اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

سرقوا أعمارنا ايضا..!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/23 الساعة 02:04
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

مشكلة الفساد لا تتعلق فقط بالذين سرقوا اموالنا، هؤلاء نعرفهم ويمكن ان نضبطهم “بالجرم” المشهود، وسواء استطعنا ان نضعهم امام موازين العدالة لينالوا عقابهم العادل، او استطاعوا ان يهربوا من المحاسبة، فان صورهم المشوهة في عيون الناس ستبقى في الذاكرة، كما ان “لعنة” الحرام ستظل تلاحقهم للابد، المشكلة ليست في هؤلاء فقط، وانما في آخرين سرقوا اعمارنا (يا خسارة) ويريدون ان يسرقوا اعمار ابنائنا، ويلغوا مستقبلهم، ويطاردوا احلام احفادنا ايضا.

المشكلة ايضا في طبقة ثالثة غابت “ضمائرهم” او تم شراء ذممهم، فصمتوا عن ادانة الفاسدين، او ظلوا واقفين وراء الستارة ولم يتحركوا للدفاع عن قيم المجتمع ومصالحه، او مروا من هناك وكأن ما حدث لا يعتبر عبثا في النواميس الوطنية، ولا انتهاكا لحق الانسان المقدس في “الحياة”.

اخطر ما فعلته “ نخبة “ الفساد بنا انها نجحت في “تغييب” الضمير العام، وتسللت الى مجتمعنا من خلال عملية منظمة لشراء الذمم واسكات الاصوات، ومن المفارقات الغريبة ان الصراع على ملف “الفساد” اصبح بين الفاسدين انفسهم، ، وبالتالي تحولت المعركة ضد هؤلاء الى “فخ” لم نعرف كيف نتعامل معه او نخرج منه، اذا سالتني كيف ؟، ساقول لك ان بعض القضايا التي تطرح في الاعلام او حتى في الشارع ليست اكثر من “مكائد” رتبها بعض المتورطين في الفساد لاشغال الناس بها او لتصفية حسابات بينهم، او لتضخيم الظاهرة بحيث يبدو من المستحيل مواجهتها ناهيك عن تصريحات تحذيرية سمعنا بعضها تهدد وتتوعد “بكشف” المستور او بتوريط الجميع على قاعدة “علي وعلى اعدائي”.

الفساد – يا سادة – لم يعد يقتصر على نهب الاموال وسوء استخدام الصلاحيات الادارية، ولا بيع الممتلكات وتنفيع المحاسيب والتجاوز على الصلاحيات وخيانة المسؤولية وانما تجاوز حدوده فاصبحنا نراه بعيوننا يتجسد امامنا بالاستهانة بالناس واستعباطهم، او بالمجاهرة بالمعصية والدفاع عمن يتجرأ على “قيم” المجتمع وتقاليده، بل ودينه ايضا، او بالاساءة لاذواق الناس وسلامة مائهم وغذائهم وصحتهم، لقد تطور الفساد وعمّ حتى اصبح جزءا من حياتنا العامة واخطر ما فيه انه اصاب منظومة اخلاقنا، وروض “ ضمائرنا “ وانتج جيلا جديدا او طبقة تمددت وتوسعت حتى اصبحت مصالحها مرتبطة به تماما، وبالتالي فهي تحميه وتدافع عنه بكل ما لديها من قوة ونفوذ.

معظم الشرور التي خرجت الينا، سواء على شكل اعمال عنف اجتماعي، او جرائم بلطجة وسطو، او جرأة على العبث بالمال العام، او غير ذلك من مظاهر عدم الاحساس بالأمن او عدم احترام قيم الوظيفة العامة..كان سببها الاساس ترددنا في مكافحة الفساد واستئصاله، اما قصة الفقر والاحوال الاقتصادية المتراجعة فلا علاقة لها بالموضوع لأن الفقر - ببساطة - لا يولد مجرمين بل مبدعين ولان قيمته ايضا في تجربتنا وذاكرتنا تعادل قيمة النظافة والطموح والابداع والاعتزاز بالعصامية ايضا.

لن يقتنع المواطن الاردني الذي كشف “المستور” بأي مسوغات او ذرائع للتغطية على “ملفات” الفساد او إدراجها –كما كنا نفعل- في الأدراج او تقييد فضائحها ضد مجهول، لقد انتهى العصر الذي كان الناس يشعرون فيه بأنهم “يتامى” لا صوت لهم ولا ارادة، وبأن كلمة المسؤول لا ترد، وبأن “الوطنية” مجرد منصب وتصريح ساخن لا معنى له، وانجازات جاهزة لغايات التزيين، انتهى هذا العصر، واصبح للناس عيون مفتوحة ترى من خلالها كل شيء، وافواه فاغرة، تقول كل شيء، وروح حيّة لا يمكن اسكاتها او اعادتها الى “غيبوبتها” الاولى.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/23 الساعة 02:04