اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الطراونة يكتب: وليتك تسلم!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/15 الساعة 11:29
مدار الساعة,

مدار الساعة - كتب .. د.عيسى الطراونه

إشباعا لفضولي الذي لا ينتهي قررت الانطلاق في رحلة البحث عن الرضا المفقود في نفوس الآخرين وهم يتلقون القرارات الصادرة بحقهم لأكون بذلك أول من يصل إلى الوصفة السحرية التي تقضي على متلازمة " إرضاء الناس غاية لا تدرك" التي نرددها دائما ونحن نسدل الستارة على كل الأصوات المعارضة للقرارات الصادرة بحقهم وأقصد الصواب منها.

بدأت رحلة البحث وكانت أولى هذه الوصفات التي تم العثور عليها تقول : " اسلك طريق التفاوض في الحدود المقبولة للتفاوض واستمع لرغباتهم ثم اشرح لهم رغباتك فلعلك تصل إلى حل وسط ومنتصف طريق بينكم ".

يبدو الأمر يسيرا وسهل التطبيق لولا فضفضة " الحدود المقبولة للتفاوض " التي هي في الغالب محط اختلاف ودهاليز متعرجة من السهل أن يختفي وراءها الرضا ليعود مفقودا من جديد.

تابعت البحث فوصلت إلى وصفة أخرى تقول " لست ملزمًا بالرد على الفور عندما يطلب أحدهم منك شيئًا، بل قل "دعني أفكر في الموضوع" وعد إليه بالرد لاحقًا" .

يبدو لي الأمر هذه المرة أكثر منطقية من الوصفة السابقة فالتريث بالقرارات يتيح لنا أن ندرك الجوانب المتعلقة بالموضوع محل عدم الرضا كافة، اقتنعت بالوصفة هذه المرة لولا وسوسة الشيطان التي عادت من جديد تحت بند ماذا لو كانت نتيجة التريث والتفكير المستفيض بأن القرار منطقي وصحيح ولا يحتاج لتعديل فهل يظهر الرضا المفقود في نفوس الآخرين؟ لا أعتقد ذلك وعلى فضولي هذه المرة أن يستوعب درسه جيدا فليس بمقدورنا ان نرضي الجميع مهما حاولنا، ولن نستطيع تغيير رأي الناس أو مشاعرهم لكي ننال إعجابهم أو نجعلهم يتقبلونا، فهذه القرارات تعود لهم وليس بيدنا شيء منها. وأستذكر هنا الحوار الذي تم بين الإمام أحمد بن حنبل والزّاهد الورع حاتم الأصمّ رحمهما الله تعالى؛ حينما سأله الإمام أحمد فيم التخلّص من النّاس يا حاتم؟! وجاءت الإجابة بثلاثة خصال هي :

بأن تعطيهم مالك، ولا تأخذ من مالهم شيئاً.

وتقضيَ حقوقهم، ولا تستقضي أحداً منهم حقّاً لك. وتحمَل مكروههم، ولا تُكرهَ أحداً منهم على شيء. فقال الإمام أحمد : إنّها لشديدة، إنّها لشديدة!.

فقال حاتم: وليتك تسلم! وليتك تسلم!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/01/15 الساعة 11:29