ثلاث مرايا تساعدكم في تغذية صورتكم

بقلم: مروان الحسيني

تغذية الصورة هي، بشكل أساسي، خلق تأثير جيّد في الآخرين الذين يتفاعلون معنا ونتبادل معهم الأعمال والمصالح والعلاقات. قبل أن نقرر ما يجب فعله لتغذية صورتنا العامة والإلكترونية بشكل أفضل، علينا أن نستخدم ثلاث مرايا. ومن المفضل أن يكون استخدامها في الوقت نفسه، وفي كل يوم.

المرآة الأولى هي تلك التي تُرينا صورتنا. كيف نرى أنفسنا والطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا أمور مهمة جداً في عملية تغذية الصورة. علينا أن نقوم بتقريب صورتنا أمامنا وإبعادها عنّا عدة مرات حتى نفهم بشكل أعمق ما الذي نراه فعلاً. ثم يمكننا، بعد ذلك، أن نخطط بشأن الأمور التي تحتاج منا أن نعززها أو نطورها حتى نخلق التأثير الإيجابي.

المرآة الثانية هي تلك التي تعكس صورتنا كما يراها الآخرون الذين يعرفوننا. هذه الصورة يبنيها أولئك الذين يحيطون بنا مستندين في ذلك إلى انطباعاتهم ومعرفتهم التي يتلقونها من خلال تفاعلهم معنا. نحن المصدر الرئيسي لهذه الصورة، ولكن هذه المرآة سوف تعطينا أشكالاً متنوعة كل مرة ننظر إليها. ولهذا أسميها المرآة متعددة الأبعاد. فالمرء لا يكون واحداً في سياقها. بل مصفوفة من الصور والانعكاسات. ومن المهم لنا أن نكون على وعي بهذه الصور والانعكاسات وأن نفهمها جيداً حتى نتمكن من تغذية صورتنا بطريقة قوية.

أما المرآة الثالثة فهي تلك التي تعكس صورتنا كما يراها أولئك الذين لا يعرفوننا. وهي مرآة إشكالية. نكون مخطئين إذا اعتقدنا أننا نستطيع التحكم بها بسهولة. فهذا هو الميدان الذي سنواجه فيه المئات من اللاعبين الذين يتنافسون لكي تتفوق صورهم على صورنا. فإذا لم نتدرب على النظر في هذه المرآة كل يوم، فإننا لن نرى فيها دائماً غير صور ضبابية وظلال.

بعد النظر عميقاً في هذه المرايا الثلاث، يمكننا أن نقرر ما هي الاستراتيجية والتحسينات التي ستخدمنا أفضل من غيرها. بالطبع، الإعلام ووسائل الإعلام الإلكتروني هي أدوات قوية في هذا السياق. ولكننا نحتاج أولاً أن تكون لدينا معرفة جيدة بموضوع “إدارة الصورة”. فما هي “إدارة الصورة”؟ تلك قصة مختلفة سأرويها في مقالة أخرى.

الزميل مروان الحسيني