الهنانده: الحريق صار حرائق

مدار الساعة - كتب .. الرئيس التنفيذي لشركة زين احمد الهناندة:

معظم الحديث اليوم عما هو متوقع من قرارات حكوميّة لسد عجز الموازنة والوفاء بالالتزامات الخاصة بصندوق النقد، واعتقد ان الوقت حان لاتخاذ القرارات الصحيحة دون البحث عن بدائل مدمرة للمنظومة الاقتصادية..

و من اصعب هذه القرارات شكلاً ولكن في الحقيقة هو القرار الذي يجب اتخاذه يوماً من الأيام هو الانتقال من دعم السلع الى الدعم النقدي لمستحقي الدعم، فاليوم يدفع الأردنيون ثمن دعم السلع بطريقة غير مباشرة وهذا ما خلق نوعاً من عدم التوازن الاقتصادي وأثّر سلباً على الجميع.

الاولوية دائماً تكون في احتواء الحريق وليس إطفاءه لتجنب انتشاره، ولكن بمجموعة القرارات المتخذة اصبح الحريق عبارة عن مجموعة كبيرة من الحرائق هنا وهناك ما جعل السيطرة عليه صعباً جداً، والآن الاردن امام تحدي الاستمرار بإطفاء الحرائق او احتواء الحريق والبدء بالقضاء عليه باقل الخسائر الممكنة.

فمثلا تم رفع ضريبة المبيعات والضريبة الخاصة على العديد من السلع لتجنب تغيير نظام الدعم لسلع اخرى، وبالنتيجة خسر الاقتصاد كثيراً و زاد العبء على المواطن اكثر. و كل عام نحاول الخروج ببدائل ولكن لماذا لا يتم تحليل المعلومات ونشر النتائج والوصول الى قناعة بان الصحيح هو ما نحاول تجنبه ومواجهته .

وبالمقابل يجب التركيز على التحصيل الضريبي، بطريقة لا نتعامل فيها مع الجميع كمتهرب ضريبياً، ولكن محاسبة المتهرب ضريبياً و الحد من المبالغة بالاستغلال الضريبي وتراكم المستحقات وهذا يحتاج إلى نظام ضريبي متطور وقادر على منع التهرب اكثر من الانتظار طويلا لتراكم المستحقات بسبب التهرب .

لا بد من التركيز على أهمية دعم عجلة الاقتصاد والتعامل مع القوة الشرائية المحدودة، وخلق التوازن بين اهمية الاقتصاد و حاجة الخزينة ومتطلبات صندوق النقد.

لا بد من العمل على خلق فرص استثمارية بالمحافظات تضمن خلق وظائف و دعم المجتمعات المحلية هناك ، و نتمنى ان تقوم اللجان اللامركزية بلعب هذا الدور المهم .

وبالنهاية، ان الوطن مسؤولية الجميع، والاهم من كل شيء هو الاردن ومستقبل شبابه واطفاله، هناك العديد من الفرص والمستقبل أفضل باذن الله ولكن بحاجة الى النظر للتحديات ومواجهتها بايجابية و موضوعية..

حماك الله يا وطني و حمى شعبك وقيادتك