الدعجة تكتب: ضريبة على الحياة

هيا الدعجة

لقد مسستم قصة المواطن الذي يستيقظ منذ الصباح ليشعل أول سيجارة ويفكر كيف سيقضي الْيَوْمَ بعشرين ديناراً متبقية من الراتب ، ليخرج من بيته ذاهبا لعمله ، محتسيا فنجان قهوة "غلي" ، متفاجئاً بضوء البنزين ، حتى يصل وظيفته، يستنكرون كشرته ، يواصل عمله بعلب السجائر وفناجين القهوة ، في الطريق الى منزله يتلقى هاتفا من زوجته :"جيب معك خبز وانت مروح " .

إلى متى ستستمر موجة الارتفاع ، وزيادة الضرائب المتتالية بلا حسيب ولا رقيب ، من يوقف ذلك التجاهل في حق المواطن من العيش الكريم ، وكأن في هذا تقصد لما هو "اولوية" للمواطن ، من خبز الى بنزين وأخيرا السجائر، فهل التضييق على المواطن في ظل الظروف الراهنة وراتب المواطن الزهيد هو الحل ؟فلتسمحوا لي بالقول انكم تنتهجون سياسة "التجويع "، والتي تفرضون بها على المواطن الاكتفاء بتحصيل لقمة عيشه

لم تلتفت حكومتكم الموقرة الى الفروقات بين من يملك ليلقي بالخبز، ومن يبحث عنه في القمامة، وانكم ان ذهبتهم بزيارة لا سمح الله لإحدى القرى الأقل حظاً والتي ترتجف بردا، وتتضور جوعا ولكنها تعبق كرامةً، ستدركون معنى الزيادة بالنسبة لهم ، وبينكم وبينهم الكثير لتعرفون مدى تأثرهم . نشعر بالخذلان من الحكومات ومجالس النواب المتعاقبة على هذا الوطن ، نحبه ولكننا لا نقوى على تحمل المزيد منهم ، نصدر جميع كفائتنا للخارج ونزهق المستثمرين ضرائب، نلاحق راتباً لا يتجاوز الـ٤٠٠ دينار، ونعفو عن راتب ٤٠,٠٠٠ من التهرب الضريبي .

تعددت وسائل التنمية والحفاظ على الموازنة ودخل المواطن . فلما لا نترك عنا الحل السياسي وتسيس كل ما هو يخص الإصلاح ونلجأ لتطوير الكفاية الذاتية وعمل مشاريع تخدم المجتمع ككل ، الاستفادة من الطاقة الطبيعية والزراعة والموارد الأولية لدينا ، استثمار السياحة ، تشجيع المشاريع الشبابية البسيطة وعدم فرض القيود على استكمال احلامهم ، الكثير من المقترحات التي يمكن تطبيقها ولا نعرف ما الذي يوقفكم عن المضي بها.