اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

أنا والخوف أردنيّان!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/19 الساعة 00:15
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

استولى موضوع أموال الضمان الاجتماعي على اهتمام شريحة اجتماعية واسعة، وسيطر على لقاء رئيس الوزراء (أول من أمس) بمجلس النواب، وهو يحاول – بمساعدة من وزير العمل- تخفيف هواجس النواب من وجود "مخطط حكومي" للتدخل في استثمارات الضمان وأمواله التي وصلت إلى 9 مليارات دينار أردني!

أثار الشكوك – هذه المرة- وجود قرارين متناقضين لديوان التشريع حول القرار الاستثماري في الضمان، فيما إذا كان من صلاحيات الصندوق أم مجلس إدارة الضمان، لكنّها ليست شكوكا جديدة، فهنالك هواجس قديمة أعيد فتحُها في الجدل الذي حدث حول باسم عوض الله (وزير التخطيط الأسبق، ورئيس الديوان الملكي الأسبق) ووجود مشروع مسبق لديه باستثمار أموال الضمان في البورصات العالمية، وهو ما نفاه الرجل، وردّ عليه الوزير الأسبق أمجد المجالي مؤكّداً الواقعة!

على أيّ حال المثير في الموضوع، فعلاً، وبحاجة إلى تحليل ودراسة معمّقة، ذات أبعاد مختلفة، هي متلازمة الخوف لدى الأردنيين، التي عبّر عنها بصياغة جميلة، الصديق إبراهيم غرايبة بـ"أنا والخوف أردنيّان"، وهو خوفٌ يكادُ يكونُ أزليّاً (على حد تعبير الصديق فهد الخيطان)، فنحن – الأردنيين- مسكونون بـ"الفوبيات" (أي المخاوف)؛ الخوف من الوطن البديل، من المستقبل، على بقاء الدولة واستمراريتها،..، واليوم كل ما له علاقة بالمستقبل محكوم بـ"لا يقين أردني" وشكوك عميقة، وليس مصادفة أنّ "نظرية المؤامرة" لها سوق رائجة لدى الأردنيين!

المفارقة أنّنا نحن – الخائفين- صمدنا، بينما كل ما حولنا ينهار، وتجنّبنا كوارث كبيرة، والدولة المشكوك بمستقبلها هي الأكثر استقراراً وتماسكاً، مقارنةً بما يحدث في المنطقة، فلماذا هذه المخاوف الساكنة في قلوبنا دوماً؟!

بالضرورة، لو قفزنا إلى اللحظة الراهنة، فإنّ ما يحدث في المنطقة من ويلات وكوارث من الطبيعي أن يثير المخاوف على المستقبل، وتزاوج ذلك مع الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة في الداخل، مع محدودية فرص العمل، يعزز الشعور بالقلق، مع ضعف الثقة بمؤسسات الدولة والفجوة الواضحة بمصداقيتها لدى الشارع الأردني، مما أصبح عاملاً يخلق بوضوح حرص شريحة اجتماعية واسعة، من أبناء الطبقة الوسطى والعليا في البلاد، على الحصول على جنسيات أخرى، كندية واسترالية وأوروبية وأميركية، ما وصل إلى نسبة مرتفعة غير مسبوقة – وفق بعض المؤشرات- في تاريخ الأردن!
مع كل ذلك من الضروري أن نسجّل هنا أنّ هذه الحالة أقرب إلى "المَرَضية"، أي فوبيا الخوف، وليست منطقية، ومبالغ فيها، وتعكس شعوراً مأزوماً بعلاقة المواطن بوطنه، ولا أقصد هنا القلق على أموال الضمان، فهو أمر طبيعي، ومن الضروري أن يقوم مجلس النواب بدوره بالرقابة على الحكومة، ولكن ما أعنيه هو الخوف من كل شيء، والشكوك حول مستقبل الدولة واستقرارها!

مرض الخوف هذا يعكس مشكلة ثقافة سياسية كبيرة لدى الأردنيين، لأنّ ثقتهم بمستقبل وطنهم – بغض النظر عن الموقف من السياسات الحكومية- من المفترض أن تكون أكبر بكثير، فالأردن اجتاز محطات وجودية أخطر مما نمر به اليوم، ولأنّ إيمان الإنسان بمستقبله في وطنه من المفترض ألا يكون مرتبطاً بالظروف والتطورات!

يركّز فرانسيس فوكوياما في كتابه "النظام السياسي والانحطاط السياسي" على دور المؤسسات السياسية، وأعتقد أنّ قوة هذه المؤسسات سياسياً وإعلامياً والثقة بها تلعب دوراً كبيراً ومهماً في نشر حالة الاطمئنان والثقة بدلاً من الخوف والشكوك والعكس صحيح.

الغد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/19 الساعة 00:15