اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

متدينون ..ولكن؟!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/16 الساعة 01:13
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

الدين حاجة انسانية وفطرية ايضا، لكن المهم في اطار فهمه وتطبيقه هو قدرتنا على تحويله الى (تدين) منتج وفاعل وحيوي، يتصالح على أساسه الانسان مع ذاته ومحيطه، وتبلغ من خلاله الانسانية اعلى مراتبها (الضميرية) وتتحرك قيمه في حياتنا لتصنع واقعاً جديداً.. ونماذج حية قابلة للتعميم، وانساناً جديراً بالحياة، وطاقة متجددة تنشر النور في كل مكان وزمان.
الاقرار بالحاجة للدين يفرز بالنتيجة (تديناً) ما، تختلف انماطه من شخص الى أخر - ثمة من يطلب الدين ويتعامل معه على أساس انه وسيلة لتحقيق السعادة والاطمئنان، فيمارس (تديناً) يفضي الى خلاص فردي محض لا علاقة له بالآخرين، وثمة من يطلب الدين على أساس انه (غاية) بحد ذاته، فيمارس (تديناً) قائماً على الانعزال من الدنيا واعتبار الآخرة هي دار العمل والجزاء معاً، وثمة من يفهم الدين ويمارس تديناً صحيحاً ومتوازناً وفاعلاً ايضاً.
تصاعد الطلب على الدين - ايضاً - يفضي الى نمطية من التدين: احدهما تدين منتج، يسعى الى اكتشاف الذات، وفهم مقاصد الدين وكلياته، واطلاق علاقة تجمع بين الذات والمقاصد، لانتاج ايمان فاعل يتحرك على الارض ويمجد العقل ويساهم في عمارة النفس والكون، وينهض بالفرد والمجتمع والعالم، ويسخر السنن والقوانين الالهية لتحرير رغبات الناس واراداتهم، وتحفيز طاقة التجديد والتغيير داخلهم، وتمكينهم من (استثمار) قيم الدين وتعاليمه في خدمة الانسان واعلاء شأنه.
أما النمط الآخر فهو تدين (استهلاكي)، يحاول من خلاله الفرد ان يملأ فراغه، ويلبي حاجاته الطارئة، ويسد جوعه الروحي، ويمكنه من الاحساس بالراحة، او (وهم) السعادة، وهو تدين غالباُ ما يكون صامتاً، او مختزلاً في طقوس معينة، لا يتحول الى ممارسات فاعلة، او حركة حقيقية في داخل النفس وخارجها، ولا يترجم الى افعال (منتجة)، لا علاقة له بمقاصد الدين وقيمه، ولا بقضايا المجتمع ومشكلاته، لأن نمط الاستهلاك هنا متعلق بالفردانية، والمظهرانية، وباختلاف الطلب عليه تبعاً للعروض الموجودة، او لصور (البذخ) المطلوبة، او لدوافع الشخص الذاتية واهدافه الخاصة، انه أشبه ما يكون - بالحاجات الضرورية لبقاء الانسان على قيد الحياة، كالطعام والشراب مثلا، يطلب (للاستهلاك) فقط وقد نفرط في استخدامه، او نسرف فيه، لكنه يبقى مستهلكاً ولا يتحول الى طاقة للتجديد الا في اطار الحاجة الميكانيكية الضرورية.
في عصرنا هذا، يبدو ان نمط التدين المنتج، هذا الذي نعول عليه في استثمار الطاقة الدينية لمزيد من العمل والوعي والحركة، ولتحرير الانسان من جهله وفقره وقيوده، ولصناعة النهضة والحضارة والتقدم، قد انسحب - للاسف - لمصلحة التدين الاستهلاكي: تدين الطقوس المعزولة عن مقاصد الدين، او تدين الذات المعزولة عن مجتمعها، او تدين (الوجبات) السريعة والجاهزة، او تدين الحاجة الطارئة، وهذه في مجملها تختزل الحاجة للدين وطلبه في اطار ضيق، ومعيار مغشوش، واحساس زائف، وقد تختطف الدين بعيداً لتحقيق غايات غير مشروعة، او اغراض تسيء الى الدين ذاته.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/16 الساعة 01:13