اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

ذراع محشوة بالغيم!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/20 الساعة 00:58
مدار الساعة,

-1-

لا شيء يستحق، حين تلقي رأسك على ذراع محشوّة بالغيم!

كعادتي كلما ادلهمت الخطوب، وتكاثرت على الرأس الكوابيس الليلية والنهارية، سأهرب اليوم مني إلي، وأفتش عني داخلي!

وهذه عادة قديمة بالتأكيد لست أمارسها وحدي، فهي حيلة جميلة لقطف قبلة من غيمة شاردة، أو رشة عطر من ذكرى تبعث في الأطراف قشعريرة لذيذة!

-2-

نصحني عابث مرة، بأن أخرج من ذاتي كلما شعرت بالضجر أو الحزن، وقال لي: جرب أن تكون لست أنت، قد يساعدك هذا الأكروبات النفسي في صناعة بهجة ما، وحينما جربت هذه الحيلة، اكتشفت أنني أنا لست أنا، بل تلك الشخصية التي خرجت إليها، وحينما حاولت أن أعود إليّ، لم أجدني، وبالطبع لم أستطع أن أكون تلك الشخصية!

ومع هذا، فقد كانت تجربة لا بأس بها، بل مدهشة، سرقتني لحظات من جو قاتم إلى أفق بلا نهاية، أو قل ينتهي بك!

-3-

مخافة أن لا ينكسر قلبك لا تحب، ومخافة أن تحب، لِتَكُنْ بلا قلب، ومخافة أن لا يكون لك قلب، من الأفضل أن لا تكون موجودا أصلا.. ولكن ما دمت موجودا رغما عنك، ولك قلب.. فلا بد من أن تحب!

-4-

كم هي ممتعة تلك العلاقة العابرة، التي تمر بحياتك، من دون أسئلة! وكم هو ممتع أن تنتهي فجأة، كما بدأت فجأة؛ لأنها تترك ذكرى عابرة، لا تلبث أن تختفي هي أيضا، فجأة!

-5-

ثمة شخص ما موجود دائما، (وربما أكثر!) يأبى أن يكون كالآخرين، يقرأ بصمت، لكنه يضحك معك، ويحزن، هو حاضر أبدا، وربما كل أو جل الحديث له، لكنه لا يظهر إلا في .. فضائك فقط!

-6-

حتى الاستقامة، والسقوط «هنا» في هذا السياق تحديدا، رذيلتان!

ماذا يجري لو استقام مجرى النهر؟ ولو لم يسقط المطر؟

-7-

أستخلص من وسط الركام، ورائحة البارود، وضباب الكراهية مساحة صغيرة، لأبني «كبسولة» وأملؤها بأنفاسك، أضعها على فمي كجهاز التنفس، كلما شارفت على الاختناق!

إنني كسمكة الببغاء، أبتني شرنقتي، كي أنام فيها، لأرد عني مخاطر الآخرين!

-8-

تجتهد، فتغلق هذا النبع بكل ما أوتيت من قوة، وسعة حيلة، تصب عليه كتلا من النسيان، وتهيل عليه تراب اللامبالاة، وتسده بحجارة الإهمال، والقسوة، فيغافلك، وينفجر في وجهك شلالا من حنين.. كلما أنّ حسّون، أو هدلت يمامة، أو غرد وتر!

عن نبع الشوق، أقول!.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/02/20 الساعة 00:58