اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

د. عودة الله القيسي يكتب: قرار الرئيس ترامب ومصير القدس

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/15 الساعة 18:06
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

د. عودة الله القيسي

- في سنة - 1917م قررت بريطانيا – بتصر يح من وزير خارجيتها – آن ذاك – بلفور – أن تنظر بعين العطف الى قيام وطن لإسرائيل في فلسطين – وفي سنة – 1948- جرت حرب بين دول عرب المشرق , ومعها – مصر – وبين العصابات الصهيونية .. فكانت الغلبة للعصابات الصهيونية – بسبب مخطط بريطانيا – الدولة العظمى – أن َ ذاك ,[ تمالئها فرنسا – الدولة العظمى الثانية ] – سرّبته الى بعض الدول العربية المشاركة في الحرب – وبسبب أن الجيوش العربية لم تُعبّأ ْ بمفهموم - معركة مصير – وبسبب قلة عدد الجيوش العربية المشاركة ..كان عددها قُرابة , في ذروة الحرب , قُرابة َستين ألفا ً- في حين كان عدد عصابات اليهود – قرابة مئة وعشرين ألفاً ... وبسبب الأسلحة الفاسدة التي استخدمها الجيش المصري المقاتل , وكان ذالك بتواطؤ من قادة كبار في الجيش المصري , وقد يكون ذالك بعلم الملك فاروق . كلّ ُ ذالك – جرى بمخطط مرسوم من قِبَل بريطانيا , وفرنسا – الدولتيْن العظميين – آن ذاك – اللتين كانتا تستعمران الوطن العربي – استعمارا ً مباشرا َ.

- وفي هاذه السنة المودعة = 2017- اتخذ ترامب رئيس أمريكا قرارا ً بأن القدس عاصمة لإسرائيل - !! – وعقيب ذلك – اجتمع وزراء الخارجية العرب , ولم يتفقوا على خُطة واضحة لمقاومة مفعول قرار ترمب – وبعد ذالك بأيام – عُقد مؤتمر للدول العربية والإسلامية – في تركيا = في مدينة – أنقرة .. وانفضّ الاجتماع – على شجب واستنكار – ليس أكثر ( ومن المعروف أن كل اعتداءات إسرائيل السابقة – كانت تنتهي عند العرب والمسلمين – بشجب واستنكار . وإسرائيل ماضية في مخططها بابتلاع الأراضي الفلسطينين – العربية – أيضا ً.. تدعمها الدولة الكبرى في العالم – في السابق .. كانت بريطانيا – والآن .. صارت أمريكا ) .

- وقد قامت مصر بتقديم شكوى الى مجلس الأمن .. تدعوه فيه - أن يتخذ المجلس قرارا ً - بأن قراراعتبار القدس عاصمة لإسرائيل – باطل – وبالفعل – صوتت كل دول مجلس الأمن بإلْغاء قرار واعتباره -باطلا ً– ولكن ّ مندوبة أمريكا – عارضته، فكان الفيتو الأمريكي كافيا ً لإسقاط الإجماع – حسَبَ نظام المجلس .. ثم – قُدّم مشروع قرار بنفس الموضوع الى الجمعية العامّة، فكانت الأغلبية في الجمعية قد صوتت ضدّ قرار ترامب – تدعمها كلّ الدول العربية والإسلامية – صوتت الأغلبية – وهي –128- دولة . ولاكن – معروف أن قرارات الجمعية العمومية هي قرارات – أدبية أخلاقية – لا تؤثر شيئا ً في مجريات الواقع العملي ..

- والحقّ أن اجتماع الدول العربية والإسلامية – لم يتخذ قرارا ً يؤثر على أمريكا .. فأمريكا ماضية في دعم إسرائيل – وإسرائيل ماضية في تغيير معالم القدس والضفة الغربية .. ولكن – لو أن الدول العربية والإسلامية المجتمعة في – أنقرة – اتخذت موقفا ً أقوى .. كأن يكون –قطع العلاقات الاقتصادية مع أمريكا .. فإن أمريكا ستتأثر بهاذا القرار , كثيراً.. قد يحملها على تفسير قرار ترامب تفسيرا ً مواربا , كأن يفسر القرار بأن ترامب لم يقل : القدس – الغربية والشرقية لإسرائيل , وإنما قال : القدس لإسرائيل . والمعنى المقصود ( هكذا يُتوقع أن يكون التفسير) -أن القدس الغربية لها – مع تسويات في ضمّ بعض الأحياء العربية التي تتداخل مع أحياء في القدس الغربية... ولن يدخلوا إلا دورا قليلة من القدس الغربية في القدس الشرقية , هي داخلة – أصلا ً في حيّ من أحياء القدس الشرقية )..

- لأن قرارالمقاطعة , لو اتخذ - سيؤثر – كما سبق القول على أمريكا : أمريكا تأخذ الموادّ الخام ُ من الدول الإسلامية بثمن زهيد .. ثم تعيد معظمها إليها بثمن باهظ , والدول الإسلامية الغنية تودع ملياراتها في أمريكا , ولكثرة هاذه المليارات .. فإنها تساهم في نموّ الاقتصاد الامريكي – وأمريكا .. لها آلاف المصالح في بلدان هاذه الدول , ولا يسهل عليها أن تستغني َ عن هذه المصالح ..

صحيح أن أمريكا دولة غنية – ونووية وتكنولوجية – ولكنها لا تستغني عن هذه الدول – من دون أن يتأثر اقتصادها تأثرا ً ملموسا ً. لأن هذه الدول خُمس العالم – سكاناً ومساحة ً , فلا بُدّ لو أن هذه الدول – مثلا ً- قاطعت العالم كلّه .. لتأثر .. أجلْ- هي تتأثر أكثر , ولكن ّ العالم سيتأثر – فكيف إذا كانت المقاطعة لدولة واحدة ؟؟

وصحيح أن هذه الدول العربية الإسلامية تتأثر هي بالمقاطعة لأمريكا.. ولكن ّ أصحاب الحقوق والمبادئ – لا مناصََ لهم من الدفاع عن حقوقهم ومبادئهم , ولو تأثروا بعض التأثر ..أما قال المتنبي العظيم : ( فلا تحسبنّ المجد َ زِقا ً وقينة ً===== فما المجد ُ إلا السيف ُ , والفتكة ُ الكبرى ) ؟ —وقال أيضا ً: ( لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى ===== حتى يُراقَ على جوانبِهِ – الدم ُ).؟ –ولاكن – نحن , هنا .. لا ندعو الى دم ٍ, وإنما ندعو الى مجرد مقاطعة اقتصادية ..

- أما الدول التي تتلقى معونة ً من أمريكا.. فبإمكان الدول الغنية – الإسلامية والعربية – أن تعوضها - عن معظم ما تأخذه من أمريكا – ثم .. هي تتحمل قسطا ً من التقشف .. وإلا – فكيف يحصل أصحاب الحقوق على حقوقهم ؟ أيحصلون عليها , وهم منبطحون الى أمريكا , ومسترخون في ظلّ الوفرة والنعيم ؟؟ ذالك مستحيل , لأن الحقوق تُنتزع , ولا يتكرم الخصم بها على أصحابها ..!!

- ولو فعلت هذه الدول الإسلامية والعربية هذا الأفعال – لنالوا حقوقهم . وهو – فوق هذا .. مؤذنٌ ببدْء نهضة ٍ , وببدْء استقلال حقيقي ّ, وببدء خطوة أولى على طريق النهوض والمشاركة في بناء الحضارة , ولبدأ يُضحي لهذه الدول , مع الأيام - كلمة يُحسب لها حسابها بين الدول ... لأن ّ النهضات والحضارات – لا تبنيها التكنولوجية المستوردة من الدول المتقدمة , ولا الاستلاب الحضاري من الدول المتخلفة – أمام هذه الدول المتقدمة – وإنما يبنيها شدّ الأحزمة , وتحمل المصاعب , وإراقة الدم – إن ْ لزم ... ولكن – في إطار تكااتف هاذه الدول الإسلامية العربية (ولا أقول : وحدة, ولا اتحاد بين هاذه الدول )- وأن يكون لها كلمة واحدة وموقف واحد , ولو كان هاذا الموقف العام ّ المشرّف – يضرّ ضررا ُ محدودا ً ببعض مصالح بعض هاذا الدول .. أما أن تبقى الأنانية هي السائدة .. فلن يكون تقدم حقيقي , وإن كثُرت التكنولوجية المستوردة – لأن التقدم يُبنى على الفكر المتحرر المستقل ّ من ضغط الاستبداد والفساد الداخلي – والاستبداد والفساد الخارجيّ– لاكنّ الفكر المتحرر المستقلّ - لن تبنيَه الدول الصغيرة المتفرقة ( وإن مصر – أكبر دولة عربية – في مقياس كبرى دول اليوم , هي دولة صغيرة – دول اليوم الكبيرة التي تبلغ المليار , وأكثر – أو هي ذات تكنولوجيا متقدمة تستطيع بها أن تُضاهي دول المليار )- وإنما تبنيه دولة كبرى , أو دول ذات تكتل – كبير - عميق صادق مخلص – ذات ُ موقف موحد متين , وإن لم يكن بناؤها على دولة واحدة ...

- والحق – أننا – في دول الإسلام والعرب – ما دمنا على ما نحن عليه .. فسنظلّ ضعافا ً مستعمرين , حتى الأعماق – من الدول العظمى – اليوم َ هي – أمريكا , وغدا – هي ً روسيا أو الصين . ( والحق عندي أن استعمار أمريكا لهاذه الدول , على قساوته واستبداده = ومن استبداده قرار الرئيس ترامب عن القدس = هو أخفّ وطأة ً من استعمار روسيا أو الصين , لأن أمريكا – نظامها يقوم على الحرية في بلادها .. أما الصين وروسيا – فنظامهما يقوم على الاستبداد في بلادهما .. و فاقد الشيء لا يعطيه أو يفكر فيه ؟ أمريكا مستبدة بنا – ولاكنّ استبدادها أخف وطأة من استبداد تينك الدولتين اللتين – كلّ منهما .. هي مستبدة في بلادها .. إنها مقارنة بين شرّيْن – أحلاهما .. مُرّ ُ!! فإذا لم تتنبه هاذه الدول الإسلامية العربية الى نفسها , وإلى شعوبها .. فسيأتي يوم يطأها المستعمر الصيني , أو الروسي – بالبسطار ( أما أمريكا فتطأنا بالحذاء الذي يلبسه الرياضيون . , ولاكن وطأة البسطار تجرح , ووطأة الخف تؤلم – ولاكن ْ- كلاهما .. حذاء ..!

- وعند استعمار إحدى تيْنك الدولتين- لنا .. ستتآكل هاذه الدول العربية الإسلامية من داخلها = إن لم يكن التآكل بشريا ً- فسيكون أخلاقيا ً, والشاعر شوقي يقول: ( وإنما الأممُ – الأخلاق ُ ما بقيَت ْ ===== فإن هم ُ ذهبت ْ أخلاقهم ْ ذهبوا ) .. وما قاله ابن خلدون يصدق في كلّ حين – قال : إن الأمة المهزومة .. يُسرع إليها – الفنا ء- أقول : فناء الأجساد أو فناء الأخلاق – كما هو جار ٍفناء الأخلاق , حقا ً- في العالم الثالث – الآن َ..
- - ولن نتخلص من هاذه الأوضاع المزرية الدونية الفاسدة - إلا إذا قامت في بلادنا العربية / الإسلامية – الشورى , أو رديفتها الديمقراطية - والحريات , والعدل , والإنصاف والمساواة بين أبناء الدولة الواحدة – وبين كيانات هاذه الدول – المجتمعة في تكتل يحمي الحياة – والكرامة .. بحيث ُ لا يكون مسؤولٌ عصياً على أن يناقشه القادرون من الشعب , وأن يُبيّنوا ما عنده من صواب وما عنده من خطأ – أما الحاكم الفرد المستبدّ .. فلا يقبل.. بالنقاش ولا بالحوار .. بل لا يقبل بالانضواء مع غيره – تحت تكتل واحد – لكي تُصنع حضارة , لأن الانضواء هاذا .. يقلل من تفرّده وتسلطه ..- وليس هو- بمفرده - بقادر على أن يصنع حضارة ..
- - أجلْ – ليس بقادر على أن يصنع حضارة , ولو كانت دولته كدولة الإسلام المترامية الأطراف – زمن معاوية ابن أبي سفيان- الذي كان مستبدّا ً متفردا ً بالحكم – بل - وزمن كلّ من جاؤوا بعده في عهد الأمويين والعباسيين والأتراك ...!!- ولهاذ ا الاستبداد والفساد – سَرعان َ ما تآكلت هاذه الدولة وتحولت الى دُويلات , في زمن العباسيين – وسرعان َ ما غزاها وتغلب عليها – أقوام جاءت من الشرق – همجية متخلفة أعاجم – كالبويهيين , والسلجوقيين , والمغول – وتحول الخلفاء الى دُمى ً – بين أيدي الملوك الغُزاة , حتى قال شاعرهم : ( خليفة ٌ في قفص ٍ === بين وصيف ٍ وبغا )—( يقول ُ ما قالا لهُ=== كما تقول الببغا )- =[ ووصيف وبغا – هما قائدان تركيان . لأن الخليفة المعتصم – لفيالة رأيه – استبدل بالجند العربي – جندا ً من أخواله الأتراك , لأنه كان يخشى من الجند العربي أن يقوم عليه بانقلاب ]1=
- = ونتيجةُ هاذا كلّه – لم تصنع الحضارة االعربية لإسلامية إلا مجدا ً محدودا ً , وعلما ً مكرورا ً, وعظماء قلّة , لأن كلّ ذالك .. توقف اندفاعه مع نهاية القرن الهجري الرابع , لأن سقف الحرية زمن الاستبداد – كلّ استبداد - واطئ – فيكون سقف التفكير, والتدبر , والشكّ والنقد ... وااطئا ً مثله , فلا يكثر الأفذاذ.. فالحضارة العربية الإسلامية لم تكن ذات إنتاج مقبول إلا على مدى قرنين ونصف .. من بعد منتصف القرن الثاني, غندما قةيَت حركة تدوين الحديث والتاريخ – حتى نهاية القرن الرابع – حيث ُ أُغلق – باب الاجتهاد – وإغلاق باب الاجتهاد بعني حصر ميدان العقول فيما أنتجته هاذه الحقبة القصيرة السابثة من عُمر الإسلام العظيم الذي جنى عليه حكامُهُ المستبدون الفاسدون – عربا ً كانوا – أم أجانب – مع أن الإسلام , في جوهره , لو وجد حكاما ًمخلصين له – لبقيت حضارة – مبدعة ً ولودا ً – الى يوم القيامة !!
- = ولولا أن حكام العرب والمسلمين الحاليين – تضلعوا من إ رث هاذا الاستبداد القديم ... لما عادوا من دون قطع العلاقات الاقتصادية على الأقلّ مع أمريكا .. فبقوة استبدادهم – ظمنوا أن الشعوب المقهورة المُستبدّ َ بها – لا تستطيع أن ترفع رأسها , ولا أن تلوم هاؤلاء الحكام على موقفهم الضعيف , ولا أن تتظاهر ضدّهم – تنكر عليهم موقفهم هاذا الضعيف .. بل العكس ..إن الشعوب أو معظم فئاتها – رحّبت بهاؤلاء الحكام , واعتبرت موقفهم هاذا الضعيف.. بطولة !!
- - ولاكن ّ اللوم لا يقع – بالدرجة الأولى على الحكام – بل يقع بالدرجة الأولى على الشعوب التي لم تطا لب بحريتها ,وشوراها وديمقراطيتها .. لضمان مشاركتها في السياسات والمواقف والقرارات ..وإلا – فإن اكبر حاكم ديمقراطي في الغرب وأوروبة – لو أنه وجد شعبه يطيعه في كلّ ما يَعنّ بباله .. لما تردد في أن يكون حاكما ً مستبدا ً غشوما ً- لأن الأمر كما قال المتنبي : ( والظلم ُ من شِيَم ِ النفوس , فإن تجد ْ===== ذا عِفة ٍ , فلعلة ٍ لا يظلم ُ) – وإن القرآن الكريم – يقول عن فرعوْن : ( فاستخف ّ قومه ..فأطاعوه . إنهم كانوا قوما ً فاسقين ) = الزخرف – 54= فأنت ترى أن القرآن – الكريم .. جعل أكبر اللوم على قوم فرعون – الذي استخفهم .. فأطاعوه , ولم يتمردوا على استخفافه , فيطالبونه – بالحقّ والعدل والإنصاف , والمساواة ...
- - ولْنقارن ْ بيننا دولنا , وبين دُول العالم الأول .. فهم في عالم , ونحن في عالم آخر مختلف – ترامب الذي نفذ قراره عن القدس – رغم إرادة كل الشعوب العربية والإسلامية – فإن ّمستشار هُ السابق في البيت الأبيض [ الذي نحّاه ُ ترامب , قبل أشهر ]- دوّن كلّ نقاط الضعف في إذارة ترامب, في كتاب كبير – طُرح في السوق .. ولم يملك هاذا الرجل الغشوم – ترامب – أن يفعل له شيئا ً – سوى أن يغرد في موقعه الإخباري – بأن كذا .. غير صحيح , مما ذكره الكتاب , وكيت .. لم يكن ...إلخ . وأنه سيقيم عليه دعوى في المحكمة !! [ وإنل لأرى – أنه لن يقيم دعوى , لأن من حوله سينصحونه أن هاذا الكتاب سيتفاعل بين الناس شهرين أو ثلاثة .. ثم – يضعف أثره .. ولاكن – إذا أنت أقمت دعوى = هاكذا يقولون له = فستستمر الدعوى سنة ً أو أكثر في المحكمة , وعندئذ ٍ – فأن الصحف ستبعث التهم الموجهة لك , وتضعها , تحت الأنظار , كل ّ أسبوع .. فتتطاول معاناتك !!]
= وإني لمؤمن أن الدولة الكبيرة المترامية الأطراف – كما كانت الدولة العربية الإسلامية - في العهد الأموي , وفي المئة الأولى من العهد العباسي – بل كما كانت بالأمس القريب – إمبراطورية الاتحاد السوفيتي التي لم تعشْ إلا سبعين عاما ً!! - أجل – الدولة المترامية الأطراف .. ولاكن العادلة التي تقوم فيها الحريات كما تقوم المساجد , والكنائس – هي دولة لن تزول – ما دامت الحياة .. ولاكن ْ – للأسف المُمضّ- فإنه لم تقُم ْ دولة هاذا شأنُها – منذ ُ فجر التاريخ – بل منذ تـَجمـّعَ البشرُ في كتل بشرية – لأن الاستبداد والظلم – من شيَم النفوس – كما قال المتنبي – ولذا .. إذا لم تجد النفوس ُ رادعا ً.. وقد وُجد شيء ٌ من هاذا الرادع في الغرب – ولم يوجد كلّه – في العصر الحاضر .. فإن الاستبداد سيستمر ّ , ومعه الظلم والجور وفساد الأخلاق – ومعه – أيضا ًتراجع قوة الدول ثم انهيارها... ولا حولَ ولا قوة َإلا بالله العلي العظيم !!

- - أخيرا ً .. إن الدول الإسلامية والعربية – لن تتحرر , ولن تنهض , ولن تشارك في الحضارة , ولن يكون لها كلمة بين الدول – إلا إذا حصلت على حريتها –بإقناع الحكام – بالعمل - بالشورى والذيمقراطية – والعدل – إقناعها بوسيلة من الوسائل التي لا بُدّ من أن تقود الى تجاوبهم مع شعوبهم , وإشراكهم في كلّ شيء في الحكم – إشراكهم .. عن طريق المجالس النيابية الحقيقية – وليس المجالس الصورية – كما هي ,الآن َ- وعن طريق الأحزاب الفاعلة – و تكوينات المجتمع المدني الواقف على التخوم – وليس المستلقي في غرف النوم – كما هي الحال الآن َ..!!

- عندئذ ٍ – ستفرض الشعوب – قيام التكتلات القوية – التي – لا بُدّ – بعد ذاك – من أن تنهض شعوبها بحضارة – كانت ميّتة , وفرقة دامت مُضيّعة – وأخلاقية باتت متدنية ... وعندئذ ٍ - تعود القدس الى أهلها الفلسطينيين , والعرب والمسلمين .. بل – ستعود فلسطين كلّها , ويمسي اليهود طائفة أقلية في هاذا التكتل العربي الإسلامي الزاخر بكل ّ معاني القوة والبقاء ..ولاكن ّ ذالك – لا يعني أن يتوقف النضال ..حتى لا تموت القضية ,ويموت الحقّ المُبين - وما يرافقهما من آمال . والله تعالى هو المستعان.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/15 الساعة 18:06