اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

دم البعوض!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/16 الساعة 00:19
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

من يتابع النقاشات السياسية والشعبية العربية، والأردنية خصوصاً، تجاه الضربات الأميركية ضد سورية، قبل أيام، يستمتع بمناظرات وحوارات مصحوبة باتهامات وشتائم خارج سياق الجغرافيا والتاريخ والسياسة، وكأنّنا نعيش في عالم آخر ما يزال محكوما بشعارات وأفكار أكل عليها الدهر وشرب، لا تمت لما يحدث بصلة!

الطرف الأول، وهو القومي واليساري، المؤيد لسورية، رأى في الضربات تدخّلاً خارجياً أميركياً إمبريالياً سافراً، وانتهاكا لسيادة دولة عربية! جميل، لكنّ من اجتمعوا عند السفارة الأميركية (بالعشرات) لم يقولوا لنا ما هو رأيهم بآلاف الإيرانيين والأفغان والعرب المتواجدين في سورية، وعن القرار السياسي الذي أصبح مرتبطاً بموسكو وطهران بما في ذلك مصير الأسد نفسه. ولم يخبرونا عن رأيهم بملايين المهجّرين والنازحين السوريين الذين لا يستطيعون العودة، ولا عن مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وعن ركام المدن، وعن الطائفية وإعادة هندسة المجتمع السوري على أساسها، ذلك كلّه خارج إطار الرؤية الأحادية المؤدلجة للرفاق القوميين واليساريين وأحباب الأسد!

الطرف الثاني، رحّب بالضربات، وجادل بأنّها أخلاقياً وسياسياً مقبولة، وربما البعض ما يزال يظن -بعد كل الكوارث والألعاب الأميركية والعربية المكشوفة- أنّ هنالك أجندة دولية لإزاحة الأسد عن السلطة، أو تغيير موازين القوى، أو أنّ الرئيس ترامب، اليميني المتطرف، معني بالشعب السوري أو الكيماوي، أو حتى الدول الغربية التي أصبحت أقرب إلى اليمينية في موقفها من اللاجئين لديها أدنى إحساس أخلاقي بالسوريين ومعاناتهم!

لا أؤيد الضربة الأميركية لسورية لأنّني -باختصار- لست ساذجاً، وأعلم تماماً أنّ المجتمع الدولي ليس معنياً بالسوريين، ولأنّ هذه الضربات لن تغيّر في موازين القوى، بعدما فات الأوان، ولأنّ نتائجها ستكون سلبية وستطلق يد النظام أكثر وأكثر، فالأسلحة التقليدية (من براميل وصواريخ وطائرات) هي التي أدت إلى الكارثة السورية، وليست الأسلحة الكيماوية (على بشاعتها بالطبع)!

لماذا إذاً ردّ ترامب؟ كما ذكرنا سابقاً لعامل سيكولوجي بحت، لأنّه بغروره شعر بأنّ الأسد والروس لا يعبآن به، وأنّهما تجاهلا تحذيراته، ثم عملت المؤسسات الأميركية والحلفاء على فرملة تهوّر الرجل وتحجيم مستوى الضربة وردّ الفعل، لإدراكهم أنّها -أي الضرية- بلا أي قيمة سياسية أو عسكرية!

العرب الذين رحّبوا بالضربة يثيرون الضحك؟! هل هذا هو ردّ الفعل المطلوب؟ والشق المنتظر من الإدارة الأميركية -في الصفقة- لإخراج إيران من سورية، وهل بذلك يتم تحجيم الدور الإيراني؟!
للأسف ما يحدث في سورية، والضربة الأميركية، وردود الفعل الفلكلورية العربية، من كل الاتجاهات، كل ذلك يؤكد أنّنا ما نزال خارج التاريخ ومنطق العالم، ونتفنن في خداع أنفسنا، بينما الأوطان والشعوب والمجتمعات مستباحة من الداخل والخارج!

السوريون، اليوم، يعيشون نكبة كبرى، وقبلهم العراقيون، واليمنيون والليبيون، والفلسطينيون كانوا السبّاقين، وما نزال -نحن العرب- لم نعِد قراءة ما يحدث، لنفكّر بعقلانية وواقعية، وبإنسانية، بمصلحة الشعوب والمجتمعات العربية، وبكيفية إنقاذها، بالمستقبل والأجيال الجديدة، في المخيمات وتحت القصف والأمراض النفسية والكوارث الاجتماعية والسياسية والإنسانية المترتبة على هذا الدمار.

النقاشات العربية -التي تأخذ طابعا قوميا أو وطنيا أو أخلاقيا- تذكّرني بحادثة تاريخية تقول إنّ رجلاً سأل عبد الله بن عمر، عن دم البعوض يصيب المُحرِم. فقال: وا عجبا من قوم يسألون عن دم البعوض وقد سفكوا دم ابن بنت نبيهم!

الغد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/16 الساعة 00:19