الموسى يكتب: الميادين.. ولورنس

مدار الساعة - خاص - كتب: أ.د. عصام سليمان الموسى - في الحلقة التي بثتها محطة الميادين التلفزيونية مساء السبت الماضي (14/9/2017) عن لورنس العرب بعنوان (في الهوامش: توماس لورنس)، وكانت في مجملها مقابلات مع اربعة متحدثين، اثنان منهم من مصر، عن دور لورنس في الثورة العربية الكبرى. من الأردن كان الدكتور بكر خازر المجالي الذي تحدث كلاما موزونا.

لم يكن دور المتحدثين نقاشيا، بل اجابوا على اسئلة معد الحلقة فقط، وهذه نقطة ضعف في اي برنامج لا حوار فيه.

انطباعي الذي خرجت به ان كلام المتحدثين المصريين: الأكاديمي عاصم الدسوقي والباحث مصباح قطب، لم يكن حياديا، فقد أصدرا أحكاما غير موضوعية وغير علمية عن الثورة تجاوزت موضوع الحلقة الى الحديث عن الشريف الحسين بن علي والملك فيصل والملك عبد الله. هذه الأحكام التي أصدروها تؤكد الفجوة بيننا وبينهم.

حين قامت الثورة لم يشارك بها من المصريين الا الضابط عزيز علي المصري الذي انسحب متراجعا الى مصر بعد فترة وجيزة.

وهكذا ظلت الثورة مجهودا اقتصر على عرب المشرق في آسيا العربية. ومن المؤسف ان الباحثين المصرين في الندوة لا يذكرون الجمعيات العربية السورية التي خاطبت قادة العرب حينئذ – ومنهم ملك مصر- مناشدين اياهم تبني مطالبهم بالاستقلال وقيادة الثورة ، فلم يستجب لهم الا الشريف الحسين بن علي، الذي تبنى مطالبهم، فاصبحت ثورة عربية كبرى، وتحمل هو مسؤولية القيادة بشجاعة عربي حر ادرك اهمية استقلال العرب ودخولهم المستقبل كتلة ذات شخصية عربية شاملة. وسيذكر التاريخ ذلك، وغيره من تضحيات، حتى لو تناساها انتقائيا من يدعي العلم والمعرفة، وما أكثرهم، وما أشطرهم بشطر الحقائق لتناسب أهوائهم.