اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

مأجورون بلا أجرة!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/01 الساعة 08:10
مدار الساعة,قوانين,قائمة,

-1-

في وقت واحد، تقرأ تحريضا ضد الإسلام والإسلاميين في الصحافة العربية، والصحافة العبرية، وتقرأ تحذيرات من «تطرف إسلامي» بأقلام كتاب يهود ومسلمين أو متأسلمين، لا تعرف بالضبط، يهاجمون بنفس القدر ما يسمونه «تطرف الإسلام» والخلافة وحتى الجهاد بوصفه رافعة استعمارية!

رصد هاتين البؤرتين، في صحافة العدو و»الأخ» ليس صعبا، فأنت تجد بين حين وآخر من يشن الهجوم على أي مظهر من مظاهر التدين في بلاد العرب والمسلمين، حتى وصل الأمر إلى مباني كليات الشريعة، باعتبارها محاضن للتطرف والإرهاب، وهي كليات أقيمت تحت مظلة القوانين والأنظمة المرعية، وتخضع لرقابة صارمة، ولا تخرج مناهجها عن الخطوط الرسمية المرسومة بعناية، ومع هذا، لم تسلم من سهام المنتقدين وحتى الشامتين!

ليست مصادفة أن يترافق هذا مع مقال (أو أكثر!) مشابه من حيث المقاصد العامة، مع مقال الهجوم على كليات الشريعة، ولكن هذه المرة عبر مهاجمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تجرأ واستشهد بآيات من القرآن الكريم في سورة الإسراء، في سياق خطابه في 17 كانون الثاني في الأزهر، باعتباره «يحرض على الجهاد» (روبين ماركو/ صحيفة إسرائيل اليوم/ 28-2-2018/ بعنوان مندوب السلام أبو مازن يحرض على الجهاد!) وليس ثمة من فرق كبير بين روحية الهجوم على الإسلام وأهله وبين ما يرد في صحافتهم وصحافتنا، حتى إن المرء ليعجب أن يكون كتابهم وكتابنا على قلب رجل واحد!

أإلى هذا الحد أصبح الإسلام لا بواكي له، حتى أصبح في متناول يد كل من يريد أن يتسلق على جدران شهرة زائفة؟ أم هو الجهل والرغبة في الظهور فحسب، والتباهي بالعصرية؟

لست أدري على وجه التحديد، ما أعرفه أن الأمر له علاقة بما هو أكثر من هذا بكثير، سواء عقل من يرمي شجرة الإسلام بحصاه التافهة، أم لم يعقل!

-2-

بيت القصيد في المشهد، ذلك التوافق الغريب بين كتابهم وكتابنا في التحذير مما يسمونه «الإسلام الراديكالي» وهي تسمية ملتبسة وتحمل في طياتها إدانة استباقية لكل ما هو إسلام، فلم يسلم من القمع والملاحقة أي لون إسلامي سواء كان جذريا «أصوليا» أو «معتدلا» فالكل تحت «المفرمة» وفي الأثناء تجري عملية شيطنة كبرى لكل ما هو مسلم وإسلامي، خوفا من تحرك المارد من غفوته، كونه يهدد كل البنى القائمة، والأشد رعبا من هذا المارد كان ولم يزل المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين، فهو يدرك قبل غيره أنه الأكثر تضررا من أي مشروع إسلامي مقابل له، الشواهد التي تظهر فزع «إسرائيل» من ثورات الربيع أكثر من أن تحصى!

أسوأ ما في المشهد أن ثمة كتابا عربا ومسلمين مأجورين بلا أجرة، ينهشون في أجسادهم هم، مستمتعين بطعم دمهم الذي يلعقونه عن المبرد!

-3-

محنة الإسلام اليوم لا تختلف كثيرا عن المحن التي مر بها في عصور غابرة، ولكنه في كل مرة كان ينهض من بين الرماد، فله أهل لا يفرطون به، يتنفسونه كالهواء، ويسبحون به كالسمك في الماء، ولو التقت كل أمم الأرض ما رضوا عنه بديلا، ولكنها الأيام دول بين الناس، والله غالب على أمره!

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/03/01 الساعة 08:10