اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الغوغاء والشأن العام

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/10 الساعة 15:51
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

د. ماهر عربيات

حينما تطفو بعض القضايا العامة على السطح، في أي دولة أو مجتمع، وتستفحل الأمور، ويصبح من الصعب تطويقها وتفكيكها بالسرعة الممكنة، تهب علينا حينئذ رياح الغوغاء، لامتلاك الدنيا، وليفسدوا في الأرض، تحت ذريعة مساهمتهم في تدبير الشأن العام، استنادا إلى نضجهم الفكري الذي لا يملكون جانبا أو حظا منه، ليبدأ تدفق الحمم البركانية حولنا، ويبدأ تطاير شظايا حوار التراشق اللفظي فوق رؤوسنا، وممارسة غوغائيتهم في استثمار شبكات التواصل الاجتماعي لاستهداف الشخصيات العامة، ونشر كل ما يتعلق بحياتهم الشخصية والعائلية، وغير ذلك من الممارسات التي باتت تزخر بها حياتنا السياسية، دون مراعاة للاعتبارات الأخلاقية، مع غياب واضح للقدرات والإمكانيات الفكرية والعلمية، مستثمرين هموم البشر ومعاناتهم.

شهد المجتمع في السنوات الأخيرة "قطيعاً"، لم يتريث في فرض نفسه عند كل قضية أو أزمة أو محنة تواجه المجتمع، واعتلاء المنصات والمنابر للتعاطي والتفاعل مع القضايا العامة بأنماط سلبية حمقاء، لسكب الزيت على مواقد الشأن العام.

أولئك الغوغائيون ينعتهم البعض بالقطعان والأوباش والبذاءة والجلبة والسوقة والرعاع... وهم يتحركون ضمن حدود واسعة ، يقتحمون الحيز العام ويستحوذون عليه، يفرضون وجودهم عنوة، حريتهم لا تنتهي حتى لو بدأت حرية الآخرين.

تلك القطعان لديها الاستعداد القيمي لإثارة الشغب والاضطراب والفوضى، والتأهب لذلك عند كل مناسبة، وكلما اقتضى الحال، وهم العناصر المثيرة والمحركة للفتنة والضوضاء واختلال التوازن في المجتمع... قال عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه : هم الذين إذا حضروا ضروا، وإذا غابوا نفعوا.

يعتقدون أنهم مدركون ليس فقط لما يحدث في الوطن ، بل لما يجري على سطح هذا الكوكب ، ظنا منهم بأن ثقافتهم عميقة واطلاعهم واسع، وبالتالي هم قادرون على تناول أي قضية بالشرح والتحليل والنصح والتوجيه، ومن ثم بناء المواقف وإصدار القرارات السليمة والحكيمة، بصفة قطعية لا مجال فيها للرأي والاختلاف.

وقد ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي في تعزيز دورهم المشبوه، ناهيك عن بعض القنوات الفضائية، التي لا تقل غوغائية عنهم فيما تطرحه من شعارات وما تبثه من سموم، والمعروف أن حشود القطيع دائما ما يراودهم إحساس بالقوة، لأن وجودهم ضمن القطيع يمنحهم الطمأنينة، ويخلي مسؤوليتهم تجاه أية مخالفات أو انتهاكات أو خرق للنظام العام، على اعتبار أن المخالفات لا يتحملها عنصر من القطيع بل القطيع بأكمله.

تمددت الغوغائية وتفشت في العديد من المجالس والمجتمعات، وقضى ربك أن تتواجد في كافة المجتمعات، وفي كل زمان ومكان. وعالم الغوغاء أشد ميلا نحو الظهور والجهر بنشاطهم السافر والصارخ، من الحذر والسكينة والوعي، كيف لا وهو عالم الجلبة والجلجلة والضوضاء والضجيج والصخب ، سواء لزم الأمر أم لم يلزم.

اقتلاع ذلك الداء وهذا البلاء من داخل المجتمع بات من الضروريات المطلوبة والملحة، حتى لا تستأثر هذه الظاهرة باهتمام الناس، وحتى لا تتحول إلى سلوك مقبول ومرحب به.

Mahers.arab@hotmail.com

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/10/10 الساعة 15:51