصره من كل حد وصوب، ووجوه الناس مشدودة وعيونهم تنذر بالشر.

وفجأة أخرج الشرطي مسدسه وأطلق النار على الفيل، وأعلن أن هذا هو العقاب العادل. فالفيل قد قام بجناية القتل ووجب قتله، أطبق الصمت فوق الجميع، وبعد دقائق انفض القوم وعادت الحياة إلى سيرتها الأولى.

ما يجري في الأردن من أحداث في الأسابيع الأخيرة، من كلمات لحضرات النواب، النارية منها والركيكة، التي أجمع الأردنيون على حصافتها أو التي أجمعوا على تفاهتها، وحتى التي قسمت الرأي العام حولها وتصويت الثقة الذي حاول فيه مجلس النواب حفظ بعض ماء الوجه – ولا ندري إذا نجح في ذلك- بعد أدائه الهزلي في عهد الحكومة السابقة، وحتى قضية الفساد الأخيرة وظهره الفساد الذي قسمنا ونريد أن نقسمه، ومواقف رئيس الوزراء منها ومع النسوة أمام موكبه أو ما فعله مع القافز من شرفة مجلس النواب. كل ذلك هو علامات حركة في الحياة السياسية الأردنية نفضلها بكل تأكيد على الصمت والسكون وعدم المبالاة في عهد الحكومات السابقة.

ولا محيد لنا أيضا من النظر إلى كل ما سبق على أنه علامة صراعات وتصفية حسابات في أروقة الدولة وأقطاب النفوذ فيها، نتمنى أن يحسن الشارع قرأتها والاستفادة منها.

فمجلس النواب يتخبط محاولاً أن يعيد لنفسه رصيدًا لم يمتلكه يومًا في الشارع، والحكومة تحاول أن تظهر تميزها عن سابقاتها والسيطرة على الحرائق التي لا تلبث أن تشتعل هنا وهناك، والشارع ذو الذاكرة الضعيفة الاختيارية، ينقسم على نفسه حول كل قضية أو موقف، تلك التي يتكفل الإعلام بحملها سريعا إلى واجهة الأخبار العاجلة والسبق الصحفي أمام الناس، ليأتي بغيرها بعد يوم أو يومين فسيل الأخبار العاجلة التي ينسي واحدها الآخر هذا يحرمنا من متابعة القضايا، ومدارستها جيدًا والتأكد من حسن معالجتها هو ميزة إعلامنا الإلكتروني على الأقل إذا نسينا وله مؤسسات إعلامية أخرى بالميرمية والأعشاب الطبيعية.

ونهاية يبقى السؤال كيف ستنتهي كل هذه المشاهد، هل سيأتي شرطي ليطلق النار على الفيل ليحمله إثمّ كل التهم والتجاوزات ومنظومات الفساد وتنتهي القصة؟ أم أننا وإن شاء القدر نتيجة تركة ثقيلة ابتلينا بها أن يموت هذا الطفل لخلل من صنف الفساد والظلم في المنظومة، سنضمن بعد اليوم أن لا يموت غيره تحت أقدام الفيلة في بلادنا لأننا سنحاسب الجاني الحقيقي وليس الفيل فقط.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/08 الساعة 11:05