اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

زيتونة لا شرقية ولا غربية ..

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/26 الساعة 00:25
مدار الساعة,الأردن,موظفو,قانون,شركات,المزار,وزارة الزراعة,الاردن,ثقافة,نائب,المملكة الأردنية الهاشمية,

الخير والبركة؛ والتاريخ الدافىء، وبعض القسوة..هي أهم المفردات التي قد يستخدمها من يريد أن يروي حكاية الزيت والزيتون في بلادنا..

قبل أن نقذف بالرمح في عين الشياطين؛ نتحدث عن موسم الزيتون لهذا العام، وأؤكد هنا بأنني أتحدث عن «الزيتون الأردني» وأغصان السلام والحرية في شجرته المباركة، وعن زيته الأصلي، لأن كثيرين يستغلون هذا الموسم ويبدأون بالخلط والغش والخداع، فيتكسبون مالا حراما، ويجرمون بحق الناس والشجرة المباركة وزيتها.. ومن يريد أن يشتري زيتا فليتأكد من مواصفاته، ولا «يسترخص» سعره فيشتري محاليل من زيوت رديئة بدعوى أنها زيت أردني أصلي..علما أن سعر «تنكة» الزيت تبلغ حوالي 90 دينارا هذا الموسم، ولا يمكن أن تصل بأي حال الى مستوى 60 او 65 دينارا كما يروج ويبيع «الغشاشون».

ويبدو أن بعضنا يتخذون من موسم الزيت والزيتون وسيلة لممارسة هواياتهم في «التخبيص» وتوظيف الاشاعة والمعلومة المعطوبة، حتى الحقيقية منها، يوظفها موظفو الاشاعة وال»صياعة» الاعلامية، فينتهزون الموسم بزيته وزيتونه ومزارعيه ليتحدثوا عن مشاكل الكون وعن اسرائيل (انا بكره اسرائيل)، حيث تناقل بعضهم خبرا قديما حول تصدير 3 الاف طن زيتون لتجار اسرائيليين، وهو خبر قديم يعود تاريخه الى ما قبل سنوات، علما أن الذي يبيع ويشتري ويصدر ويستورد هم التجار وليست الدولة، ومن الطبيعي أن يقوم أحدهم ببيع وشراء بضائع من أية جهة فهذا حقه، وهي بضاعته وتقوده كما هي قناعاته ومبادؤه، لكن يجب علينا أن نتحدث بمعلومة واضحة وصحيحة حين نشير الى تطبيع أو تنفيع أو تجاوز قانوني من أي نوع..والمعلومة المؤكدة حول الكميات التي تم تصديرها هذا العام من الزيتون «اقول الزيتون» المستخدم لأغراض «التخليل» هي فقط «1200 طن زيتون» وليس زيتا، وتم تصديرها من قبل تجار الى أكثر من جهة خارج الحدود، علما أن أسواق الخليج العربي هي الجهة الرئيسية التي تستورد منا «مخللات»، حسب عضو الجمعية الأردنية لمنتجي ومصدري الزيتون، السيد مالك عبيدات وهو يملك شركة روابي الأردن ..واحدة من الشركات التي تعمل في مجال «المخللات»، ولم يذكر أن زيتونا تم تصديره الى اسرائيل هذا العام.

موسم الزيتون هذا العام واعد، وتشير الأرقام المبدئية الى أن نسبة الانتاج تزيد عن العام الماضي بنسبة قد تتجاوز 25%، وأقول «قد» لأن الموسم لم ينته بعد، ولم تصل الى المعاصر سوى كميات قليلة حتى الآن، حتى مطلع الأسبوع الماضي لم تبلغ 17% من المحصول، والسبب كما فهمت من رئيس وأعضاء الجمعية الأردنية لمنتجي ومصدري الزيتون والزيت هو «انحباس المطر»، ونظرا لأهمية المطر بالنسبة للزيت وكميته وجودته، فكل المزارعين تقريبا ينتظرون مطرا ليقوموا بعده بقطاف محاصيلهم وتوديعها الى المعاصر، وهذا ما تحقق بحمد الله الأسبوع الماضي بعد أن هطل مطر الخير على البلاد، وأعتقد أن الزيتون سيبدأ بالتوجه الى المعاصر، وسيكون لدينا قريبا أرقاما حقيقية عن هذا الموسم وكمية الانتاج، لكن بعض الخبراء يتوقعون بأن يكون هناك فائض من الزيت لهذا العام، بعد تلبية احتياجات السوق المحلية، التي تستوعب حوالي 22 الف طن من زيت الزيتون، وهي كمية الاستهلاك المحلي من هذا الزيت البلدي، بينما قد تتوفر عدة آلاف من الأطنان فائضة عن حاجة المستهلك الأردني، ويتم تصديرها الى الخارج، وهو تصدير يقوم به تجار ومزارعون ولا علاقة للدولة ولا لوزارة الزراعة به، فالسوق حرة ومفتوحة وكذلك بلادنا حرة ومنفتحة على العالم ولا قيود حول منتجاتنا الأردنية، سوى الحصار الظالم الذي يغلق حدودنا من كل الجهات تقريبا، يضاف اليه حصار «تشكيكي» اعلامي موروث لا علاج له، سوى إهماله، لأنه لا يراعي ولا يفهم التحديات التي يواجهها الأردن والمزارع البسيط.

أعجبني كلام المهندس موسى الساكت، وهو أحد أعضاء الجمعية المذكورة، وذلك حين تحدث عن الأسواق اليابانية كجهة تستقبل زيت الزيتون الاردني، حيث قال إن المستهلك الياباني لا يشتري منتجا زراعيا او صناعيا ما، بناء على سمعته العالمية فقط، بل يهمه «القصة» التي يعتمدها صاحب البضاعة لتسويقها، ويستدل الياباني على جودة وتاريخ المنتج من قصته التسويقية والثقافية والحضارية، فحين يقوم الاوروبي بالاعتماد على السمعة الكبيرة للزيت الاسباني او الإيطالي ليشتريه، فإن المستهلك الياباني يهتم بتاريخ شجرة الزيتون وقصتها الجميلة في الأردن وفي ثقافة الناس، وهي التي تميزه، حيث يستدل الياباني بذلك على أنه يشتري «تحفه» في الحقيقة وليس مجرد زيت زيتون جيد..

تحدث رئيس الجمعية فياض الزيود عن الزيتون وأسواقه وكمياته، وتحدث نائبه المهندس الخبير الفني المهندس معن ارشيدات عن مواصفات الزيتون والزيت في الأردن، كلهم تحدثوا لبرنامج الإعلام والشأن العام الذي يبث في الثامنة والربع من مساء هذا اليوم الأحد، على أثير اذاعة المملكة الأردنية الهاشمية..

وفي اللقاء تحدث الدكتور نزار حداد مدير عام المركز الوطني للبحث والارشاد، حول الفعالية السياسية الزراعية المهمة التي نظمها المركز حين استقبل أعضاء اللجان المحلية من كل المناطق..

هذه جملة واحدة من قصة شعلة قنديل أردني ينير الدنيا ككوكب دري ( زيتونة أردنية لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار)..

التمسوا من نور الحقيقة قبسا ولا «تتهقشوا» على صوت خفافيش العتمة..»بتضيعوا والله وبتروحوا ع النار» أيها الكافرون بهذا الوطن.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/26 الساعة 00:25