اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

جند الأردن من مؤاب إلى الكرامة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/27 الساعة 00:07
الأردن,مدار الساعة,عمان,ضباط,الأمن,مؤتة,الاردن,اليرموك,معان,

إحساس غامر، بالراحة والطمأنينة الممزوجين بالفخر والاعتزاز غمرني، وأنا أتجول مع وفد جماعة عمان لحوارات المستقبل، برفقة نشامى قواتنا المسلحة الأردنية، من ضباط وضباط صف وجنود المنطقة العسكرية الشمالية، وفي مقدمتهم قائد المنطقة، وقادة الألوية والكتائب العاملة في المنطقة، والتي تشكل حلقة متينة وأساسية من حلقات الحزام الذي يشكله أبطال قواتنا المسلحة على امتداد حدود الوطن، مرابطون يسهرون لننام نحن, ويكدحون لنرتاح نحن، ويزرعون لنحصد نحن، وزرعهم الذي نحصده أمناً واستقراراً وكرامة وكبرياء، ولا غرابة في ذلك، فهم نبت هذه الأرض، بكل أمجادها، وصفحاته الزاهرات، منذ الحارث الرابع ملك الأنباط من الأردنيين الأوائل، الذين قدوا الصخر فحولوه إلى مدينة ولا أروع، تشهد على قدرة أبناء هذه الأرض على صنع المعجزات.

ومنذ الملك المؤابي الذي قهر يهود في غزوتهم الأولى لهذه الأرض، وهي الغزوة التي تحطمت على يد جيل من أجيال الأردنيين الأوائل مازال التاريخ يردد اسم قائده «ميشع»، ويذكر مع الترداد بأن الأردنيين صناع نصر, فما بين النصر الذي صنعه ميشع وجند الأردن على يهود, وبين نصر جند الأردن على يهود في معركة الكرامة, حبل متين, يضيف إليه جند الأردن في كل عصر من العصور غزلاً جديداً من نسيج الكرامة والكبرياء، وصفحةً جديدةً من صفحات مجد هذا الوطن, وتاريخه الذي يحفظه عسكر الأردن عن ظهر قلب، فهم ورثة هذا التاريخ وحراس بواباته الأمناء على مجده, لذلك يزخر حديثهم بذكر مؤتة، أول الفتح، وأول العهد مع آل البيت قادة الأردنيين في عصرهم الحديث، وما بين مؤتة وبيعة الاردنيين للهاشميين في مطالع القرن العشرين، كانت الحُميمه من أرض الأردنيين موئل آل البيت، وحصنهم الحصين لاسترداد حقهم.

ومثل مؤتة وعلامتها الفارقة في تاريخ الأمة ،على وجه العموم، وتاريخ الأردن على وجه الخصوص, يرطب عسكر الأردن ألسنتهم بذكر الله أولاً، ثم بذكرى أيام الله في الأردن, وأولها يوم اليرموك، ومعركته الفاصلة التي أنهت الوجود الاستعماري الغربي في بلادنا, وأعادتها حرة إلى أصحابها أحفاد الأنباط والمؤابيين والغساسنة، لكنها هذه المرة كانت حرية مقرونة بحمل رسالة السماء للبشرية، شعارها « إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا»، فهي رسالة حرية ومساواة إنسانية قال قائلها « متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً».

تلك هي اليرموك التي جرت على أرض الأردن وهي عين الأرض التي احتضنت فيما بعد كل معسكرات معارك التحرير, كحطين وعين جالوت, وغيرها من معارك الأمة الكبرى, التي تشحن جند الأردن بمعاني العز والكبرياء, صبح مساء مثلما تشحنهم بأشواق النصر, سيراً على خطى أجدادهم الذين طالما أهدوا الأمة انتصاراتها الكبرى.

ومثلما يرطب جند الأردن ألسنتهم بالحديث, عن مؤتة واليرموك وحطين, وغيرها من أيام الله, يستلهمون منها العزيمة, فإنهم يزيدون ألسنتهم حلاوة بالحديث عن صناع هذه الأيام, من جعفر وإخوانه في مؤتة في جنوب الأردن, إلى معاذ بن جبل وولده في شمال الأردن. وما بينهم أمين الأمة أبوعبيدة عامر بن الجراح, ومحرر الأردن شرحبيل بن حسنة, وعامر بن الأزور, وغيرهم كثير. ففي ثرى الأردن يرقد الآف الشهداء من صحابة رسول الله, الذين يشكلون لأبناء قواتنا المسلحة معيناً لا ينضب من المعنويات العالية, كيف لا, وهم الذين يغسلون عيونهم إناء الليل وأطراف النهار بأضرحة صحابة رسول الله, تذكرهم بأي مجد تليد هم حراسه, بعد أن ورثوه كابراً عن كابر.

هذه صفحة التاريخ في ذاكرة ووجدان عسكر الأردن, المرابطين على امتداد حدوده, يزيد من روعتها صفحة الجغرافيا في هذه الذاكرة وهذا الوجدان, ففوق أنها الجغرافيا التي يضم ثراها الآف الصحابة, بكل ماتركوه من إرث عظيم للأردن والأردنيين, يحرسه اليوم جند الأردن, فإن الجغرافيا الأردنية هي قلب الأمة النابض, والرابط بين جزيرتها وهلالها الخصيب ومصرها, وما وراء مصر, فسمة الأرض الأردنية أنها تجمع ولا تفرق, مثلما هم أهلها, والحفاظ على ذلك كله أمانة في أعناق عسكرها, الذين حجت إليهم جماعة عمان لحوارات المستقبل في المنطقة العسكرية الشمالية لتقول لهم مثلما قالت من قبل لإخوانهم في المنطقة العسكرية الشرقية: أن شعبكم معكم, وأنكم منا بؤبؤ العين, ونبض القلب, ومصدر الفخر, الذي إليه تشخص العيون, وبه تطمئن القلوب, وتسكن النفوس, ضارعة إلى الله أن يوفيكم حقكم الذي بشركم به رسولكم بقوله» رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها» فاللهم اكتب لجند الأردن أجر المرابطين واجعلهم من المنتصرين.

الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/27 الساعة 00:07