اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

إلى ضابط الصف «علي» الذي ظهر في صورة وهو يقف خلف المطرب تامر حسني

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/28 الساعة 19:56
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

مدار الساعة - خاص - كتب : محمد عبدالكريم الزيود

(إلى ضابط الصف "علي" من وحدة الأمن والحماية الخاصة الذي ظهر في صورة وهو يقف خلف المطرب تامر حسني في وظيفته في المطار )

يا "علي" أقرأُ في وجهك الذي فيه سُمرة تشبهُ تراب بلادنا وتشبهُ ملامحنا نحن الفقراء، ربما أنتَ من مادبا أو القويرة أو ربما من الرمثا أو الهاشمية، حتى عروق يدك تشبه زيتوننا يا علي، حتى عيونك فيهما بأس الرجال وخجل الأردنيين وعنفوانهم...

أقرأُ في وجهكَ الكثير من الاستغراب وأنتَ واقف بحكم وظيفتك في المطار، فلا تستغرب يا صديقي هذه الجموع وهي تستقبل هذا المطرب، ولا تخاف من صراخ الصبايا ودموعهنّ وهُنّ يحشرنَ أنفسهنَّ ليحظينّ بحضنة من ذاك المدعو، ولربما قّبُلة إن تمكّنت منه جيدا، ولا تجزع من صفير الشباب ومزاحمتهم لينالوا صورة معه.. أعرفُ حجم استغرابك وأدركُ مدى خجلكَ من هؤلاء ولكنُه هو قدسيّة الواجب أن تقف وتسّهل له الخروج وهو يستقبل "استقبال الفاتحين" ....!!

يا "علي" ، خبّئ دموعكَ إنه زمن التفاهات والرخص عندما يقدّم هؤلاء ويحظون برعاية رسمية، وأنتَ منّا وتشبهنا وتبكي مثلنا وطنا أرغموه رغم طهره على العهر نهارا، وسمحوا للفاسدين أن يسمسروا على كل شيء في بلدنا، باعوا كل شيء ولم يخجلوا من الله ولا من الناس..

أرى في عينيك معاني كل الحزن وأنتَ تشاهد كل ذاك السخف والخنوع، وأنتَ من تعلّمتَ في العسكرية في مدارج "خو" وميادينها ومعسكراتها، الاعتزاز والفخر والمشي بإستقامة، وأن الفقر ليس عيبا وأنك أنت وزملاءك مشاريع شهادة، ولكن للوطن وللذود عنه والدفاع عن ترابه... وتعلّمتَ في بيت أبيك على الشهامة والنخوة، وأنكَ تغض طرفك عن بنت عمكَ وجارتكَ، وأنكَ تسكبُ دمك دون من يمسّهنَ ولو بكلمة ..!! لكن تسأل مثلي هل هؤلاء هُنّ بنات الأردن والأرياف والقرى اللواتي تكحلنَ بالخجل والحياء، واللواتي لا ترفع عينها بأبيها إحتراما، هل هُنّ هؤلاء اللواتي يرمين بأنفسهن بحضن ذاك المطرب .. لا هؤلاء ليسوا منّا..!

ربما يا "علي" لم تكمل تعليمكَ، وربما تقتطع من راتبك كل شهر لتعلّم شقيقك الأصغر ، فالأردنيون بنوا وطنا من لا شيء عندما تعلّموا وآمنوا أن العلم يبني البيوت بلا عمد، الشباب الأردني ليسوا هؤلاء من شاهدتهم اليوم ، نحن الأردنيين الأكثر تعليما وتشهد مدارسنا وجامعاتنا، لكن في زمن الحكومات الرديئة قتلوا كل طموح لشاب وخنقوهم بالبطالة والواسطات، وهاهم مع جماعات الصوت العالي من المنظمات يرسخون القدوة من خلال الفن الهابط ومحاربة الكفاءات وتغيير الفكر المعتدل، وتهديد منظومة الأخلاق والتربية، مرّة باسم تعديل المناهج، ومرّة بمكافحة التطرف ومرّة باسم "الدولة المدنية" والتجرّئ على كسر التابوهات وقيم " المحافظة " ... ثم نعود ونتساءل من هؤلاء الذين استقبلوه ...؟!!

هل تصدق يا "علي" أن تذكرة حفل ذاك المدعو 800 دينار ، في دولة تعاني من 30 ملياراً من الدين، وأغلب قراها من جيوب الفقر، وفي دولة ترتفع كل عام موازنة صندوق المعونة، وفي حكومة ترفع الدعم عن خبز الفقراء وترفع الضرائب على كل شيء، أليس هناك خجل من الله ومن الناس، وندعو أن ترجع القدس وهذا الغثاء والفساد حولنا .

يا "علي" كُن كما أنتَ، وأعرفُ أنكَ منذ أيام لم تنم كرامة للواجب ومخافة أن تغفا عينك عنه، أنتَ الحق ونحن معك وأنتَ الكبير النقي الصادق حتى لو مرّوا من عندك ولم يسلّموا عليك فهم يخافونك ، ويعرفون إن مسَ الوطن شيء -لا قدر الله - يوما سيلوذون بكَ وحدكَ يا مصدر ثقتنا وفخرنا وبقيَة أهلنا وحامي هويتنا ووجداننا نحن الأردنيين.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/28 الساعة 19:56