اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

عالم الطبيخ!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/23 الساعة 15:41
مدار الساعة,

في افتتاحية الدورة الاخيرة لاجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك لم يحظَ (سدر المسخن) الفلسطيني على منصة الخطباء الرخامية باي لغة تذكر مع انه يعتبر جوهر الاكلات الشرق اوسطية ومحور الصراعات فيها..

لقد تم تهكير صفحاته في تلك الدورة لا اعتباره مخالفا للاجندة المطروحة والتي لم يشارك في اعدادها اي منصف في العالم، وان معظم الحضور جاءوا من كوكب المريخ ولا يتقنون اللغة العربية ليفهموا لب القضية، ومنهم من حضر الى بلاد العم سام تصحبه زوجته او عشيقته ليمضوا معا اوقاتا حميمة وممتعة بعيدا عن النكد وعن كل ما ينغص عليهم ايامهم المعدودة التي سوف يقضونها في ارقى فنادق ( منهاتن) متلذذين بأفخر انواع الطعام على ضوء الشموع الحمراء وعلى انخاب كوؤس النبيذ.

بينما يرزخ سدر المسخن تحت نير وظلم اطول احتلال دموي في العصر الحديث , وفي ضيافة اكبر دولة تدعي الوقوف مع حرية واستقلال وحق تقرير المصير لكل الشعوب، كنا ننتظر من شرفاء هذه الامة ولو بالتلميح الى ادانة هذا الاحتلال البغيض ولو لمجرد ذر الرماد في العيون، ولكنهم بتجاهلهم هذا يوصلون رسالة الى ذوي الالباب ان هذه القضية قد تم طمرها بفعل تراكم قضايا اخرى مستجدة مما جعلها تنتظر في اخر الطابور بعد ان كانت مستحوذة على اوله , ولسان حالهم ان قضيتكم اصبحت واقعا منسيا وترزخ في عالم ما وراء الغيوم وفي زمن الميتافيزيقيا
بينما حظي طبق (الشنيتزل) الاسرائيلي والمطبوخ من مكونات زرع وحقول اصحاب (المسخن) نال وبامتياز استحسانا واعجابا مدهشين وخاصة من اصحاب المطبخ الشرقي الذين اثنوا عليه وحمدوه وتغنوا به وصفوه بحمامة السلام وكادوا ان يصلوا له لولا ان السجادة ممنوعة في مثل ذلك المكان.

نحن نعلم ان الاقنعة سقطت عن الوجوه منذ زمن ولكن ان يصل بنا الامر ان نستجدي السلام على ابواب بني صهيون ونترك لهم ماتبقى من الارض مباحا بلا رادع اوحسيب، وان تصبح اسرائيل في قواميس لغاتهم صديقا وحليفا وجارا وديعا يريد العيش بسلام وغيرهم ارهابيون ولا يستحقون العيش،

وعندما مدح (مالك) الخمر كان منتشيا وسكرانا فلا شك ان الحامض النووي وجينات هذه الاقوام متشابهة كماهي حال خلايا الجامعة العربية وغيرها من المؤسسات المتخاذلة .

ولا ننسى ان هناك وجبة (الكنتاكي ) في بلد المعزب الذي يرتمون في احضان مطاعمه ارضاء له حتى لايغضب عليهم ويرميهم بشهب من نار او يلصق بهم تهمة الارهاب الاسلامي فتعاديهم جميع شعوب العالم من المطبلين والمزمرين للعم سام , وهم بالنسبة له عبارة عن بقرة حلوب ليثري بهم جيوبه بالمليارات والتي تذهب في النهاية الى شق خرجه الاسرائيلي ليبني بها مزيدا من المستوطنات على حساب اهل الارض من الهنود الحمر والذين اصبحوا بلا نصير او معين لا من قريب ولا بعيد، وخيارهم الوحيد الركوع والاستسلام والمثول لمنطق القوة , اواقامة الحد على رقابهم يساقون اليها كالخراف وبذكر الله حتى يصبح ذبحهم حلال وبهذا ينتهي الارهاب وتعيش اسرائيل بيمن وسلام , والغريب في الامر اننا وبرغم علمنا ان هذه الجمعية والتي صوتت لصالح قيام دولة اسرائيل الا اننا لازلنا نهرع لاحياء ذكراها كل عام.

فلم يبقى لطهاة المطعم الفلسطيني اية احلام بدولة مستفلة كباقي الامم لطالما الحكم جلادهم , وما بقي لديهم الا ان برفعو اياديهم للسماء ويدعوا عليهم دعوة ابن الصحراء على الحجاج ( بيض الله وجوهكم وعلا عن الارض اكعابكم ) وذلك اضعف الايمان.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/09/23 الساعة 15:41