شركات سوق عمان المالي تتبرع للسفارات أكثر بسبع مرات من تبرعاتها للأحزاب

مدار الساعة - تفضل شركات سوق عمان المالي عدم التبرع إلى الأحزاب بحسب ما أظهره تحقيق استقصائي ، حيث شمل التحقيق إفصاح لـ 225 شركة مدرجة في سوق عمان المالي لثماني سنوات متتالية تبدأ من 2009 إلى 2016.

وكشف التحقيق أن شركات سوق عمان تبرعات خلال ثماني سنوات متتالية بأقل من أربعة آلاف دينار لأحزاب سياسية.

وتظهر إفصاحات مالية أن شركتين فقط في سوق عمان المالي تبرعت لأحزاب بـ3820 دينارا ثلثها كانت على شكل أدوية.

ويسمح قانون ضريبة الدخل للشركات تبرعاتها للأحزاب على ألا يتجاوز المبالغ المدفوعة ما يسمح به قانون الأحزاب.

فيما لم يحدد قانون الأحزاب سقف للتبرعات التي يتلقاها الحزب لكنه اشترط "أن تكون من أشخاص أردنيين ومعنويين على أن تكون معروفة معلنة".

بينما تدعم الدولة الأحزاب بشروط بمبلغ خمسين ألف دينار سنويا تدفع من الخزينة العامة على دفعتين.

ولا يشكل تبرعات شركات سوق عمان المالي للأحزاب شيئا يذكر من إجمالي تبرعاتها التي تناهز 29 مليون دينار سنويا بالمتوسط حسب أرقام التحقيق الذي ينشر الشهر المقبل.

وتقل تبرعات شركات سوق عمان المالي إلى أحزاب أكثر من سبعة أضعاف تبرعاتها إلى سفارات أجنبية.

وتبرعت شركات عامة بحسب إفصاحاتها المالية خلال السنوات الثمانية الماضية بنحو 28 ألف دينار لسفارات أجنبية في العاصمة عمان وهو مبلغ يزيد 725 بالمئة من إجمالي ما تلقته الأحزاب خلال نفس الفترة من تبرعات سوق عمان المالي.

وتفضل الشركات العامة دفع تبرعاتها المالية لمؤسسات وجمعيات خيرية وصحية وبيئية.

ويكشف التحقيق عن نمو تبرعات الشركات العامة بنحو الضعف خلال السنوات الأخيرة

وقفزت تبرعات الشركات خلال هذه الفترة من 19.86 مليون دينار عام 2009 إلى 30.59 مليون دينار عام 2016 وسط حالة من التذبذب صعودا ونزولا بين عام وآخر.

التبرعات وصلت ذروة قيمتها عام 2014 بعد أن لامست حاجز 38 مليون دينار ثم تراجعت لتستقر خلال العامين الماضيين عند 30 مليون دينار سنويا.

ورغم زيادة إجمالي التبرعات فإن عدد الشركات المتبرعة تناقص خلال هذه الفترة من 136 شركة عام 2009 إلى 109 شركة عام 2016.

في حين تظهر الأرقام أن أكثر من ربع شركات سوق عمان المالي لم تقدم تبرعات لأي جهة مطلقا خلال ثماني سنوات.

وبحسب الأرقام هناك 58 شركة مساهمة تعمل غالبيتها في قطاع العقارات والخدمات المالية لم تخصص أموالا في موازناتها للتبرع بها.

فيما تكشف الأرقام أن أكثر من ربع شركات سوق عمان (26.6 بالمئة) يقل تبرعها السنوي عن 10 آلاف دينار فيما هناك ثلاث شركات فقط تتجاوز قيمة تبرعاتها السنوية عن مليون دينار.

وتأتي قرابة 90 بالمئة من إجمالي التبرعات من البنوك وشركات التعدين بحسب ما تظهر الأرقام.

وتتبرع البنوك سنويا بـ14.9 مليون دينار بالمتوسط تشكل ما نسبته 52 بالمئة من إجمالي تبرعات شركات سوق عمان المالي السنوية.

فيما يبلغ إجمالي تبرعات شركات التعدين 10.5 مليون دينار تشكل ما نسبته 36 بالمئة من إجمالي التبرعات السنوي.

وكشف التحقيق أنّ أكثر من نصف المستفيدين تلقوا تبرعات تقل عن خمسمائة دينار في الدفعة بينما تلقى 16 بالمئة منهم تبرعات تزيد عن مبلغ 10 آلاف دينار."السبيل"