اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

حواتمة يردّ على بسام البدارين

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/10 الساعة 14:43
مدار الساعة,قانون,الأردن,اردن,الأمن,الملك عبدالله,مقالات,

للأمانة هذه المرة الأولى التي دققت فيها غير مرة اسم الكاتب وانا اقرأ مقال السيد بسام البدارين؛ والحقيقة أني لازلت غير متيقن بأن كاتب المقال هو البدارين، ولكنني سأتعامل مع ذلك تبعاً لما هو مدرج على موقع صحيفة القدس العربي ليوم السبت الموافق 9/12/2017 والامر لله.

جاء المقال برغم كل المساحيق "الصينية" التي حاول الكاتب استخدامها على مضض -لتجنب مؤاخذته نخبوياً أو قانونياً لاحقاً – مستهدفاً الدور الأردني، والتقليل من شأنه تجاه فلسطين المحتلة والقدس خاصة في ظل الارتدادات الناجمة عن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والذي من المفترض ان الكاتب يعتبر جزءاً من الجهود الأردنية الفاعلة التي انتفضت ملكياً وشعبيًا وسياسياً ضد ذلك وكان الاجدر به أن يدعم ويبرز تكاملية الجهود كما هي على الأقل، دونما اسفاف او استخفاف سيما وانه يعمل بصحيفة تحمل اسم " القدس العربي".

بدايةً العنوان لا يعبر عن المضمون بقدر ما هو تزييف للحقائق وقراءة معاكسة للواقع، حيث اكتفى الكاتب بوسم هذا العنوان، ليجذب مزيداً من القرّاء، فيما ذهب المضمون لتهشيم كل المجاديف الأردنية التي تقاوم في بحر متلاطم الامواج؛ كيف لا وان البعض للأسف باتوا نتيجة ضحالة تفكيرهم يشكلون حمولة زائدة على الفعل العربي عامة والأردني خاصة كأصوات نشاز تستغل مناسبات معينة لتطفئ أي محاولة استنهاض أو إعادة احياء لقضية الامة ونقل العدوى للاشقاء والأصدقاء.

واللافت في الامر، هو استخدام الكاتب للفصل الأكبر من قاموسه والمتضمن عبارات التشكيك والتخوين والتسخيف، فاستخدام الكاتب لكلمة " الاضطرارية" في بداية مقاله تعد استهلالاً غير محمود- ويمكن وصفه بكفر اول المقال- فقلد جاهد الكاتب وكما سنرى لاحقاً ليظهر أن خروج اكثر من ربع مليون اردني إلى الشوارع معلنين رفضهم قرار ترامب، بأنه مرحلة مؤقتة وبناءً على طلب المؤسسات الأردنية الرسمية، وكأنه جرّد الشعب الأردني العريض من حريته وتفاعله مع اهم القضايا، بمعنى آخر للأسف صور المنتفضين الأردنيين بأنهم عمال" مياومة" يعملون لحساب الجهات الرسمية، كما يؤكد هو في احدى فقرات المقال عندما قال" ومن باب الاحتياط جرت اتصالات تنسيقية سريعة مع محترفي تنظيم الوقفات الاحتجاجية ....."، وهنا أتساءل من أخبرك عن تلك الاتصالات؟ هل كنت واحداً منهم؟ وإذا كان الجواب لا، فما هي طبيعة علاقتك بمحترفي ومنظمي المسيرات اللذين أسروا لك عن تلك الاتصالات؟
ثم تطرق الكاتب في فقرته الثانية، وقدّم كلمة " القمع" على التجاوب الامر الذي اراد من خلاله إيصال رسالة إلى الأجهزة الأمنية بضرورة السماح للمتظاهرين برسم لوحة غضب اردنية، يعود ويناقض نفسه في ذات الفقرة عندما يجمع كل مكونات الدولة الأردنية في خانة الغضب والاحتقان من القرار" الترامبي"، فاذا كانت كل المؤسسات الأردنية الأمنية منها والسياسية تشعر بالغضب من قرار ترامب كيف ستقمع المسيرات أو المظاهرات السلمية؟ في الوقت ذاته حاول ان يستدعي مصطلحات اعتقد انها ستسجل باسمه كبراءة اختراع، ولا يدري أنه يعيد ويسقط ويحّور ما سمي بــ " الدولة العميقة" أبان الاحتجاجات العربية، عندما وصف بعض المؤسسات الأمنية الأردنية بــ(العميقة).

وكما عوّدنا الكاتب، فانه ابتعد عن تبريرات اممية تتعلق بالعرف الدبلوماسي واتفاقيات فينا، وغيرها الناظمة لعمل السفارات والدبلوماسيين، عندما نقل وجهة نظر بعض السياسيين اللذين لم يسمهم، واكتفى فقط بتحليلاتهم بأن عدم الانفلات الجماهيري نحو السفارتين الامريكية والإسرائيلية سببه عجز الدولة عن إيجاد" غطاء" اعلامي أو علمي أو سياسي تسوقه للرأي العام، إضافة إلى حاجة الأردن إلى المساعدات الامريكية وبالتالي حرصه على ديمومة انسيابها وعدم انقطاعها، هنا يقفز لدي الفرق بين قدرة السياسيين و"المتسيسين" في إدارة ملفات بحجم دول ومجتمعات. مع العلم بأنني على المستوى الشخصي أمل مستقبلاً أن يعتمد الأردن على نفسه ويتحرر مما قد يتبع المساعدات العربية والغربية أو يسبقها.

توريط الأجهزة الأمنية بقضايا سياسية خارجية، وكأن هذا ما اقرأه مما المح اليه الكاتب عند حديثه وبحثه عن " قرائن" من السلطات الأردنية وكأنه يريد أن تكتب وتوزع بمناشير على المتظاهرين تتضمن اعتراف بعدم ملاحقتهم نتيجة حرق العلم الأمريكي وصور ترامب، الا ينبغي التمييز بين المستوى الرسمي الذي يفترض ان يعمل بأطر وأدوات سلمية، وبين المستوى الشعبي المنفعل الذي يعبر عن غضبه بطريقة عفوية فاعلة.

ولا يتوقف اتهام الكاتب للأردن، بالمؤامرة على القضية الفلسطينية عند تصريحه بأن الأردن يتجه الى الضغط على ترامب ليقدم ضمانة لإنشاء عاصمة فلسطينية في غزة! في الوقت الذي يناقض الكاتب فيه نفسه عند اشارته أكثر من مرة بأن هناك مصلحة اردنية وهاشمية لزوال القرار وان العمل يجري اردنياً وعربياً واسلامياً وعلى اعلى المستويات بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في مواجهة ذلك، كيف يستقيم هذا مع ذاك يا كاتبنا الكريم.

تذييل و"تبهيت" المقدمات الواقعية؛ بما يخالفها ولو افتراضياً هو ما دأب عليه الكاتب للأسف، حين يصف الجهد الأردني بأنه محاولة " بائسة" في الاستثمار بالجزء الغامض من قرار ترامب! ثم يعود بلغة "تجارية" ومنزوعة اللياقة ليكشف زيفاً بأن الأردن "يريد معرفة منسوب حصته فيما يتعلق بإدارة الحرم القدسي"، وكأن إدارة ملف المقدسات هي جلسة في بورصة مضمونة الأرباح، ولا يدرك الكاتب بأنها مهمة عظيمة وشرف للأردن أن يكون وصياً على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وإن اصطدامه بشكل يومي مع المحتل، ومن خلفه، ممكن أن يجر الأردن لمواجهة عسكرية مع إسرائيل.

بكل الأحوال مقال يمكن وصفه "بالبائس" كما يحبذ الكاتب ان يستخدم هذا المصطلح بكثرة في محاولة "بائسة " منه" لتبنيج" مظاهر الغضب الأردني، قد يكون من حق الكاتب ان يبقى على عمله منتظماً في هذه الصحيفة او غيرها وان يرسل لها مقالات يومية او شبه يومية، ولكن من حقنا نحن كقّراء أن نقرأ مقالاً رصيناً موضوعياً يبتعد عن ممارسة عمل "الكوابح" والمثبطات في وقت نحن احوج فيه الى السرعة والانطلاقة.

Adel.hawatmeh@gju.edu.jo

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/12/10 الساعة 14:43