اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

تعبنـا مـن ضجيـج الفــراغ

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/17 الساعة 00:21
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

ما لم تستطع ان تفعله السياسة، تنهض به “بوستات” تتمدد على وسائل التواصل الاجتماعي في المجال الافتراضي، وما نعجز عن تنفيذه نكثر من الحديث عنه، ونقتله بالكلام، وهذه - بالطبع - سمة كثير من المجتمعات التي تعودت على الهروب من العمل الى الكسل، ومن الواقع الى المجهول، ومن محاسبة الذات الى ابتداع الذرائع وتعليقها على الآخرين، ومن الانجاز الى تمجيد ما يمكن ان ينجز، ومن مناقشة السياسات الى “الثرثرة” وملاحقة اخبار الساسة.

اشعر، وربما غيري كثيرون، بان ثمة حالة من الرتابة تدفعني الى مواصلة الصوم السياسي، عشرات القضايا والمشكلات يمكن ان اعلّق عليها، لكن ما جدوى ذلك؟ سؤال يحيرني دائما، وربما يحيّر غيري ممن ابتلوا بوظيفة الكتابة، لكننا - غالبا - ما نهرب من الاجابة، بعضنا يتصور ان المهمة وظيفية بحتة، وبعضنا يراها وطنية بامتياز، اخرون يبحثون عن الثواب بانواعه، غيرهم لا يريد ان يستسلم للاحباط واليأس، يحاول ويحاول فلربما يصل
الصوت ويؤثر، وفي كل الاحوال لا تتوقف حركة الحياة... ولا ينتظر قطارها السريع من يتخلف عن مواعيد الانطلاق.

حالة الرتابة تذكرني دائما بالنهاية: منذ ان يحتضر الانسان وحتى تنتهي ايام العزاء، تتكرر فصول الرتابة وطقوسها، منذ ان يبدأ الخريف وحتى تهطل اول قطرة مطر، تلبد الاجواء بالرتابة وتنعكس على نفسية الناس وسلوكهم، الرتابة - ايضا - تذكرني بالحرارة المصحوبة بالرطوبة، حالة من اللزوجة الكريهة، يعرفها الذين يقطنون في البلاد ذات المناخ الاستوائي والقريبون من البحار الدافئة، وتذكرني - ايضا - بالجمود والكسل والنعاس والأرق، حالة من الهروب الى نوم غير ممكن، ويقظة مزعجة، وانتظار مشوب بالقلق.. الرتابة تقتل ببطء، وتستهزىء بشماتة، وتتحالف مع الفراغ.

هل تغول الاعلام على السياسة؟ كلا، ولكن يبدو ان الفراغ الذي تركه غياب الفعل السياسي المؤثر وجد من يملؤه، لا تسأل - بالطبع - كيف؟ فقد تابعنا على امتداد الشهور الماضية فصولا مدهشة من السجالات والنقاشات التي تتحدث عن كل شيء، ولا نفهم منها اي شيء، وفصولا اخرى من التحليلات والتنبؤات التي تفوق اصحابها على قراء الكف والفنجان، وكاد بعضنا ان يتحول - فعلا - الى كتابة الابراج السياسية او مطالعة ما ينشر في صفحات حظك اليوم - ولكن بنكهة سياسية هذه المرّة.

هل سقطنا فعلا في امتحان السياسة؟ هل آثرنا الهروب منها الى ممارسة نوع من الثرثرة على سطوحها المشرعة على المجهول؟ هل تحولت الصحافة - بأنواعها - الى حزب كبير بعد ان جفت ينابيع الحياة الحزينة او اوشكت على الجفاف؟ هل استمرأنا فعلا - تحت طلب والحاح المستمعين - تقديم ما يناسب من مواويل سياسية لكسر ما يشعرون به من رتابة او ملل؟

فيما مضى كنا نشكو من استقالة الناس من السياسة وعزوفهم عنها، لكننا اليوم - للاسف - نشعر بأن السياسة استقالت من نفسها، وبأن الفعل السياسي الذي كان يشدنا إليه اصبح على الهامش بانتظار من يتعرف عليه، او هو - ان شئت الدقة - مجرد طلاء نزين به جدران نقاشاتنا وحواراتنا التي أصبحت هي الاخرى تخشى من انفلونزا الشتاء.. تصوّر كيف انتقلت هذه العدوى من مدارسنا الى صالوناتنا السياسية.. ومن طلبتنا على مقاعد الدرس الى نخبنا في مواقع التنظير.

ماذا يطلب المستمعون هذه الايام؟ تحليلات سياسية عن التغيير الذي يقال بأنه قادم، مزيدا من زوايا حظك اليوم وما تخبئه الابراج للطامحين في مواقع جديدة، أخبارا عاجلة عن مشاجرات خلّفت وراءها قتلى وجرحى، وجاهات تعد بالصلح القريب وشرب ما يلزم من فناجين القهوة.

هل نحن سعيدون حقا بافتتاح بازار الكلام؟ ولم لا، حين ينهض احدنا من النوم يشعر بحاجة لمزيد من الاسترخاء، نطابق من الثرثرة وفنجان قهوة سادة، بمشاجرة في الشارع يتفرج عليها ويقضي يومه وهو يفكر فيها او يتحدث عنها لزملائه في العمل، لحالة من السكون التي تعينه على الهروب من ضجيج المدن، والاولاد وهموم الدنيا ومفاجآتها.

هل كثير على السياسة ان تكون مثلنا؟ ان تستريح قليلا وتمارس هواية حل الكلمات المتقاطعة، ان تلعب - كما كنا نفعل ونحن صغار - لعبة الطماية، ان تهرب الى الحقول البعيدة لتخلو مع نفسها في زمن تراجعت فيه فرص الخلوات، ان تأخذ اجازة للاستجمام او - ان تعذر ذلك - حماما دافئا لتستعيد بعده بعض النشاط؟

ليس كثيرا ابدا... ولكننا تعبنا من ضجيج الفراغ.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/17 الساعة 00:21