اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

مؤتمر الأردن فلسطين

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/11 الساعة 12:39
الأردن,مدار الساعة,الشامل,الاردن,نعي,اقتصاد,الهاشمية,

مدار الساعة - بقلم : ايمن دهاج الحنيطي

جلالة الملك ومنذ تسلمه دفة الحكم في المملكة لم يال جهدا مع المجتمع الدولي في سبيل اقامة الدولة الفلسطينية، وانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وصولا الى السلام العادل والشامل في المنطقة، وذلك سيرا على خطى الراحل الملك الحسين طيب الله ثراه.

لكن ما يحدث على ارض الواقع منذ سنوات هو امر مقلق للغاية، ويتعاظم القلق لدينا مما نرصده في التسريبات الاسرائيلية ، وما نتابعه من نشاطات تجري بالعلن غرب النهر باتجاه اعادة الحديث وبقوة عن " الخيار الاردني"، وهذه المرة مع تكثيف ادارة ترامب لجهودها في الاونة الاخيرة لعقد "صفقة القرن" .

في السابع عشر من الشهر الجاري يعقد في القدس المحتلة، وعلانية مؤتمر غاية بالخطورة ، فالكتاب يقرأ من عنوانه، "مؤتمر الاردن فلسطين" او بحسب التسمية الرسمية للمؤتمر " الخيار الاردني : السبيل الوحيد للسلام " والذي ينظمه ما يسمى " مركز الحوار اليهودي – الاسلامي " حيث سيعتلي المنصة المعارض مضر زهران مقدما ورقتي عمل، والمأفون اريه الداد – عراب فكرة الاردن هو فلسطين – وعضو الكنيست الليكودي، زعيم اقتحامات الاقصى ، الحاخام يهودا غليك ، والاكاديمي مردخاي كيدار صاحب فكرة كانتونات وامارات الضفة ، بالاضافة الى تسعة اخرين جلهم من العيار الثقيل اكاديميا .

"مؤتمر الاردن فلسطين" والذي نشرنا برنامجه والعناوين العريضة لاوراق العمل ال 15 التي ستقدم فيه على مدونتنا المتخصصة "اسرائيل عن كثب"، ومنصاتنا الاخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، تكمن خطورته بموضوعاته وتوقيته ووزن المتحدثين فيه وعددهم ، ولا ينقصه صراحة سوى حضور الليكوديون نفتالي بينت واورن حازان، ورئيس الائتلاف دافيد بيتان وشيخهم بنيامين نتنياهو، ورثة فكر جابوتينسكي .

جميع طروحات اليمين الاسرائيلي ستكون حاضرة في المؤتمر ، من فكرة الترانسفير القديمة الجديدة، مرورا بشطب الاونروا وملف اللاجئين وحق العودة التي اصبحت اليوم في اروقة الكونغرس بجهود نتنياهو ونيكي هيلي، وانتهاء بالحديث صراحة عن ان فكرة الداد "الاردن هو فلسطين" والتي نقلها المافون سيئ الذكر قبل سنوات الى الكونغرس الاميركي ووزعها على اعضائه على شكل كراسات .

لكن اخطر ما سيطرح في "مؤتمر الاردن فلسطين" هو ورقة عمل بعنوان " ملك الاردن هو عدو اسرائيل ، والنظام الاردني هو اساس المشكلة" ، في استهداف واضح وصريح وفظ وغاية في الوقاحة ضد القيادة الاردنية والهاشمين والاردن الذي تربطه اليوم مع دولة الكيان الصهيوني معاهدة وادي عربة على اعتبار انها " معاهدة سلام".

ما يثير القلق صراحة هو الصمت الرسمي الاردني للان على هكذا نشاط معادي رغم ان الحديث عن المؤتمر والتحضيرات له تجري منذ عدة اشهر، هل نحن في حالة ارتباك ؟ هل نعي خطورة الوضع ؟ هل نسمح للجهات الدولية وخصوصا المؤسسات المالية بتسهيل تنفيذ طروحات اليمين الاسرائيلي وتمرير "الخيار الاردني " وحل القضية الفلسطينية على حساب الاردن ؟ هل اوقعتنا اطراف عربية واخرى اقليمية "شقيقة" و"صديقة" في فخ المخططات الصهيونية ضد الاردن ؟ هل نمتلك Plan B والتي سبق وتحدثنا عنها كثيرا ؟؟ اسئلة كبيرة بحاجة الى اجابات واضحة وصريحة .

الضغوطات التي يمارسها اليوم صندوق النقد الدولي، وتوريط الاردن بموجات اللاجئين وتخلي المجتمع الدولي والعربي مرة واحدة عن دعم الاردن في ظل وضع اقليمي صعب للغاية، كلها باعتقادي تسهل على اليمين الاسرائيلي تمرير مخططاته ، هل تقبل حكوماتنا المتعاقبة ، والحكومة الحالية برئاسة هاني الملقي التي اهلكت كاهل المواطن الاردني بقراراتها القاسية والحبل على الجرار،هل تقبل ان تكون اداة لتنفيذ مخططات اليمين الاسرائيلي؟؟

في حوار قيم مع زميلة صحفية اتفقتا ان معظم بيوت الاردنيين اليوم لا تخلو من وجود مغترب خارج الوطن من بين افرادها ، وما نرصده عبر مواقع التواصل الاجتماعي من نبرة الشارع الاردني خصوصا بين الشباب ان هناك رغبة جامحة نحو الهجرة هربا من الوضع الاقتصادي الصعب جدا، وبحثا عن حياة كريمة، وهذا بالفعل ما يريده اليمين الصهيوني : تفريغ الاردن من مواطنيه ليحل مكانهم 2,5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة يرحلون الى المملكة الهاشمية بشكل هادئ وتوافقي، فهؤلاء الصهاينة يعلنوها صراحة انهم لن يقبلون ابدا بدولة فلسطينية ثالثة، هناك واحدة في غزة واخرى في الاردن .

اخيرا لا اخرا ، لا استطيع سوى القول الله يستر .

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/11 الساعة 12:39