اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

المزارعون وصندوق النقد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/07 الساعة 11:54
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

اتحدثنا الحكومة عن أن برنامجها للإصلاح الإقتصادي هو برنامج وطني بامتياز وليس مفروضا من أي جهة، في الوقت الذي ترهن فيه قرارها بالتراجع عن الضريبة المفروضة على القطاع الزراعي بموافقة صندوق النقد الدولي.

ماذا يمكن أن نفسر دعوة الحكومة الى ترتيب لقاء بين نواب ومزارعين مع ممثلين عن صندوق النقد الدولي للبحث في إمكانية الغاء الضريبة المفروضة على القطاع الزراعي بعد اعتراف الحكومة بان مشاوراتها مع الصندوق لإلغاء الضريبة "لم تتكلل بالنجاح".

أريد أن أذكر بتصريحات ليست بعيدة لرئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، نفى فيها "تعرض حكومته لأي إملاءات خارجية وتحديدا من صندوق النقد الدولي" ، وقال "أن الاردنيين لا يقبلون ابدا أن يفرض عليهم شيء، وعمل صندوق النقد الدولي استشاري".

أنا لست مع فرض أي ضريبة على الزراعة بل مع دعمها وأدعو الحكومة الى التراجع عن فرض الضريبة على الانتاج الزراعي بمدخلاته ومخرجاته، ذلك ان الزراعة مرتبطة بالأمن الغذائي وبالسيادة ثانيا، وهاذان الأمران يمكن أن يتأثران اذا هجر المزارع الأرض بسبب ارتفاع كلف الانتاج، وأضحت المنتجات الزراعية المستوردة أقل سعرا.

لسنا بحاجة لشرح أهمية الزراعة للأوطان، فهي من الأبجديات التي تعلمناها صغارا في كتبنا المدرسية التي فرض عليها صندوق النقد الدولي أيضا ضريبة المبيعات حتى لا نقرأ ولا نزرع، وأجزم بان كل من الذوات أعضاء الحكومة يدركون تماما أهمية هذا القطاع، لكن ما أريد أن اتحدث عنه في هذا المقام هو شيء أخر.

الشيء الأخر الذي أقصده، هو أن هذه أول حكومة ترهن وبشكل علني موافقتها على قرار اقتصادي بموافقة صندوق النقد الدولي، بل وصلت الى أكثر من ذلك، عندما اقترحت ان تترك نوابا ومزراعين في مواجهة مع ممثلين عن صندوق النقد الذي اقترب موعد مراجعته الدورية للاجراءات الاقتصادية الأخيرة.

اذا كانت الحكومة مقتنعة بقرارها فرض ضريبة على القطاع الزراعي أو حتى غير مقتنعة، فعليها ان تستمر بالدفاع عن قرارها حتى اللحظات الأخيرة حتى وان كان الأمر سيضعها بمواجهة مع قطاع مهم كالقطاع الزراعي، ومهما كانت الأسباب والنتائج، فإنها ستكون أقل كلفة من اعترافها بان القرار يعود الى صندوق النقد الدولي وليس لها، وتخليها عن دورها الدستوري بالولاية العامة بعد السماح لمشرعين ومواطنين بالتشبيك مع صندوق النقد الدولي.

عندما ينص الدستور الاردني في مادته 45 على "يتولى مجلس الوزراء مسؤولية ادارة جميع شؤون الدولة الداخلية والخارجية"، فهذا يعني بالضرورة عدم السماح لأي جهة كانت الدخول بمفاوضات مع جهة خارجية مثل صندوق النقد الدولي عدا الحكومة المعنية وحدها بمثل هذه الأمر، مهما كانت النتيجة، وعليها هي تحمل نتائج قراراتها وقناعاتها أو عدم قناعاتها أمام مجلس الأمة والشعب، أما التخبط بهذا الشكل فهو يضرب مجددا في ثقة المواطن بحكوماته.

ادارة الحكومة لهذا الملف مؤخرا، تشي بأمرين أولهما أن الحكومة أضحت عاجزة عن الاستمرار بالدفاع عن قراراتها مهما كانت صعبة لذلك لجأت الى "تلبيس الطابق" لصندوق النقد الدولي، واما تريد ايصال رسالة غير مباشرة للمواطنين بإن الحديث عن "عدم تعرضها لأية إملاءات خارجية، وأن الاردنيين لا يقبلون ابدا أن يفرض عليهم شيء، وأن عمل صندوق النقد الدولي استشاري"، ليس صحيحا وانها مجبرة على اتخاذ هذه القرارات، وفي الحالتين سيفقد المواطن ثقته بالحكومة.

المفارقة ان صندوق النقد الدولي يؤكد في كل مرة على أن برنامج الاصلاح الاقتصادي الاردني ينبع من الداخل، ويقول على موقعه تعليقا على هذا البرنامج "الشعور بملكية البرنامج أمر أساسي لنجاحه، إذ أن كل بلد سيحتاج إلى تطويع السياسات والإصلاحات بما يتناسب مع تحدياته الاقتصادية والاجتماعية، والبرامج النابعة من الداخل والتي تعود ملكيتها الكاملة للسلطات في البلد المعني هي الأرجح أن تُنَفَّذ بشكل فعال وأن تحقق أداء اقتصاديا كليا أفضل". من نصدق إذن؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/07 الساعة 11:54