اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

قِنابة..

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/22 الساعة 00:09
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

أجمل ما في الذاكرة ،أنها الشيء الوحيد الذي تبقّى لنا غير قابلٍ للبيع أو الاستثمار ، وأنها الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن تحشو به أحداثاً لاحقة أو شخصيات جديدة لم يكن لها دور مهما بلغت واسطتها أو سطوتها ، هي صورة مقفلة على المكان والزمان والشخوص لن تجدي معها كل عمليات الفوتوشوب..
كلما تأزم المشهد الذي أمامي وصار “سيرالياً” أكثر..هربت من ثقوب الذاكرة لأتفرّج على ما كان..أتفرج على “الأمهات الشتويات” اللاتي يخرجن بلايز “التريكو” والمعاطف الثقيلة وطواقي الصوف يعدن توزيعها على الأولاد ،يقدّرن القديم منها على الأجساد الجديدة النامية فيفرح الأولاد بالامتلاك المؤقت وكأنها لم تلبس من قبل ..وعندما ينال الجميع حصّته من “دفء الشتاء القادم” بعد أن ترتق الرقبة وتصلّح الأزرار وتكفّ الأكمام…ينتقلن إلى فراش العيلة ، يرفعن الأغطية الصيفية في أعالي المطوى ، وينزلن اللحف الصوفية لتكون بمتناول “البرد” وقتما حلّ..
كلما تأزم المشهد الذي أمامي وصار “سريالياً” أكثر..هربت من ثقوب الذاكرة لأتفرّج على ما كان..أتفرّج على “أمهات الرغيف” اللاتي يجمعن قنابة الزيتون من الحارات ويضعنها أمام فم فرن الطابون الطيني ، عند المساء يقمن بجرّ الأغصان اليابسة ، و”الجذوع” المقصوصة، والأغصان المفرغة تماماً من خواتم الزيتون الأخضر ،وتكّوم أمام “الفرن” مونة للشتاء القادم..خيط دخان طفيف يتصاعد من فوهة الفرن الذي يحرق الحطب على مهل ، هو لا يستعجل الجمر ،هو يدخن الأغصان وحطب الأشجار على مهل ، يتذوّق طعم خشب اللوز، وقنابة الرمان الذي خلع آخر أجراسه ، ثم يدخن سيجارة النوم على ورق الزيتون اللاذع..
في تشرين تقصّ الأشجار أظافرها الطويلة ، وتدوزن “الغرّة” التي تهدّلت وغطت على عين الريح ، يتهاوى غرور الدراق قليلاً، ويبحث الكرز عن رشاقة جذعه أكثر فيرقص للمقص ،ويتخلص الزيتون من أغصانه المطأطئة أرضاً، يتبرأ من هذا الخنوع ، ويتبرأ من هذا الانكسار ، فالزيتون مِكحلة الشمس لا تقبل ان يولد من جذعها من ينبطح او يذلّ..في تشرين تجمع هذه القنابات..يسيّج بها زرائب الخراف البيتية الوادعة ، أو توضع في قائمة الاحتراق امام الطابون..
في ذاك الزمان.. لم نكن نجوع أو نخاف أتعرفون لماذا؟؟ لأن الرغيف كان ينضج على أمزجة كثيرة ..مزاج الدراق والخوخ والكرز والزيتون وكفّ أمي..كيف لمن تذوّق هذا المزيج العظيم أن يهاب أو يجوع أو يتذلل على “شبّاك الدعم الحكومي”..
الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/22 الساعة 00:09