اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

لِباسُنا ليس لصَبّابي القهوة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/25 الساعة 02:18
مدار الساعة,العرب,الدين,الاردن,الأردن,صورة,الملك,مناسبات,مال,الامن العام,

بقلم عاكف الجلاد

ما ان تقف سيارتك على باب مطعم أو فندق، حتى يهرول اليك رجل بلباسه البدوي وشماغه الأحمر المهدّب وشبريته على خاصرته، ليفتح لك باب السيارة، وتقترب من باب المطعم فإذا بآخر يفتح ذلك الباب، وما أن تجلس حتى يأتي ثالث ليصب لك القهوة العربية الأصيلة، ويبتسم لك منتظراً البخشيش، الذي في احسن الأحوال لا يتجاوز الدينار.

هذا المشهد يتكرر عندما تذهب الى أي مطعم أو فندق، او حفلة عرس، أو واجب عزاء، أو حتى في بعض المؤسسات الرسمية الحكومية، التي من المفروض ان تحرص على الهوية الوطنية الاردنية.

لك المناظر قد يراها البعض عادية، لكنها تستفزني حتى الغضب، فلماذا يتم ربط هذا اللباس الوطني التراثي البدوي الأردني الأصيل، بمهنة صب القهوة، فتح ابواب السيارات، وابواب الفنادق والمطاعم للزبائن؟

وكأننا نقول لأطفالنا وزوارنا وضيوفنا، ان هذا اللباس مخصص لأصحاب هذه المهن ، (مع احترامي الشديد لأصحاب تلك المهن) ، ونزرع في أذهانهم هذه الصورة النمطية، بأنّ اللباس البدوي الوطني مرتبط بخدمة الزبائن، وفتح الابواب، وصب القهوة، واخذ البخشيش.

نسينا أو تناسينا ان هذا اللباس هو تراثنا، أصالتنا، هويتنا ، لباس آبائنا وأجدادنا، ومصدر فخرنا، ولا زال يستخدم في كثير من عشائرنا الأردنية الأصيلة ، ولا زالت قوات البادية الملكية، وحرس الشرف الملكي ، يرتدونه في المناسبات الوطنية، وفي استقبال ملوك ورؤساء العالم .

لباسنا تاريخ وحاضر، كان وما زال عنواناً للرجولة والكرم والاخلاق والشجاعة، والشبرية والشماغ ليست اكسسوارات او كماليات ، بل هي عنوان للرجولة ولهوية تراثية وطنية.

هناك من سيتنطح ويدافع، ويقول ان القهوة جزء من تراثنا البدوي الاصيل، وتقديمها من قبل رجل بلباسه البدوي سيعطيها جمالاً وقيمة، وطبعاً تسويق البلد سياحياً.

البدو والفلاحين هم عماد الدولة ورجالاتها، واللباس رمز وطني تراثي نفتخر به، لكن ان يتم إستغلال هذا اللباس بهذه الطريقة المستفزة، أمر مرفوض ويجب ان يتوقف، وليس من حق أية جهة كانت تحويله إلى لباس مرتبط بخدمة الزبائن .

ليقدم الشاي والقهوة، وليفتح ابواب السيارات والمطاعم من يشاء.. لكن هذا اللباس الوطني ليس لصبابي القهوة ..!!!

وزارة السياحة، مديرية الامن العام، قوات البادية الملكية، وكل غيور على وطنه وتاريخه وتراثه، عليهم وقف ومنع مشاهد اللباس البدوي المرتبط بصبابي القهوة من مجتمعنا، ومطاعمنا، وفنادقنا، ومؤسساتنا ... واصدار تعليمات صارمة تمنع ذلك، ومخالفة من يرتكبها ... حتى اذا لزم الأمر الغاء القهوة نفسها ... فلباسنا ليس لصبابي القهوة.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/25 الساعة 02:18