انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

قصة البيت الذي قتل صاحبه

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/01 الساعة 02:59
مدار الساعة,مصر,

مدار الساعة - ومن الشعر ما قتل، ليست هذه جملة وحسب، ولكنها حقيقة وقعت في عهد الدولة العباسية، حينما أنشد المتنبي قصائده العصماء، واشتهرت وذاع صيتها بين الناس، فتارة يمدح، وتارة يهجو.

وقد كان المتنبي رجلًا شديد الكبر حين قال : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي، وأسمعت كلماتي من به صمم، وحين قال أيضا: الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم، وقد كان هذا البيت هو السبب في موته، وقيل أنه ادعا النبوة في صباه، وتبعه البعض ، ولكنه عاد إلى رشده، ولهذا سمي المتنبي.

من هو المتنبي:

هو أحد مفاخر العرب، وعظماء الشعر، اسمه أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، ولُقب أبو الطيب، ولد بالكوفة عام 303هـ ، نظم الشعر في صباه، وهو بعمر تسعه أعوام.

وعُرف عنه حدة الذكاء والاجتهاد، ووصف بأنه نادرة زمانه وأجوبة عصره، فقد كان من أفصح الشعراء في وقته، وتجري الكلمات على لسانه كما يجري الماء على سطح أملس ، يملك ناصية اللغة والبيان ، ويبدع حتى في سبابه.

ترك المتنبي خلفه تراثًا عظيمًا من القصائد الشعرية، والتي بلغ عددها 326 قصيدة، ومازالت مؤلفاته حتى الآن مصدر وحي والهام لكافة الشعراء من بعده ، فقد استطاع بحرفية شديدة، أن يصور الفترة التي نشأ فيها من حروب وصراعات، ومدح وهجاء لأمراء وملوك الدول، وكان المتنبي معتزًا بنفسه طموحًا إلى حد مخيف، فكثر أعداؤه وتنمروا له .

علاقته بسيف الدولة الحمداني:

ذاع صيت المتنبي ووصل إلى أمير حلب سيف الدولة الحمداني ، فقربه منه وأنهل عليه العطايا ، فأحبه المتنبي وأخلص له ، وكتب العديد من القصائد في مدحه ، ولكن الأمر لم يعجب بعض المتربصين به ، ففرقوا بينه وبين الأمير.

فكانوا ينقلون بينهما كلامًا مغلوطًا، وفي يوم من الأيام حدثت مشادة بين المتنبي وابن خالويه في بلاط سيف الدولة ، فألقى ابن خالويه بدواة الحبر على المتنبي ، ولم ينتصف له سيف الدولة، ولم يثأر له.

الأمر الذي أصابه بخيبة أمل كبيرة ، فترك حلب ، واتجه إلى مصر ، ومدح كافور الإخشيدي ، ولكن لم يقربه كافور كما كان يفعل سيف الدولة ، خوفا غروره وطموحه الزائد ، فلم يعجبه الحال في مصر، ومر ببلدان أخرى ومدح ملوك وذم آخرين ، لكنه لم يحب سوى سيف الدولة ، ولم يخلص في مدح لسواه .

البيت الذي قتله:

أثناء عودته للكوفة مع ابنه محسد، قابله جماعة من قطاع الطرق، تربصوا به وكان زعيمهم يدعى فاتك ابن أبى جهل الأسدي، الذي أخطأ المتنبي وهجا ابن أخته ضبه في أمه، الأمر الذي جعل فاتك يقرر الانتقام منه ، فأخذ معه رجاله وانتظره في الطريق ، ولما مر المتنبي قاتله وقتل ابنه.

فلما أراد المتنبي أن يهزم، ويهرب، قال له غلامه مفلح كيف تهرب وأنت قائل: الخيل والليل والبيداء تعرفني، والسيف والرمح والقرطاس والقلم. فقال له : قتلتني قتلك الله، وعاد المتنبي للقتال حتى قُتل.

ولهذا اشتهر هذا البيت الشعري بين الناس بأنه البيت الذي قتل صاحبه، لأنه المتنبي من كثرة الكبر والاعتزاز بالنفس نظم هذا البيت في نفسه ، ولما فكر في الهرب وذكره غلامه بما قال ، جعله الكبر أيضًا ينتظر ولا يفر ؛ لينجي بنفسه ، خشية أن يراه الناس صغيرًا ، ومات المتنبي ولكن لم تمت أشعاره التي تربعت على عرش الأدب العربي .

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/01 الساعة 02:59