الأردن التاريخ والحضارة لمن لا يعرف

ردّاً على بعض الأدعياء والجهلة ، وبعض من يصطادون بالماء العكر، والذين يروجون لأكاذيبهم ويزورون التاريخ لمصالح ومآرب شخصية دنيئة.

فالأردن لم يكن يوماً أرضاً خالية من السكان والحضارات ، ولم يكن يوماً صحراء قاحلة ، ولم يكن يوماً منطقة عازلة

الأردن ومنذ أقدم العصور كان مأهولاً بالسكان وبشكل متواصل ، وتعاقبت عليه حضارات متعددة، واستقرت فيه الهجرات السامية التي أسست تجمعات حضارية في شماله وجنوبه وشرقه وغربه.

ويعدَ الأُردن أحد أهمّ الدول في الوطن العربي، بسب موقعه الإستراتيجي والمتوسّط بينَ بلاد الشام والجزيرة العربيّة ، والعِراق ومصر ، وهو أحد أهم طرق الحجّ إلى مكّة والمدينة كونه البوابة الجنوبيّة لبلاد الشامّ وتركيا ، وبه سكّة الحديد العُثمانيّة التي أُنشئت لأغراض الحجّ والسفر للحجاز.

الأردن أرض المقدسّات الإسلامية والمسيحية ، أرض الأنبياء والشهداء ، ارض الصحابة والأولياء ، فعلى ثراه سافر سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام من مكة الى الشام ، وفي نهره تعمّد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان (المغطس) ، ومن جبل "نبو" أطل النبّي موسى عليه السلام لرؤية الأراضي المقدّسة ، وعلى أرضه توجد مقامات وأضرحة الصحابة .

وعلى ثرى الأردن الطاهر وقعت أعظم معركتين اسلاميتين هما غزوة مؤتة ومعركة اليرموك.

ومن منطقة أذرح (الشوبك) في جنوب الاردن انطلقت الدولة الأموية بعد حادثة التحكيم المشهورة ، ومن بلدة الحميمة انطلقت الدولة العباسية .

وتحت ثرى الأردن الطاهر يرقد 36 الف صحابي من اصل 110 الف صحابي ، مما يعني 30% من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام .

وعلى أرضه تعاقبت ممالك كبرى آدومية وعمونيّة ، وأهمها المملكة الموآبية ، وعاصمتها ذيبان بقيادة الملك العربي ميشع ، ومملكة الأنباط العربية وعاصمتها البترا ، التي هي احدى أهم المدن الأثرية في العالم ، وتوطنت في أرضه حضارات يونانية ورومانية وبيزنطيّة وعربية وإسلامية ، وما زالت آثار الأمبراطورية الإسلامية والامبراطورية العثمانية ظاهرة للعيان .

وعلى أرضه تقع المدينة التي هرب منها أصحاب الكهف "عمون" وكانت مدينة عامرة زاهرة ، وكهف اهل الكهف موجود شرق العاصمة عمان .

في الأردن سبع مدن ديكابوليس رومانية من أصل عشرة مدن في العالم وهي: "أبيلا ، جراسا ، جدارا، كانتا، بيل، دايون، هيبوس"، ( حرثا ، جرش، أم قيس، ام الجمال، طبقة فحل، ايدون، الحصن)، تم تشكيلها عام 64 قبل الميلاد كتحالف ضد العرب الانباط ، وكانت هذه المدن من اروع المدن العالمية بعد روما ، وعلى أرضه أيضاً 13 مدرج روماني من اصل 25 مدرج موجودة في العالم.

وسيبقى الأردن بإذن الله دائماً إسلامياً عربياً شامخاً قوياً حراً عصياً ، يمتطي صهوة الشرف والرجولة والدين والعقل والشهامة بأبنائه الشرفاء النشامى والنشميات .