اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

مرآة العالم الافتراضي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/08 الساعة 00:03
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

يصلح العالم الافتراضي المتمثل بوسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك ومثيلاته لكي يكون مرآة، نرى فيها صورة من صور مجتمعنا الواقعي الحقيقي، فما تحمله وسائل التواصل هو انعكاس للثقافه السائدة، والمفاهيم المتحكمة، والسلوكيات الممارسة في واقعنا، وكلها للأسف الشديد تدفعنا لقرع ناقوس الخطر، لإنقاذ مجتمعنا مما وصل إليه من جدب ثقافي، وسلوك عدواني وأحاسيس مشحونة بالكراهية، ونزعة سوداوية تتلذذ بتشويه السمعة، وصولاً إلى الاغتيال المعنوي للشخصية سواء للأفراد أوالمؤسسات.

الملاحظة الأولى التي يخرج بها المحلل للمضامين التي تحملها جل وسائل التواصل الاجتماعي هي غياب القضايا الكبرى عن أهتمامات الناس،إلا عند وقوع حدث كبير، من ذلك على سبيل المثال أنه عندما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره الخاص بنقل سفارة بلاده إلى القدس أُشبعت مواقع التواصل بالحديث عن القدس، وباستصراخ الأمة لإنقاذ المدينة المقدسة، ولكن بعد أيام قليلة لم نعد نقرأ شيئاً عن القدس وعن القرار الأمريكي على هذه المواقع وهكذا هو الحال بالنسبة لكل تفاصيل قضية الأمة في فلسطين، التي صارت الخيانة فيها مجرد وجهة نظر،مع أن الأصل أن تظل كل هذه التفاصيل حاضرة في كل تفاصيل حياتنا اليومية، مستذكرين أن صلاح الدين الأيوبي حرم على نفسه الضحك حتى يحرر المسجد الأقصى، فبمثل هذا الحضور لتفاصيل القضايا الكبرى في حياة الأمة تنهض الأمم، وتستعيد حقوقها، وليس بالهبات الموسمية التي نمارسها كلما حل بنا خطب حتى أصبحنا أضحوكة الأمم .

وعلى ذكر القضايا الكبرى وغيابها عن اهتمامات الناس، لا بد من الإشارة إلى أننا استبدلنا الدعوة إلى قضايانا الكبرى، ومفاهيمها كالوحدة والحرية والخلاص من المستعمر، بجلد الذات وشتم الأمة، واتهامها بكل العيوب والمثالب وقد نسي كل واحد منا أن الأمة تتكون منه ومني ومن كل واحد من أبنائها، وأن هؤلاء الأبناء هم الذين يصنعون مجد الأمة أوهوانها، ويصنعون وحدتها أو فرقتها، من ثم فإن واقع الأمة هو من صنع أيدي أبنائها، كلهم بدون استثناء، وأن كل عيب يتهمون الأمة به هو عيبهم هم، وأن على كل واحد منهم أن يسعى للخلاص منه يتساوى في ذلك الأمير والغفير والغني والفقير.
ومثلما استبدلنا الدعوة إلى القضايا الكبرى ومفاهيمها بجلد الأمة، فقد استبدلنا على وسائل التواصل الاجتماعي أيضا المضامين الراقية والغنية بالمعاني، بالمضامين التافهة الفقيرة بالمعاني، وإلا ما قيمة أن تنشر إحداهن أوإحداهم صورته أو صورتها وهو راقد على سرير المرض في المشفى أوالبيت؟ما قيمة أن ينشر أحدهم أو إحداهن مائدة طعامه لذلك اليوم؟ ومثلها أيضا ما قيمة أن تنشر صورة الثلاجة المنزلية؟ بل وأكثر من ذلك ما هي الرسالة التي يرغب أحدهم أو إحداهن بإرسالها من كثرت نشر صوره الشخصية بأوضاع مختلفة وصولا إلى صوره بملابس النوم؟ ألا يعبر ذلك كله عن حالة من حالات الضحالة الثقافية وغياب الذوق العام، وعن سوء استخدام وسائل التكنولوجيا؟ ففي الوقت الذي يستخدم فيه الآخرون هذه الوسائل لنشر المعرفة والقيم الكبرى نصر نحن على استخدامها لنشر التفاهة والمفاهيم الضاحلة، بل والضارة في كثير من الأحيان، وأكثر من ذلك نشر ثقافة الكراهية التي أصابت حتى بنية الوطن، من خلال نشر الكثير من العيوب وتضخيمها، بل واختراعها،أحياناً مع نسيننا التام لجوانب العظمة فيه، وأكثر من ذلك التنكر لتاريخه ودوره الحضاري.

خلاصة القول فيالصورة التي تعكسها مرآة العالم الافتراضي عن عالمنا الواقعي هي:أننا نعيش في مجتمع ضحل الثقافة، فاقد الاهتمام بالقضايا الكبرى، مترع بخطاب الشك والكراهية . فاقد لروح الجماعة، أسير للأنانية الفردية، وكلها أمراض تحتاج إلى علاج من خلال نهضة اجتماعية تبدأ ببناء الإنسان ومفاهيمه أولاً.

Bilal.tall@yahoo.com

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/04/08 الساعة 00:03