اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

إنّني أعترف!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/08 الساعة 01:25
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

كفرد من شريحة واسعة من الأردنيين، نتحدث عادةً فيما بيننا، أعترف بأنّني خائف من المستقبل، وأشعر بأنّ هنالك أموراً خاطئة، كما هي قناعة ثلثي الرأي العام الأردني (في استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية الأخير)، لكن ما يقلقني ليس "زيادة الأسعار" ولا الشأن الاقتصادي (وهي أمور مهمة لا يمكن تجاهلها)، إنّما فجوة الثقة العميقة والشك في قدرة الحكومة على إدارة الشأن العام في هذه اللحظات الحرجة، وربما التعبير الأدق هو غياب الحكومة سياسياً وكأنّها في حالة "كومة".

شاهدت -كغيري من شريحة واسعة من الأردنيين أيضاً- مقطع الفيديو، الذي تعتدي فيه مجموعة على أحد الشباب، وهو ما قد يجادل البعض بأنّه مشهد يمكن أن تراه في أرقى عواصم العالم، وذلك صحيح، لكن الحيثيات والتفاصيل التي اطلعت عليها الأغلبية، هي المرعبة فعلاً، في الوقت الذي ترفع فيه الدولة شعار "دولة القانون" وتقوم بخطوات جديّة في هذا المجال، وتكافح بعضاً من الظواهر السلبية، تأتي مثل هذه القصص وغيرها لتزرع الشكوك في نفوس الناس بمدى إمكانية تجاوز تلك المرحلة من التنمّر على القانون والسير نحو تكريس حياة مدنية.

يجادل المسؤولون لدينا، وهم مقتنعون حتى الصميم في ذلك، بأنّ المشكلة اقتصادية ومالية بالأساس، وأنّ الأولوية لدينا، كما تظهر استطلاعات الرأي، هي في معالجة هذه القضايا! ربما هذا صحيح سطحياً وشكلياً، لكن في العمق، فإنّ المشكلة الاقتصادية مرتبطة عضوياً بالأزمة السياسية، ولا يمكن الفصل بين الاثنتين، وإذا كانت هنالك أولوية اليوم فهي للأزمة السياسية، ذلك أنّ المشكلة الاقتصادية تقتضي مزيداً من الإجراءات والسياسات الصعبة على المواطنين والتي لا يمكن تقبلها بسهولة، بما أنّها تمسّ حياتهم الاقتصادية اليومية.

لذلك من الضروري التفكير اليوم بأهمية الإدارة السياسية التي تعطي مزيداً من الانفتاح، وتضع مسيسين قادرين على الاشتباك مع الشارع لتقديم رواية الدولة ورسالتها، أو في الحدّ الأدنى إعادة تشغيل "المطبخ السياسي" المغلق في الحكومة، وتحريك النخبة السياسية في الدولة، وقبل ذلك الحوار حول معالم المرحلة المقبلة وإحداثياتها.

ما يستدعي اليوم ردّ الاعتبار للعمل والخطاب السياسي هو تلك المشكلات والأزمات الاجتماعية والثقافية الناجمة عن المشكلات الاقتصادية وغيرها، والتحوّل الكبير في سياسات الدولة الاقتصادية من الاستراتيجيات الرعوية نحو الليبرالية الاقتصادية، ما يعني ضرورة أن يترافق ذلك ويتوازى مع عمل ماكينة سياسية وإعلامية جبّارة كي تضع الناس على السكّة نفسها، ولتجادل وتدافع عن الخيارات الجديدة، ولتضع خطاب الدولة وأجندتها وإزالة الشكوك الكبيرة لدى الناس في مدى قدرتنا على تجاوز المرحلة الانتقالية الراهنة، المسكونة بالمشكلات المالية والاقتصادية والاجتماعية، والتنمّر على القانون والفجوة المتنامية بين الشارع والحكومة.

ما حدث بالقرب من مجمّع جبر قصة لها أبعاد ودلالات متعددة، وحجم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي يكشف مستوى المخاوف والهواجس لدى المواطنين، التي تأججت وتزايدت مع هذه الحادثة، كما هي الحال مع تعدد سرقات البنوك وانتشار المخدرات والتطرف والعنف المجتمعي، من دون وجود شخصيات سياسية فاعلة تمتلك الشرعية الشعبية والبراعة السياسية لتجسير المرحلة الراهنة وصناعة أفق مختلف فيه قدر من الاطمئنان والثقة، بدلاً من الرمادية والضبابية الراهنة!

الغد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/05/08 الساعة 01:25