اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الجبور تكتب: ضعف الصياغة وطرح السؤال عند طلابنا

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/12 الساعة 11:05
مدار الساعة,منح,

يفتقر العديد من الطلاب ، بمن فيهم طلاب المدارس والجامعات، الى مهارة طرح وصياغة السؤال في الحوارات واللقاءات المختلفة.

وتستوقفني هذه الملاحظة المتكررة ، في جلسات حوارية عديدة، عن الاسباب التي ادت الى عدم تمكن طلابنا من صياغة السؤال بطريقة واضحة ومفهومة .

ويعد طرح السؤال من اهم ادوات المعرفة والعلم، بحيث يتصور العقل الاشياء ، ويطرح السؤال، بدافع الحيرة والفضول، بهدف الوصول الى الحقيقة.

وبما ان هذه المهارة تبنى وتتطور بالتدريب والتعلم ، فإن البيئة الاسرية والتعليمية، تتحمل مسؤولية هذا الاخفاق.

ففي نطاق الاسرة، لا يمنح الطفل فرصة لطرح التساؤلات، التي تشير الى وعيه بفلسفة وجوده، وعلاقته بمحيطه، المليء بالغموض، فيستدعي عقله عددا من الموضوعات التي تثير اهتمامه، فيقدح ذهنه بسيل من الاسئلة عن الغيبيات والعالم الذي يعيشه، وعلاقته بمحيطه الاجتماعي والوجودي.

ويجد العديد من الاهل ان بعض هذه الاسئلة، محيرة ومحرجة، مع انها ذات اهمية في نمو الطفل المعرفي والنفسي، فيلجأ الاهل الى عدة طرق للتهرب من الاجابة كتجاهلها او رفضها، او الإجابة عنها بطريقة غير مقنعة، وفي احيان كثيرة تتم اعادة السؤال للطفل للإجابة عليه.

وتبدأ مشكل الطفل في عدم حصوله على اجوبه تشبع دافعيته وفضوله، مسببة تمزقات ذهنية و معرفي وسلوكية، تشتت ذاته وفكره، حسب العديد من الدراسات العلمية.

يبقى الطفل يبحث عن اجابات، في مجاله الاسري، الى ان يصل الى المرحلة التعليمية الاولى، وهنا يبدأ السؤال الاهم:

هل المنهج التعليمي الذي ينتظره في المدرسة قادر على محاورته، ومحفزا لطرح الأسئلة بطريقة منطقية، ومتناولا السؤال الفلسفي ، باعتباره مفتاح التفكُّر والتدبُّر والشك والنقد.

هل تحفز المناهج على إعمال العقل؟ وهل يقوم المعلم بتوجيه عملية التفكير وتعميقها نحو اثارة اسئلة واضحة ومحددة، حتى تستقيم هذه المهارة ، وتعبر بالطالب الى صياغة منطقية ودقيقة وواضحة؟ ام ان المنهاج المدرسي موجود فقط ليتلقى منه الطالب المعلومات كمسلمات بدون شك وتمحيص ونقد.

أن ترسيخ مهارة السؤال عند الطالب ، تساعده على توليد الافكار المبدعة ؟ لان الأفكار العظيمة لا يمكن أن تأتي في ظل اجواء من التلقين دون تقليب الفكرة واثارة الشك والنقد حولها ، ضمن سلسلة من الاسئلة تدور بين المعلم والطالب، لتأكيد او توضيح المعلومة.

نريد ان نصقل مهارة السؤال عند طلابنا ، ولا يكون ذلك لا بالتدريب والتعلم والممارسة من خلال المناهج التعليمية .

لا تستهينوا بالسؤال، فالسؤال يحفز الخيال ويغمر الانسان بنهر من الافكار، والافكار تولد الابداع والإنتاج.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/12 الساعة 11:05