اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

القدس قبل قم (1-2)

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/11 الساعة 00:15
مدار الساعة,العرب,الهاشمية,رئيس,الملك,الأمن,شباب,المخابرات,الدين,مذكرات,وفيات,حكما,اقتصاد,

يطرح استهداف القدس والمخاطر الكبرى على حل الدولتين وعلى حقوق شعب فلسطين العربي، العادلة المشروعة، على قيادتنا المحنكة، ان توسِّع فتحة الفرجار وأن تنوع خياراتنا وأن تبحث تحويل التحديات إلى فرص، خاصة أنها تحديات جسيمة تهدد أمننا الوطني علاوة على تهديد أمننا القومي.

ثمة اعطاب وخراب واحتراب على الصعيد العربي، يمكّن المستهترين والطامعين من اتخاذ قرارات رعناء حمقاء دون مخافة او قلق. وتبرز دائما، معضلة الصراع الفلسطيني-الفلسطيني ومخاطر عدم تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي ننتظر ان تدفع قيادتنا الهاشمية، إخواننا الفلسطينيين الى إتمام الاختراق الملح المنتظر فيها، بالسرعة التي تتناسب مع التحديات الكبرى الماثلة، والضغوطات الضخمة القادمة على القيادة الفلسطينية، التي لا يمكن للرئيس عباس مواجهتها الا بالاستناد الى الوحدة الوطنية الفلسطينية الصلبة.

وعلى الصعيد العربي أيضا، هذه الهشاشة السياسية والصراع العبثي الذي يفتقر الى الوعي والنضج والحكمة، مما قاد الى ما نراه اليوم من عجز وطيش وهوان واستخذاء، وردود فعل محسوبة على مقياس رضى من يجب ان نواجهه.

ان التعويل على قيادة الملك الخبير المحنك، الذي يتحلى باوسع مصداقية واحترام، عبّرت عنه بامانة ووضوح فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي.

لقد ظلت بوصلة الهاشميين على الدوام معلقة بالقدس. وحين تم تجييش الشباب المسلم للانخراط في «الجهاد الأفغاني» من اجل «إنقاذ المسلمين من قبضة الشيوعية الملحدة» برزت في تلك الفترة، التي هيمنت عليها وأدارتها بالكامل المخابرات الأمريكية، أسماء القادة: أسامة بن لادن، وعبد الله عزام، واحمد شاه مسعود، وقلب الدين حكمتيار، وبرهان الدين رباني، وغيرهم، الذين كرسوا كل طاقاتهم لتلك الحرب. في ذلك الوقت دوّت صرخة الملك الحسين محذرة من انصراف الطاقات عن مخاطر الاحتلال الإسرائيلي الجاثم القريب الى مقاتلة العدو البعيد.

حينذاك قال الملك الحسين: «القدس قبل كابول» ملأت صرخة الملك الحسين يرحمه الله، الفضاء العربي المضطرب فحددت الشواخص وأنارت الطرق والأهداف، وبالأمس دوّت صرخة الملك عبد الله تعانق صرخة الحسين الهاشمية الحارة الحاسمة قائلا: «داعش قبل الأسد»، التي اخذتنا إلى مسارنا الصحيح.

لقد انفقت الدول العربية المتورطة في الحرب العبثية المدمرة الفاشلة، عشرات مليارات الدولارات من اجل تدمير رجل وفي معركة لا يمكن كسبها بالمرتزقة وتجار الحروب. فتم تدمير سوريا واستنزفت الطاقات والثروات ونمت العداوات في حالة غباء لا توصف ودارت حروب كانت اكبر فرصة لنمو الإرهاب والتطرف والغلو الذي اساء للاسلام اكبر الاساءات وجرّت الى بلادنا القوى الطامعة التي زرعت بلادنا بالقواعد العسكرية!!

يقول روبرت غيتس المدير الأسبق لوكالة المخابرات المركزية (C.I.A) في مذكراته «من الظلال»: بدأنا بمساعدة الحركات المعارِضة في أفغانستان قبل 6 أشهر من التدخل السوفياتي»!!

كان هدف المخابرات المركزية الامريكية هو جر الاتحاد السوفياتي إلى معركة لا يمكن كسبها!! فنصبت أميركا فخا محكما للدب الروسي واستدرجته إلى أفغانستان التي غزتها قواته في 25/12/1979 فتوجهت الطاقات والإعلام والإمكانات المادية والعسكرية لعدة دول هي أميركا، بريطانيا، السعودية، باكستان، إيران والصين، لإثخان الروسي بالجراح واستنزافه بلا هوادة، مما مهّد لسقوط الاتحاد السوفياتي الذي غرق في مستنقع أفغانستان عقدا كاملا من الدم والخسائر التي طالت مقدراته الاقتصادية وكرامته وأدت إلى انفراط عقد المعسكر الشرقي برمته.

القدس وفلسطين أولا وعاشرا. القدس وفلسطين قبل كل المعارك التلهوية او المصطنعة التي نساق اليها بالتخويف والابتزاز. والقدس قبل كل ورش المشاغلة الجانبية وقبل صراع الثيران وتناطحها الغبي على باب المسلخ. وكما كان يجب أن تكون القدس قبل مصيدة كابول وملهاتها، فيجب ان تكون قبل طهران وقم.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/11 الساعة 00:15