الشبول يكتب: عندما يوجه رؤساء الحكومات رسالة للملك

عندما يوجه 12 رؤساء حكومات سابقون رسالة تأييد لجهود الملك في ما يتعلق بأزمة القدس وخطاب ترامب الاخير والاكتفاء بتوجيه الرسائل والكلام فهذا دليل على ان الاردن كان بعيداً لاكثر من عقد من الزمن وان كرسي هذا المنصب متناغماً مع الجالس عليه فوصلنا الى ما وصلنا اليه والنتائج واضحة وهي ما شهدناه ونشهده حاليا.

ما سمعناه من اصحاب الدولة صادم وصادم جدا لنا كمواطنين والسؤال ما الذي يميز اي رئيس وزراء اردني سابق عن اي مواطن عادي اذا كانت ردة الفعل واحدة ومتساوية في المقدار والاتجاه ؟!

الم يكن هؤلاء يوما هم اصحاب القرار وهم من اوصلنا الى ما نحن عليه الان، وكنا نقول لهم لا تختبئوا وراء احد لان المسؤولية مسؤوليتكم ستحاسبون عليها يوما ما ولن يرحمكم احد؟ .

لم يختلف خطاب هؤلاء ابدا وكان خطابا واحدا في الحرب والسلم وهو ولاء لفظي فقط وهذا ما يضمن البقاء على كرسي الرئاسة مدة اطول ولم يعلم هؤلاء ان المكوث في مكة المكرمة يحتاج الى تقوى وعمل لمضاعفة الاجور والا فان السيئات تخضع لنفس الشروط والعاقل من يغادر في الوقت المناسب.

كنا نتوقع 12 رأياً و12 خطة عمل سريعة وتنافساً في انقاذ الاردن من محنته بدلا من الولاء اللفظي وخصوصا انكم اصحاب دولة اي انكم الصفوة والاكثر علما وخبرة وتجربة وحنكة كنا نتوقع صاحب الرأي السديد الذي يشخص الداء ويصف الدواء.

عندما كان المواطن يئن من وجع الوطن وكان يصيح بأعلى الصوت متحسسا حجم الخطر الداهم كنتم تلوذون بالصمت وتتمتعون بالاعطيات والرواتب وحراسات على منازلكم اما من كان على رأس عمله منكم فكان مشغولاً بتجهيز غزوة سلب لقوت المواطن عبر ضريبة نوعية يضيفها الى سجلة الحافل.

نعم سنحملكم المسؤولية عن كل شىء ، سنحملكم مسؤولية عدم الاستماع للناس وسنحملكم مسؤولية تجويعهم واضعاف المجتمع وجعله فريسة لكل طامع ، لقد اعطيتم كل معاول الهدم وهدمتم تحت شعار الاصلاح وسلمتم حتى البيانات الشخصية للمواطنين عبر ادوات تقنية تم تقديمها على لقمة خبز المواطن وعندما كان المواطن يصيح ويشكو كرامة تهدر كان يرمى بقانون على عجل والختم جاهز والتنفيذ القضائي على اهبة الاستعداد .

ها هو ترامب لا يلقي للأمة بالا ولا يعترف بشيء ولا يمكن لذلك ان يحدث لو لم يكن له اتباع اطاعوه فاخلفهم فأدركوا ان الرد لا يمكن ان يكون الا من خلال الشعب والويل لمن اهان الشعب واورثه الفقر والهم والمرض.

ذلك حال الشعب الاردني الذي تعود طعنات الاخ والصديق ولكنه لن يسكت ولن يلقي بالا للجراح الا بعودة القدس اسلامية عربية اما الاخ والصديق فلنا معهم جولات من العتب والغضب حتى تعود الامور الى نصابها.