كلمة جلالة الملك

ان كلمة جلالة الملك في مؤتمر القمة العربية في الظهران قد اثلجت صدور قوم مؤمنين من العرب والمسلمين، وحركت مشاعر الوطنية والانسانية في القلوب، كما ادمت قلوب قوم كارهين، عندما اختص في كلمته التاريخية حديثه عن القضية الفلسطينية والقدس العربية، وعندما اعاد القضية الى واجهة الاهتمام والاحداث بعد ان كادت ان تصبح طيا منسيا تلفها عباءة الاحداث المحيطة بها وصرفت انظار الامة بعيدا عنها وكاد ان يضيع منها حق الارض والانسان وتصبح من ذكريات السنين والازمان ولا تذكر الا في وريقات من كتاب مكانه الرفوف وارصفة الطريق.

بكلمته قد حرك فينا وفيهم الشجون وادمعت من عواطفها العيون وحرك بها القعود البارد للقضية بعد ان كانت مياهاً راكدة آسنة تكاد تصدأ ويصبح الاقتراب منها مرضا معديا فتكون حجة للمتخاذلين الذين تملكهم الشك من اليقين باحقية فلسطين لشعبها العربي رغم كيد الحاقدين.

والحقيقة انه لولا دفع من جلالته للقضية ما اطلق اسم القدس عنوانا للمؤتمر، ولا استحوذ بيانها الختامي على هذا الكم المنصف من التوصيات والقرارات نصرة للقضية الفلسطينية والاعتراف باحقية القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية، ورفض ترهات ان القدس عاصمة الكيان الصهيوني، والتأكيد على الوصاية الهاشمية على مقدساتها الاسلامية والمسيحية.

ان كلمة جلالته المتوازنة والهادئة والمعبرة دليل ثقة وايمان منه بعدالة قضيتنا المحورية في وقت اصبح فيه تغليب المصالح الخاصة على اية امور اخرى، وانكماش العرب على انفسهم والهائهم بقضايا جانبية فرضتها عليهم اجندة خارجية لا تريد لهذه الامة ان يكون لها شأن او جمع او عودة لايام عزها وفخارها، الا ان ارض الرباط ستبقى على العهد لنصرة القدس وعصية على كل المؤامرات والفتن وسيبقى علمها رفرافا خافقا في سماء المجد والوطنية والانتماء.