انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

شيخوخة الحكومات

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/21 الساعة 15:29
مدار الساعة,اقتصاد,الباص السريع,عمان,العقبة,معان,الملك عبدالله الثاني,

كلنا يدرك تماما خضوع الدولة في مسيرتها للدورات الحكومية المتعاقبة حيث تبدأ كل حكومة بدورتها مذخورة بحيوية الشباب تحمل رسالة واضحة البيان والمعالم عليها ان تؤديها وتنجزها اثناء مدة خدمتها على اعتبار ان نقطة الانطلاق قد بدأت والزمن يحسب والانجاز يحسب على ارض الواقع لكن ما نلبث بعد فترة زمنية من مسيرتها حتى نجد انها تسترخي وتستسلم ويتحول عطاؤها الى تنظير اعلامي ولا شيء على ارض الواقع سوى المناسبات عند الزيارات وتكاليف ومصاريف ضيافة دون تحقيق ما يستحق ان يذكر على انه انجاز عظيم.

فالتنمية الحقيقية لا زالت نائمة في سبات وصندوق تنمية المحافظات اصبح من التراث الشعبي نتغنى به كذكرى فالحكومات هي التي تُفعل كافة الفعاليات المجتمعية والمنظمات غير الحكومية والشركات تحت مظلة المسؤولية الاجتماعية والجامعات والوزارات والمؤسسات المعنية في التنمية وخدمة المجتمع لكن ما نلمسه ان الحكومات تسترخي في كهولتها المبكرة لتفقد فعاليتها ونشاطها تدريجياً مستسلمة لعوامل الشيخوخة لتخرج من ميدان العمل والعطاء الحقيقي والابداع والابتكار الحضاري تاركة العديد من الازمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية لتتلقف راية العمل من جديد حكومة جديدة اكثر شباباً وحيوية من سابقتها التي بدأ عليها الهرم والتقاعس وعدم القدرة على تحقيق ما كلفت به من مهام وواجبات ليلقي كل واحد منهم اللوم على الآخر ويتلاعب الاعلام بأسباب هزيمتها من ميدان العمل والانتاج وفشلها في تنفيذ العديد من الملفات ولنستقبل حكومة جديدة برسالة جديدة واضحة المعالم لمرحلة من العطاء والبناء تنطلق بفكر انساني شامل لتحقيق التنمية وادارة الملفات وتنفيذ الاستراتيجيات والعمل على تحديثها لتواكب التطورات ولاستغلال واستثمار الطاقة الكامنة في كوادرها البشرية العاملة وما نلبث الا بقوائم الاحالات على التقاعد لاعطاء فرص للكوادر بالصفوف الخلفية حتى نجد ان هناك تعيينات من خارج الوزارات على مبدأ المحسوبيات ليبدأ مسلسل المناكفات وتسريب المعلومات انتقاماً من تلك التعيينات الفوقية لندخل بمرحلة صراعات جديدة تؤدي الى احباطات وتباطؤ بالعمل لنعود بسببها لاستخدام فوانيس الزيت للانارة والحطب للوقود وعربات الخيول للنقل والنواعير للمياه والكل يتحدث عن دهشتهم عند رؤيتهم للمصابيح الكهربائية الحديثة تنير زقاقهم والخلويات بالاضافات الجديدة فكل شيء مستورد ولتبقى الحكومة تلو الحكومة تعاني من حيوية شبابية في بدايتها وكهولة اثناء مسيرتها وعملها لتخرج عن خط المسير من العمل والعطاء وتحقيق التنمية الى التقاعس والسبات.

فالباص السريع الذي فرح له المواطنون وتم تحضير وتجهيز البنية التحتية له تحول الى باص صريع يعاني من ازمات فنية وتضارب الخيارات بين اصحاب القرار مزاجياً وهندسياً كذلك الامر القطار من عمان الى الزرقاء بعد ان استكملت الاجراءات واستملكت الاراضي وطرحت العطاءات واوشكت على قرار الاحالة تم وقف العمل بالمشروع من حكومة الى حكومة اخرى على ان هناك خيارات افضل واكثر حضارية كذلك القطار من العقبة الى معان عند قرار التنفيذ تم توقيفه فهو يضرب مصالح اصحاب الشاحنات فعملية ان تنتقل من مرحلة الى مرحلة اكثر تحضراً ليس بيد الحكومات بل بيد اصحاب المصالح لذلك نجد هناك دائماً ازمات سياحية وصناعية واستثمارية وثقافية واجتماعية وغيرها حتى نالت قطاع الاعلام والصحف الورقية وانتشر فساد الأطعمة في ارقى المحلات والفنادق والمطاعم والحلويات والالبان والاجبان واللحوم لتزداد الملفات على الحكومة القادمة لتثقل كاهلها بعد فترة زمنية من مسيرتها وانطلاقها انطلاقة الشباب حتى ما تلبث وان يبدو عليها الهرم والتعب من جديد كل ذلك بسبب التقاعس والضعف عن اتخاذ القرارات واعطاء مجال اوسع للمحسوبيات واصحاب المصالح لتنال من تحقيق مصالحها ومكتسباتها لتبقى نواعير المياه تدور في نفس الحلقة تملأ الماء في البداية وتفرغه في القمة لتنزل خاوية في النهاية منظر جميل ومعنى كبير ولتبقى الاستراتيجيات تتجدد ونتحدث عن الوان ومربعات ومجسمات جميلة وفي النهاية تنزل خاوية على ارض الواقع لنبدأ من جديد احتفالات ومؤتمرات لاستراتيجيات جديدة بحلة جديدة بسطول ماء جديدة انها دورة الحكومات في زمن التطور والتحديث والابداع والابتكار وجذب الاستثمار والاهتمام بتنمية الموارد البشرية لتدريبها وتأهيلها وتعليمها وتشغيلها.

ودائما ندعو الله ان يحمي الله هذا الوطن في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه .

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/21 الساعة 15:29