كوبونات صدام

مدار الساعة - خاص - بقلم : ايمن دهاج الحنيطي - في بداية التسعينيات من القرن الماضي كنت طالبا في جامعة بغداد، حيث الدراسة مجانية 100% والعلم والمعرفة في جامعات بلاد الرافدين كان ذا قيمة نوعية الى ان وصلنا الى احتلال العراق وتدمير كل شيء فيه.

عندما تكالب العرب قبل الغرب على عراق صدام حسين لتدميره كان الحصار الاقتصادي السلاح الاول بغرض احداث شرخ كبير بين القيادة والشعب تمهيدا لاسقاط نظام صدام.

القيادة العراقية حينها ابتدعت الية ناحعة وعملية بحيث تصل المواد الغذائية الاساسية للمواطن العراقي بانتظام في اطار شبكة امان اجتماعي تضمن صمود الجبهة الداخلية في وجه القادم من مؤامرات.
كانت كوبونات الدعم في العراق افضل وسيلة، كل فرد في العائلة العراقية كان يحصل على كوبونات تكفيه لتغطية احتياجاته من المواد الغذائية والاستهلاكية - كل فرد كان يحصل على 2 كيلو سكر+ 2 كيلو رز + 2 كيلو طحين + علبة سمنة وغيره وغيره-، رب الاسرة العراقية وبعد ان تستهلك عائلته حاجتها ، كان يستفيد من الزائد من الكوبونات ويبيعها بسعر السوق فينتعش اقتصاديا هو وعائلته من قيمتها المادية.

تماما مثلما يفعل اللاجئون السوريون في الاردن اليوم الذين ياخذون حاجتهم من المولات بموجب كوبونات الامم المتحدة، والزائد منها عن حاجتهم يبيعونه للتجار.

تجربة كوبونات صدام وكوبونات اللاجئين السوريين المعمول بها اليوم يمكن الاستفادة من اليتها في حل مأساة المواطن الاردني الاقتصادية، لنرفع كل الدعم الحكومي عن كل شيء، ولكن ليس قبل صرف كوبونات تغطي حاجة المواطن الاردني وتوفر له حياة كريمة.

لا نريد دعما ماديا ب50 او 100 دينار مثلا تضاف على الرواتب وسرعان ما تتبخر، ادعموا رب الاسرة بموجب عدد دفاتر العائلة المصروفة للاردنيين وفقا لسجلات الاحوال المدنية، فمتوسط عدد افراد الاسرة الاردنية، خمسة افراد، خصصوا لرب الاسرة كوبونات شهرية ب 100 لتر بنزين لسيارته، وكوبونات بست اسطوانات غاز، وكوبون للكهرباء بقيمة 25 دينار مثلا، وكوبونات ب50 كيلو خبز، بالاضافة الى كوبونات لافراد العائلة للمواد الغذائية والاستهلاكية تماما مثل كوبونات صدام.

طبعا رب الاسرة سيستهلك من الكوبونات ما تحتاجه عائلته، والباقي بإمكانه بيعه بالسعر العادي وبذلك نخلق حركة تجارية في السوق يستفيد منها الجميع.

بعد تطبيق كل هذه الاجراءات نقول لكم يا حكومة الملقي ارفعوا كل الدعم، وحلوا مشاكل ميزانيتكم وفي الوقت ذاته تكونوا قد وجتهم الدعم مباشرة للمواطن طبعا، ولتتركوا المواطن الاردني الكادح يعيش بشيء من الكرامة تحافظ على ولائه وانتماءه لبلده في وقت تحاك من حولنا المؤامرات ويتربص بنا الاعداء، فالجبهة الداخلية احوج ما تكون اليوم للدعم وتعزيز اركانها، ودمتم