اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

باسل رفايعة يكتب: صانع الأمل محمد القرالة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/02 الساعة 19:08
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

بقلم: باسل رفايعة

وسطَ هذا اليأس العميمِ في بلادنا، ثمَّة مَنْ يُواظبُ على “صناعةِ الأمل”، ولا يتذرَّعُ بالصعوباتِ والإمكاناتِ والموارد. فهذه لغةٌ رسميَّةٌ ركيكةٌ لتبريرِ الفشل.

“صانعُ الأمل” الأردنيّ محمد القرالة، لا يزالُ منذ نحو ثلاثةِ أعوامٍ يركضُ في “مسار الخير”، ويقودُ قافلةً من المتطوّعات والمتطوعين الشجعان، لتخفيفِ وطأةِ الإهمالِ والتجاهلِ، ورفعِ الأذى عن “الأقل حظّاً” في شمالِ الأردنِ، وجنوبه، ووسطه، وأينما كان هناك أردنيون، لا يجدونَ ماءً صالحاً للشرب، وخبزاً، وأحذيةً، وثياباً، ودواءً، في بلادٍ، لا يعرفُ فيها المسؤولون أسماءَ القرى، فيختصرونها بـ”الأقلّ حظّاً”!

محمد القرالة مصوِّرٌ صحافي، ذهبَ إلى قرية البربيطة في محافظة الطفيلة في شتاء 2016، التقطَ صوراً لأقدام أطفالٍ، ينتعلون أحذيةً ممزّقةً، وتفتكُ بهم الأمراضُ، والجوعُ. واكتشف أنّ الأمرَ أشدُّ ألماً من صورةٍ صحافية. فهنا “مسرحُ جريمةٍ” في حقّ أطفالٍ أردنيين، الأدلّةُ موجودةٌ، والجناةُ هاربون. تبرّعَ محمد بقيمة “جائزة الحسين للإبداع الصحافي” التي فازَ بها عن الصورة، لإنشاءِ صالونِ حلاقة في القرية. وأسَّسَ مبادرةَ “مسار الخير”، التي انطلقت إلى أكثر من وجعٍ في بلادنا، وسانده أردنيون وأردنياتٌ شكَّلوا عملياً وزارةَ تنمية اجتماعية في الظلّ، خارجَ المكاتب، والصور التلفزيونية، والاستعراضِ .

“مسارُ الخير” تجمعُ التبرعات المالية والعينية، وتذهبُ بها إلى حيثُ العناوينُ “المجهولة” في الجهاتِ الأردنية. لم تقف عِنْدَ ذلك. لقد أطلقت مشاريعَ إنتاجية للعائلات الفقيرة، كالمخابزِ، فأنشأت أربعةً حتى الآن، وكذلك معامل إنتاجِ الجميد، والسمنِ البلدي، وورش الخياطة، وفتحت 14 صالون حلاقة، وتخطط لإنشاء 10، ونشرت خزانات المياه الصالحة للبشر، وذلك لمواجهةِ انتشار “القمل” ومرض “الثعلبة” المستوطنيْن عند “قليلي الحظ”!

تصلُ مبادرةُ “مسار الخير” أيضاً إلى البيوتِ الفقيرة، وتساهمُ في ترميمها، وتُقدّمُ الأغطيةَ لسكانها، وتتبرعُ بالدراجات الهوائية، لأولادٍ وبناتٍ يشاهدونها للمرةِ الأولى، وتجهزُ الفرقَ الرياضيةَ للترفيه عن الصغارِ والصغيراتِ في المناطق المنكوبةِ بالنسيان، كما تُساهمُ الفنانةُ التشكيليةُ هيلدا الحياري، مع المبادرة، في تعليمهم الرسمَ والخيال.

محمد القرالة، والذين معه، ليسَ لديهم موازناتُ وزاراتٍ، ولا إعلامُ حكوماتٍ، ولا سيّاراتها، واجتماعاتها مع الدولِ المانحة. متبرعون صامتون. ومتطوعاتٌ شغوفاتٌ بالإنجاز .

صالونُ الحلاقة في هذه القرية وتلك، ليسَ أكثر من “كرڤانٍ” صغير. المخبزُ شعبيّ جداً. ولا يُكافحُ المشروعانِ المرضَ والفقرَ فقط، إنَّما يصنعانِ بنيةً إنتاجيةً في ريفٍ مُحطّمٍ ويائس. كذلك معمل السمنِ والجميد، وورشة الخياطة والتطريز. ففي بلادنا نساءٌ يرفضنَ فكرةَ “الإعانة” وبؤسَ صناديقها وشروطها، فالكرامةُ أنْ تكونَ لديكَ يدٌ منتجةٌ، وذلكَ هو الفرقُ بين التنميةِ، والصَدَقة.

محمد القرالة، وَالَّذِينَ معه، يُؤْمِنُونَ بأنّ “الحظّ ليسَ قليلاً”، والمَحْلَ ليس قدراً، ولذلكَ بذروا قمحهم، فكانت لنا هَذِهِ السنابلُ، فطوبى لهم.

طوبى لهم..

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/02 الساعة 19:08