الحنيطي يكتب: بابور جدتي والمواطن

بقلم: معاذ الحنيطي

كعادتي عند جلوسي في ذلك الركن من حديقتي تبدا تلك الافكار المجنونة والخواطر الملعونة تتراقص في رأسي .

ومع ثاني رشفاتي من كوب الحليب الممزوج بالزعتر اكتشف بان حال مواطننا الاردني كحال بابور جدتي رحمها الله الذي ما زلنا نحتفظ به من باب الذكرى .

بابور جدتي الذي ما زال ابي واعمامي يشتاقون في كل مجالسهم الى طربهم على (وشيشه) ، كان الحل لكل شيء .

جدي لا يدخن من علبة الهيشي الا برفقة بريق الشاي مع رجال العشيرة على عليته المطله ولن ينضج الا على البابور.

وفي اخر التعليلة لا بد من (طاسة رشوف او فويرة) للعشاء ولن تنضج الا بذلك البابور .

كذلك عمي الكبير هذا الضابط الذي لما لرتبة في ذلك الزمن من رمزية يراه جدي وجدتي اخر القادة واعظم الفرسان واكبر المشاريع يريد (تنكة ) ماء ساخن يستحم بها من عرق الفوتيك وغبار الميدان والخنادق ولن يحل المشكلة الا ذلك البابور.

لله درك ايها البابور حتى عمي المغترب على مقاعد الدراسة في اوروبا يحن لك يريد ان ياكل "طاسة مقلوبة" ولن ياكلها الا بهذا البابور.

وضيوف جدي من كل صوب وناحية في الليل والنهار لن تقضى حاجتهم قبل اكرامهم بفطور او غداء او عشاء والعودة كما كل مرة الى ذلك البابور.

وحتى جدتي حين تمتلئ المضافة في ليالي الشتاء البارد ستشعلك في المطبخ لتدفئتها .

وها هي حكومتنا تجسد مشهد البابور في بيت جدي مع المواطن فانتم دائماً الحل.