اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

ثقافة “النميمة” في مجتمعاتنا

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/15 الساعة 02:32
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

احد الردود الذي وصلني حول مقالة كنت كتبتها حول “ازمتنا الحضارية” كان لافتا ومفاجئا، يقول: هل تريد ان تعرف لماذا تراجعت امتنا وتقدم غيرها من الامم؟ اعتقد -بصراحة - ان وراء ذلك مشكلة نظنها بسيطة، وهي - في الحقيقة اخطر من “الاسلحة” النووية، مشكلة تشغلنا عن العمل والانجاز، وتزرع بيننا الفتن والحروب والصراعات وتدك عمراننا “الانساني” وتزعزع ثقتنا بأنفسنا وبمن حولنا، مشكلة اسمها “النميمة”.

هذه الكلمة -يضيف القارئ - غير موجودة في قواميس الأمم المتحضرة، فأنا اعيش في امريكا منذ اكثر من ثلاثين عاما، ولم الحظ ان الناس مشغولون ببعضهم، لكنها -للأسف - متداولة على مدار الساعة في حياتنا وفي مجتمعاتنا العربية، انها -انجازنا الحضاري -ربما الوحيد - في هذا العصر، الكل يمارسها ويتفنن في ايجاد ما يلزم من مناخات وصياغات و”فبركات” لها، داخل الاسرة بين الازواج والابناء، في المؤسسات والعمل بين اقطار الأمة الواحدة وبين عالمنا والآخر ايضا.

نميمة اجتماعية، واخرى سياسية، وثالثة باسم الدين او الثقافة او حتى القيم الفاضلة نفسها، نميمة “تعبث” بكل شيء، حتى لو كان مقدسا، وتولّد الكراهية بكافة اشكالها، وتدفع الى القطيعة وتؤجج نيران الحقد وتغري على الثأر وتثير الصراعات وربما الحروب وتضرب اوردة المحبة وتعيق العمل وتشغل الوقت “بالوهم” وتفرق الناس يمينا وشمالا.

ازمة مجتمعاتنا -كما يقول القارئ - ازمة “نميمة” لدينا ثقافة “نميمة” مترسخة للأسف ويصعب اجتثاثها، ونخب من “النمّامين” الماهرين وقيم جديدة سوّقت لنا النميمة تارة باسم الشطارة والنباهة والدهاء، وتارة باسم الشجاعة والصراحة والغيرة على المصلحة العامة، ولدينا -ايضا - مناخات “قابلة” لاستقبال هذه الآفة، واحتضانها وتمجيدها، ولواقط جاهزة باستمرار “مع نعمة التكنولوجيا” لالتقاطها وتمريرها بسرعة.

سألني عن “التدين”: لماذا لا يتحرك لمواجهة “النميمة”، اقول: إنه يحاول ان يفعل ذلك، لكن المسافة التي اتسعت بين ديننا الحنيف الذي اعتبر هذه الآفة من الكبائر وبين تديننا الذي تعددت انماطه، واختلت موازينه هي التي جعلت ديننا، بما فيه دعوة للالتزام بالقيم الفاضلة في واد وتديننا - فهما وتطبيقا - في واد اخر.

ربما تسألني: ما النميمة؟ اقول: هي نقل الكلام بين طرفين لغرض الافساد، وافشاء السر وكشف الستر عما يكره كشفه، اما اغراضها فهي ارادة السوء للمحكي عنه والتزلف الى المحكي اليه، وتسألني عن عقابها فأقول: جاء في الحديث الصحيح “لا يدخل الجنة نمّام” في آخر “شرار عباد الله المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الاحبة، الباغون للبراء المعايب” وروي عن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه انه دخل على رجل ذكر له شيئا عن رجل آخر، فقال له عمر: ان شئت نظرنا في امرك فان كنت كاذبا فأنت من اهل هذه الآية “ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا” وان كنت صادقا فأنت من اهل هذه الآية “همّاز مشّاء بنميم” وان شئت عفونا عنك، فقال: العفو يا امير المؤمنين، والله لا اعود لهذه ابدا.

هذا بعض ما ذكره الامام الغزالي في الجزء الثالث من “احياء علوم الدين” لمن يريد الاستزادة، لكن اعتقد ان في حياتنا من الصور والتجارب ما يكفي لمعرفة آثار النميمة وعواقبها على اصحابها والآخرين ولتحصين ابوابنا من دخول جراثيمها القاتلة... والله المستعان.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/15 الساعة 02:32